نقرأ كثيرًا عن انفتاح الاستثمارات الخليجية على السودان وان قطر والسعودية والامارات والكويت استثمرت ملايين الافدنة لزراعتها وان العديد من المشروعات الآن بدأت الانتاج الفعلي، ولكن ما يثير الدهشة ان هذه الاستثمارات والمليارات التي دفنت ارضنا لا نراها واقعًا ملموسًا في حياة الناس وليس لها أي تأثير على الاقتصاد القومي فالدولار لا يزال مرتفعًا والجنية السوداني قيمته منخفضة والأزمات تلاحقنا في كل ركن والحياة المعيشية صعبة جدًا والكل يبحث عن كوة في جدار السودان الواسع ليخرج منها الى بلد آخر يبحث له عن مصدر رزق له ولعياله. فأين تذهب تلك المليارات وما فائدة استثمارات لا يعود نفعها على الشعب مباشرة بالخير وهل حقيقة ان معظم هذه الاستثمارات تفشل بسبب جشع بعض مسؤولينا وهل حقيقة أن معظم الإنتاج يصدر الى الخارج وحتى وان افترضنا انه يصدر الى الخارج اين عائده لماذا لا يُدخل في خزينة الدولة عملة صعبة تدعم الخزينة العامة ام ان دخله يذهب الى بنوك خارجية ام ماذا؟ ملايين الأفدنة ومئات المشروعات الاستثمارية والصناعية سمعنا عنها ولكن لا نرى لها أي خطوات ايجابية ملموسة في حياة الناس وهذا هو الاهم.. ليس مهمًا ان تمنح احدهم مليون فدان وان لا تعرف ما هي الفائدة التي ستعود على شعبك ولا فائدة ان تمنح احدًا مصنعًا وان تجهل ما جدواه بالنسبة للوطن ام اننا نستغل كل ذلك في دعاية سياسية بخسة همها اسكات الناس بأن القادم احلى ثم لا يرون قادمًا ولا غيره وتذهب السنوات في صالح الساسة والمتنفذين. وقد قرأنا في اليومين الماضيين ان رجل الأعمال القبطي المصرى ساويرس اشترى «40%» حصة فرنسا في شركة ارياب وان كان حضورًا في افتتاح مصفاة الذهب وان السودان سيحتل موقعًا عالميًا في الذهب وان شركة مصرية وقطرية سوف تزرع ملايين الأفدنة ولكن لا شيء محسوس ولا شيء ملموس.. كلٌّ يغني على كرسيه من أجل الحفاظ عليه والشعب على ليلاه يغني. نتمنى ان تنتبه الحكومة الى معيشة المواطنين التي اصبحت بفعل سياساتها لا تطاق، فقد افقرت الكثيرين وزادت فقر الفقراء والصورة التي تصلنا عن السودان لا تسر صديقًا ولا عدوًا حتى على المستقبل القريب لا شيء يبشر بخير في ظل سياسات عرجاء متغيرة وغير ثابتة حسب مزاج الساسة. نواصل..