الحصار الذي ضربه الصحفيون على اللجنة العليا للإعداد لملتقى كادوقلي التشاوري للسلام، بأسئلة لم تنقصها الجرأة خلال مؤتمرها الصحفي أمس «الثلاثاء» بقاعة الشارقة بالخرطوم الذي نظمته للحديث عن أنشتطها الختامية بالعاصمة، فتح الكثير من التوقعات للنتائج التي سيحصدها الملتقى وجعل القائمين على أمر المبادرة في موقف الدفاع المستميت عن جملة من القضايا التي وضعوها في قمة أهدافهم حال نجاحهم في تنظيم اللقاء التشاوري، من بينها الوصول إلى الحد الأدنى من الوفاق الوطني والسياسي حول القضايا الأساسية لا سيما وأن الفئة البارزة من المشاركين تمثل أحزاباً سياسية قطعت وعدًا غير مكذوب بالتسجيل في دفتر حضور اللقاء المنعقد في الفترة من السادس من أبريل القادم وحتى الثامن منه، ولعل الحديث الذي صرح به ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي، محمد رزق الله، في إجابته عن سؤال حول المصير الذي ينتظر المخرجات التي سيتمخض عنها اللقاء، حاول من خلاله قطع الطريق أمام التكهنات التي تدور حول فشل اللقاء قبل ولادته، حيث أشار إلى أن الملتقى ليس فيه كسب سياسي لأي حزب من الأحزاب المشاركة باستثناء مواطن جنوب كردفان، موضحا أن«90%» من التقتهم اللجنة أكدوا حرصهم على الحضور والمشاركة، وأضاف أن المؤتمر لا يمثل نهاية المطاف في الحوار حول القضايا الشائكة التي تمر بها الولاية وأهمها الحرب والمناوشات المندلعة على بعد كليومترات قليلة من المدينة «كادوقلي» التي تم اختيارها لاستضافة المؤتمر، وبالنظر إلى الشرح الطويل والمفصل عن النجاح النسبي والتقدُّم الذي أحرزته اللجنة في الاتصال بكل المكونات التي تمثل ألوان الطيف للقاء المرتقب، يلاحظ الإصرار على قيام المؤتمر عقب حديث اللجنة عن لقاءات رفيعة المستوى مع طاقم الحكومة الاتحادية والتزامها أمامهم بتنفيذ توصيات المؤتمر، وتبدو النقطة الأكثر إلهاماً وأهمية في نظر القائمين على أمر اللقاء هي ضرورة الوصول إلى حلول ترضي كل الأطراف لا سيما مع التي تحاول تصعيد المواقف عبر فوهة «البندقية» لتكسب مغنماً في ساحة القتال وليس في دائرة السلام، حيث أشار نائب رئيس اللجنة، صباحي كمال الدين، إلى عدم تناسي مصير المحتجزين في سجون الجيش الشعبي والحركة الشعبية، قطاع الشمال، وأضاف قائلاً: «القضية ليست عادلة، نريد تفاوضاً ثم وفاقاً ثم سلاماً» عبر ضمانات كافية لعودة الخارجين إلى رشدهم، وأضاف، طالبنا بتهيئة مناخ صحي وإبداء حسن نوايا لإنجاح المؤتمر، وأشار إلى المحاولات المستمرة للاتصال بعدد من القادة الميدانيين عبر كل المنافذ، موضحاً استعداد الجميع للجلوس معهم حال توفر الإرادة السياسية لديهم، ألمح إلى أن انسحاب المؤتمر الشعبي لن يزيدهم إلا إصراراً على نجاح الملتقى، وأشار إلى قرارات حاسمة سيتخذها عدد من ممثلي الأحزاب السياسية باللجنة حال مقاطعة أحزابهم للمشاركة في الملتقى، تصل إلى الانسلاخ عن تلك الأحزاب، لجهة أنهم يدافعون عن استقرار منطقتهم بعيدًا عن الانتماء الحزبي، وأشار إلى ضرورة إيجاد علاج شافٍ لمعالجة الخلل الذي ضرب النسيج الاجتماعي بالولاية، وأن الملتقى يهدف إلى الوصول للحد الأدنى من التوافق السياسي حول القضايا الأساسية لوضع تصور متكامل للمفاوضات الجارية في أديس أبابا، وأكد بيان للجنة إلى أن القطاعات المستهدفة بالمشاركة في أعمال اللقاء التشاوري تشمل قيادات الدولة والأحزاب، والقوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات العملية البحثية، والإعلام، والقيادات الاجتماعية من العسكريين والساسيين السابقين، وقادة الإدارات الأهلية، والروابط والاتحادات الشبابية، وممثلي المرأة، موضحاً مباركة كل تلك القطاعات ودعمها للمبادرة. وأفاد البيان أن صناعة السلام للذين يعيشون ويلات الحرب في أي جزءٍ من أجزاء البلاد تتطلب الإرادة الصادقة والنظرة الثاقبة والسمو فوق التقاطعات والمصالح الضيقة.