رحل أحمد عثمان مكي القيادي الإسلامي عن الحياة في منتصف الخمسينيات من العمر، ليثير برحيله المفاجئ براكيناً من الحزن. توفي أحمد عثمان مكي في مستشفى بمدينة شيكاغو يوم الخميس (26/ سبتمبر 2002م)، إثر عملية جراحية (فتاق) كان قد أجراها بنجاح أكثر من مرة من قبل. رحل أحمد عثمان مكي عن الحياة بعد (24) عامًا من مغادرته السودان. حيث غادر الخرطوم في نهاية (1978م)، واستقر ب (شيكاغو)، وانخرط في العمل الإسلامي بكل طاقته المعهودة. ثم عاد بعد انتفاضة أبريل (1985م) ليصبح عضواً في البرلمان، ومشرفاً على صحيفة الجبهة الإسلامية القومية (الراية)، ريثما يعود بعد عام إلى شيكاغو مرة أخرى. ووري جثمان أحمد عثمان الثرى في مقابر أحمد شرفي بأم درمان يوم الأربعاء (2/ أكتوبر 2002م). في وداعه الأخير في مقابر أحمد شرفي، مع حفظ الألقاب والمقامات، انهمرت دموع ياسين عمر الإمام وإبراهيم أحمد عمر والحاج بابا ومحجوب عروة وعطية محمد سعيد والطاهر علي الطاهر. هؤلاء ممّن رأيتهم بالعين يبكون. كما بكى في وداع (أحمد عثمان) عبد القادر محمد زين والجميعابي ومصطفى عثمان إسماعيل، وغيرهم كثيرون. كانت شخصية أحمد عثمان مكي باقة من الصفات الجميلة، فتلاقى في رحاب روحه المتوافقة، في مقابر أحمد شرفي عبد الرحيم محمد حسين وأحمد المهدي وصلاح كردمان وعمر حضرة والصافي جعفر وتاج السر عبد الباري وشمس الدين زين العابدين ولام أكول ومبارك الفاضل ومحمد محمد الصادق الكاروري (رحمه الل) وموسى حسين ضرار (رحمه الله) وعبد القادر حمزة فحل وعمر عبد المعروف، واسماعيل حسن حسين الذي مكث طويلاً عند قبر الفقيد ليترحم عليه بعد انصراف جموع المشيعين. كان في وداع أحمد عثمان في مقابر أحمد شرفي الصادق المهدي وحامد عمر الإمام (رحمه الله)، وموسى المك كور. ومن أشقاء الفقيد كان محمد مكي ونور الدين مكي (رحمه الله). وكان في تشييع أحمد عثمان مكي إلى مثواه الأخير مكي علي بلايل (رحمه الله) وغازي صلاح الدين ومحمد نور عبد الله (جار الفقيد وصديقه) وكمال عروة وعبد الله سليمان العوض (رحمه الله) وصدِّيق الترس وحسن مكي (صديق الفقيد الأثير وصديق عمره) وبشير آدم رحمة ومحمد الحسن الأمين وعبد الرحيم منير وابن عمرو محمد أحمد وعبد الحليم المتعافي وأحمد عبد الرحمن محمد وربيع حسن أحمد وغازي سليمان وعبد الله الشيخ سيد أحمد ومطرف صديق والكابتن النور زروق رجل الأعمال وقريب الفقيد والذي تكفَّل بنفقات نقل الجثمان إلى السودان، وغيرهم عشرات ومئات وآلاف من الأوفياء. صلَّى على الجنازة الدكتور أحمد علي الإمام (صلَّى أيضاً على جنازة العلامة عبد الله الطيب). كانت الصلاة على جنازة أحمد عثمان مكي في الميدان الغربي لكلية التربية جامعة الخرطوم. أوضح وداع أحمد عثمان مكي أن الوجدان (الإخواني)، وجدان الحركة الإسلامية يستعصي على الحلّ. كان في وداع أحمد عثمان مكي الإسلاميّون والإتحاديون والأنصار. حدث ذلك الوداع الحاشد الوفي بعد (24) عاماً من مغادرة أحمد عثمان السودان. وكفى بذلك دليلاً على مكانته في القلوب. يشار إلى أن لم يكُتب الكثير عن علاقة أحمد عثمان مكي مع القيادات الماليزية خلال فترة دراساتهم الجامعية في أمريكا، ودور تلك العلاقة في الإستثمار النفطي الماليزي في السودان. كما يُذكر أن لأحمد عثمان قدرة كبيرة على استقطاب التبرعات المالية لصالح الحركة الإسلامية. يذكر أن أحمد عثمان مكي توفي في (26 سبتمبر 2002م)، بعدما يزيد عن (ثلاثة عشر عاماً) من قيام ثورة الإنقاذ الوطني. ولم يشغل خلال هذه الأعوام (الثلاثة عشر) منصباً رسمياً. ولا يدري أحد إن كان ذلك ظرف سياسي طبيعي، أن يستبعد حزب حاكم أحد قادته البارزين فترة (31) عاماً عن المشاركة، وذلك بدون سبب ظاهر!. وذلك ينطبق أيضاً على صديقه ورفيق دربه ونضاله الدكتور حسن مكي، وكذلك ينطبق على مفخرة جامعة الخرطوم والسودان الأستاذ الحاج بابا، كما ينطبق على آخرين من قيادات الحركة الإسلامية وكفاءاتها ونوابغها. كان أحمد عثمان مكي ببسالته قائد الطلاب في ثورة شعبان أغسطس (1973م) ضد الرئيس جعفر نميري. وكانت كتائب الطلاب تهتف باسمه (اليوم الحار ما بندار ود المكي وراه رجال) وكان من ضمن أولئك الطلاب السفير المقاتل عبد المحمود عبد الحليم (مندوب السودان بالأمم المتحدة). وقد تغيَّب عن تشييع أحمد عثمان مكي عدد من قيادات الإسلاميين. لعل الغائب عذره معه. خرج أحمد عثمان من الدنيا زاهداً تقيَّاً نقيَّاً عفيفاً، وترك وراءه شريكة حياته السيدة/ ليلى محمد عثمان وبنتين نابهتين هما (ثويبة) التي تخرَّجت في جامعة (ييل) وتقيم مع زوجها بأمريكا وهند (هندوية) التي تخرجت في جامعة (براون). عطاء أحمد عثمان مكي من أجل الإسلام والسودان، ينبغي أن يكون حيَّاً في الذاكرة. ألف رحمة ونور على أحمد. --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.