الصورة والمشاهد المقززة لأكوام النفايات داخل أحياء وطرقات مدينة ربك تكاد تكون مألوفة لدى المواطنين، ومن غير المألوف ألا تجد تلالاً من النفايات بهذه المدينة ذات الثقل السكاني التي تعتبر بوابة النيل الأبيض وحاضرته والتي من المفترض أن تكون على درجة عالية من النظافة والاهتمام، خاصة بعد تولي زمام أمر المحلية العقيد العراقي وتعالت صيحات المواطنين محذرين من كارثة قد تحل بالمحلية يستعصي معها أمر المعالجة.. ويقول المواطن سيف الدين عبد القادر «إن ناس المحلية يلقون بالنفايات في قارعة الطريق وأخص هنا طريق السلخانة»، وأضاف أن هذه المنطقة تقع خلف مصنع الأسمنت بالقرب من النيل هي منطقة ترفيهية يرتادها مواطن ربك في فترة الأعياد والمناسبات القومية، ولكن للأسف أصبحت مكبًا للنفايات وبؤرة لتوالد الذباب والحشرات وأنا بصفتي «سكرتير اتحاد جزاري ربك» نعاني أشد المعاناة من هذه الأوساخ، الأدهى والأمر فإن عربات الصرف الصحي هي الأخرى تزيد من معاناة المواطنين والبيئة حيث إنه تتخلص من مياه الصرف الصحي بما لا يقل في اليوم عن عشر عربات ويتزامن توافد هذه العربات مع خروج عربات محملة باللحوم من المسلخ مما يعرضها للتلوث في وجود كثيف للذباب، هذا إضافة لتعرض عربات الكارو وهي محملة باللحوم للوحل نتيجة لوجود مياه الصرف، وللأسف كما يقول سيف فإن ما تتحصل عليه المحلية من عوائد وغيرها يفوق حد التصور ولكن الصحي سيف من ناحية أخرى قال أدر دخلاً غير عادي للمحلية وفي السنة نقوم بتوريد «36» مليونًا غير العوائد التي تؤخذ يومياً، إضافة لرسوم البيطري، وهناك رسوم على «العجل» الواحد تبلغ «7» جنيهات، وكذلك الضأن أين تذهب هذه الأموال فالمفروض توفير مسلخ صحي وطريق خالٍ من التلوث، مع العلم أننا كتبنا أكثر من خطاب عبارة عن شكاوى موجهة للمدير التنفيذي بالمحلية ورئيس المجلس ولكن لا حياة لمن تنادي.. ويذهب في ذات الاتجاه الرشيد الأمين مزارع منتقدًا دور المحلية تجاه هذا التردي بقوله: أول مرة يحدث مثل هذا التلوث وقد تعرَّضت خضرواتنا للتلوث نتيجة لمياه الصرف الصحي، أما طبيب المسلخ د. حسن فقال: أنا اشتكيت كثيرًا من الوضع ووصلت المحلية ولكن لم يهتم أحد بالموضوع.. فيما قال عبد الباقي الأمين مزارع: ظللنا نعاني مياه الصرف والنفايات (لو المواطن شاف الخضار دا بيشرب من وين والله ما يشتري مننا) فالمحلية والولاية «غائبتان تماماً عن هذا التلوث» بل هما السبب الأساسي. كان للطب رؤية حول إحلال التلوث بالأرض والهواء والتربة والمياه فتحدث مدير الخدمات الصحية بالتأمين الصحي د. صديق علي ل (الإنتباهة) قائلاً: إن النفايات والصرف الصحي لها أماكن لا يمكن كب الفضلات على قارعة الطريق أو بالقرب من مصب المياه أو الزراعة فهذا يعتبر تلوثًا بيئيًا دون أدنى شك، وأضاف صديق عملية التلوث ليس بالضرورة أن تكون قاتلة فهنالك استهتار لهذه الجزئية؛ لأن الصرف الصحي بأي حال من الأحوال لا يترك حتى ينزل النيل.. سجلنا زيارة لمكاتب صحة البيئة فلم نجد لا البيئة ولا الصحة فمكاتبهم تفتقد لأبسط مقومات المكاتب فنجد النفايات والأوراق مبعثرة في أكثر من جهة حتى الموظفين تبدوا عليهم علامات الاستياء وأن مكاتب الولاية تعتبر دفنًا للموظف، بالرغم من تحفظهم في الحديث مع الإعلام إلا أن نظراتهم كانت تؤكد الإهمال المريع الذي طال مصدر رزقهم بالرغم من وجود مكاتبهم في عمارة.. من جانبها قالت إخلاص عبد الله مدير صحة البيئة بالولاية «نحن كصحة بيئة مسؤولون مسؤولية مباشرة عن مكب النفايات سواء كانت سائلة أو صلبة، وخرجت برامج صحة البيئة بأن يكون لكل محلية مشروع نفايات منفصل ولديه مدير ويمتد له ضابط صحة منوط به الإشراف على كب النفايات السائلة والصلبة ويقوم بتحديد المكب، ونحن دورنا إشراف عام بإعطاء مواصفات المكب والتخلص النهائي ومن بين مواصفات المكب أن يكون خارج المدينة والتربة تكون بمواصفات معينة وحتى الاتجاه عند الحرق أن لا تكون هنالك قرية قريبة تتضرر من الأبخرة أو النفايات السائلة تحفر لها وتدفن».. وأكدت إخلاص أن العربات التي تكب يكون عليها مراقبة وإشراف.. لذلك ناشدت كل من يجد شيئًا يضر بصحة البيئة يبلغ فورًا عن العربة التي تكب النفايات السائلة أو الصلبة وسوف تسحب رخصتها فورًا.