تمنيت لو أنني استطعت حفظ مقاطع من الأغنية الحماسية التي صدح بها المغني في باحة جهاز المغتربين التي تحولت لساحة ل «العرضة» حين وصل المغني لمقطع: «من قومة الجهل ما خاف فارسن البشير» فتدافع الرجال نحو المنصة يعرضون، أما النساء فقد أطلقن الزغاريد وهن يعلنّ استعدادهن لتقدم الصفوف مع شقائقهن للتضامن مع مواطني النيل الأزرق الذين أعلن جهاز المغتربين ممثلاً في المجلس التمهيدي للجاليات تضامنه معهم في ذلك اليوم تحت شعار: «وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق» حتى أن فقيري مدير الإعلام بالجهاز ظن أن بعضهن ستتبرع لدعم النيل الأزرق ببعض من ذهب ولكنهن ضنن به «ده كلام فقيري ما كلامي أنا». ساحة العرضة تحولت لساحة دفاع شعبي، وارتفعت الروح الجهادية حين اعتلى المنصة منسق الدفاع الشعب حاج ماجد الذي أكد للناس أن قبول دولة الشمال باتفاقية السلام ليس ضعفا ولا خوراً كما روج العدو لذلك، ولكن حقنا للدماء، وقال: «وصلناهم الميس .. كل طلباتهم نفذناها سواء بخصوص مراجعة السجل الانتخابي أو تأجيل انتخابات جنوب كردفان ومراجعتها» وذكر حاج ماجد الحضور بزيارة المخلوعين حسني مبارك والقذافي للسودان حين قابلا البشير الذي لم يبتسم في ذلك اللقاء لانهما جاءا يحملان «الروشتة الأمريكية» لإقناعه بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية وعدم تعريض شعبه لويلات أمريكا وصحبها، فانقلب السحر على الساحر. وواصل الأمين العام لجهاز المغتربين د. كرار التهامي حديث حاج ماجد وقال: «كما قال بعضهم كأنما تخطفتهما الملائكة» يقصد مبارك والقذافي.. فالذى يتكئ على حائط امريكا لن يصمد، فالمؤامرات التي تحاك ضد السودان لم تزده إلا قوة، وكذلك الحصار والمقاطعة، حيث عوضنا الله عن ذهاب البترول بالذهب الذي يكاد يقول خذوني، أما تحويلات المغتربين فقد بلغت 3 مليارات في السنة، وجل تلك المؤامرات تدار في المطبخ الأمريكي. وأشاد بالاحترافية العالية التي أدار بها الجيش أحداث جنوب كردفان والنيل الأزرق، مقدماً الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد للحديث، فعلا التصفيق ثم صمت القوم لا أقول كأنما على رؤوسهم الطير، ولكن لأن عند الصوارمي الخبر اليقين، خصوصا وقد ادعت عناصر مالك عقار انهم استولوا على 80% من أرض الولاية، واصفا الإشاعة بأنها لا ترقى لمستوى الرد عليها، مؤكدا تقدم القوات المسلحة في الجبهات والمناطق التي ادّعوا أن القوات المسلحة خرجت منها صفرا، وتراجع الحركة من الكرمك إلى الدمازين التي انطلقت منها الشرارة خير دليل على ذلك، ولولا الخريف لتقدم الجيش إلى أبعد من ذلك، كما نفى أن تكون الحركة قد وضعت يدها على قيسان من قبل قائلا: «قرأت في الصحف: تحرير قيسان وهم في الأصل لم يحتلوها». وتساءلت في نفسي عن علاقة جهاز المغتربين بالدفاع الشعبي؟ وكأنما قرأ حاج ماجد أفكاري فقال إن جل عناصر الجهاز من المجاهدين.