وزير الدفاع : طلبنا من الوساطة وضع ترتيبات خاصة بمنطقة (14 ميل) الخرطوم: أديس أبابا : هيثم عثمان استبق وفدا الخرطوموجوبابأديس أبابا، قمة الرئيسين عمر البشير وسلفا كير ميارديت بإثيوبيا اليوم وأعلنا الاتفاق حول المنطقة العازلة التي اقترحها أمبيكي، فيما ترك مصير منطقة «14 ميل» بيد الوساطة الإفريقية، وأعلن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين رئيس اللجنة السياسية الأمنية المشتركة من جانب السودان، موافقة الخرطوم على الخريطة الإفريقية، وقال للصحافيين أمس: «لم نرفض الخريطة لكن كانت لدينا ملاحظات حولها»، وأضاف: «أشرنا للوساطة لوضع ترتيبات خاصة للمنطقة». وفي المقابل سارعت جوبا بالإعلان عن موافقة الخرطوم على الخريطة الإفريقية. وأعلن المتحدث باسم وفد جوبا قبيل خروج وفد الخرطوم من الاجتماع المشترك للجنة أمس، قبول الخرطوم بالخريطة مثار الجدل. وفي ذات السياق انخرط سلفا كير فور وصوله أمس أديس أبابا في اجتماع مع رئيس الوزراء الإثيوبي، واجتمع مرة أخرى بالوسيط أمبيكي، وواصل سلسلة الاجتماعات بلقاء وفده المفاوض. وفي اتجاه آخر قال مراسل «الشروق» بأديس إن الوساطة حددت مساء اليوم موعداً لانعقاد القمة، وذكر أن الوساطة ستقوم بطرح حزمة من الملفات على الرئيسين للتوقيع عليها. من جانبه سلم نائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار ورقة توفيقية للوساطة الإفريقية تحمل ذات الملامح التي دفعها أمبيكي سابقًا للرئيسين عمر البشير وسلفا كير بشأن منطقة أبيي وتقسيمها مناصفة بين البلدين، ونقل مسؤول حكومي بدولة الجنوب ل «الإنتباهة» تفاصيل المقترح الذي أعدَّه مندوب جوبا بالأمم المتحدة فرانسيس دينق وسلَّمته سوزان رايس للوسيط الإفريقي لطرحه على البلدين، وكشف عن معلومات خطيرة بالمقترح تشمل بجانب تقسيم المنطقة إبعاد قبيلة المسيرية من الاقتراع على تبعية المنطقة واقتراح فتح ممرات آمنة للقبيلة للدخول لها والتنقل بمواشيها لعمق الجنوب مقابل موافقة الخرطوم على المقترح، ولفت المسؤول إلى أن الورقة التوفيقية التي يُنتظر طرحها اليوم على الرئيس البشير دفعها مشار لأمبيكي في لقاء قبل يومين بأديس أبابا، ونبّه على دفع مشار خرائط أخرى تشمل دفوعات جوبا حول المناطق الأربع المتنازَع عليها.وذكر أن المقترح يتألف من «11» بندًا. وفي السياق قال السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية عماد سيد أحمد ل«الإنتباهة» إن الوفد المرافق للرئيس يضم وزير شؤون الرئاسة الفريق أول بكري حسن صالح، والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا، ووالي جنوب كردفان أحمد هارون. فيما انضم وزير الدولة بالخارجية صلاح ونسي لوفد التفاوض، في وقت أصدر فيه الاتحاد الأفريقي بياناً أمس، رحب فيه بالقمة المزمعة بين الرئيسين، معرباً عن أمله في أن تكلل بالنجاح. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي د. جون بينغ إن الاتحاد الإفريقي يتطلع إلى أن يستغل الرئيسان هذه الفرصة الفريدة للوصول لاتفاق حول الموضوعات ذات الخلاف. من جهته، رحب مجلس الأمن بالقمة الرئاسية والتقدم الذي أحرزته مفاوضات أديس أبابا بين السودان وجنوب السودان في تضييق شقة الخلاف بين الطرفين، وحثّ المفاوضين على مواصلة تكثيف السعي لحل القضايا العالقة المتبقية حسبما نص قرار المجلس رقم «2046» وخارطة طريق الاتحاد الأفريقي، كما شدّد البيان على الضرورة الملحّة لتشكيل اللجنة المشتركة الخاصة بمراجعة ومراقبة الحدود، بيد أن مصادر بملف التفاوض أكدت أنه سيتم التوقيع على بعض الترتيبات الاقتصادية وأوضاع المواطنين، واستبعدت الوصول لتفاهمات نهائية بشأن ملف الحدود. وكشفت عن مغادرة نائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار أديس أبابا أمس عائداً لجوبا. من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ارتياحه للتقدم الملموس في تضييق شقة الخلاف بين حكومتي السودان وجنوب السودان، مهنئاً وفدي المفاوضات على ما أحرزاه من تقدم. وحثّ رئيسي البلدين على تتويج ذلك بحل الخلافات المتبقية حتى تكون قمتهما نهاية لعهد النزاع، وإيذاناً بعهد جديد من السلام والتعاون والتنمية المشتركة لبلديهما وشعبيهما.