المكرم الأخ هاشم عبد الفتاح الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البدء لا يسعني سوى ان ارقي لشخصكم الكريم وقلمكم الجريء اصدق آيات الشكر ومعاني العرفان لما ظللتم تقومون به على الدوام في عكس صادق برؤية ثاقبة لمعاناة ومشكلات المهاجرين السودانيين سواء من خلال الجاليات الكسيحة التي عجزت عن اداء دورها وتحقيق اهدافها او من خلال السفارات والقنصليات السودانية التي هي في الواقع غير معنية بهموم ومعاناة المغتربين السودانيين وكذلك يصدق القول عن جهاز السودانيين العاملين بالخارج الذي تناسى دوره الحقيقي نحو المغترب السوداني في زخم الجبايات المقننة والتفنن في عذاب ابناء الوطن المهاجرين. اشكرك كثيرًا اخي هاشم رغم انك موجود في الداخل ولا تشعر بنار ووطأة المعاناة التي نتكبدها في كل يوم مع الجاليات التي اصبح هم القائمين بأمرها التباهي والظهور فقط والوجاهات الاجتماعية واستقبال القناصل والسفراء ووفود الشركات الاستثمارية والبنوك والحديث هذه المرة يدور عن جالية المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية حيث يوجد بهذه المنطقة عدد مقدر من ابناء السودان المزودين بالعلم والخبرة والكفاءة من اساتذة الجامعات والقانونيين والزراعيين والبياطرة والمحامين والعمال المهرة.. الخ ولعل ما نتباهى به في المنطقة الشرقية هو التنوع المذهل للخبرات والكفاءات ورغم هذا التنوع يرفض القائمون بأمر الجالية ان يتنحوا عن قيادة المكتب التنفيذي وعضوية مجلسها العام حيث لم يتم تبديل اي منهم لمدة ثلاث او اربع دورات متتالية اي حوالى اثنتي عشرة سنة وكأن هذه الجالية قد أُسست خصيصًا لهم او ان ليس هناك من هم اجدر منهم علي تبوؤ ذروة سنامها إضافة الى الطريقة الغريبة التي يتم عن طريقها اختيارهم حيث يوجد مؤيدون وحشد واتصالات واجتماعات وجماعة «ناسي وناسك» إضافة الى نص معيب في النظام الاساسي الذي يحتاج اصلاً الى تعديل في غالبية مواده بحسبان انه نظام قديم غير مواكب للمستجدات والمتغيرات ولا يتفق مع روح المصلحة العامة حيث ورد بهذ النظام تصعيد عشرة اعضاء من المجلس العام للجالية ليكونوا النواة المرتقبة للمجلس الجديد الذي يتم اختيار اعضائه والسيناريو المخطط له ان هؤلاء العشرة هم من سيكونون المكتب التنفيذي للجالية في دورتها الجديدة هكذا تدار الأمور وهكذا يفكر هؤلاء الأشخاص تسلُّط وهيمنة وعدم قبول الآخر رغم الأصوات المنادية بالتغيير وتعديل الفهم والممارسة والسلوك والارتقاء الى معايير العمل العام الحقيقية فكان ان شهدنا صراعات متتالية وخلافات مستمرة بين المنادين بالتغيير والقائمين بأمر الجالية وقيام السودانيين المقيمين بمنطقة الجبيل بتكوين جالية مستقلة هي الآن موضع احترام وتقدير الجميع بفضل تكاتف وتعاضد عضويتها وكذلك جالية رأس تنورة كما برز فيما يعرف بتجمع الكيانات وكل هذا بسبب عدم ارتفاع فهم القائمين بأمر الجالية الى وتيرة العمل العام وتقديس المصلحة العامة وان جل اهتماماتهم منصبة فقط على مقاعد الجالية تاركين القضايا الجوهرية للمغترب السوداني بعيدًا عن دائرة اهتمامهم ومن الأمور المدهشة والمثيرة للاستغراب ان يكون هناك اجماع تام على امانة الشؤون الاجتماعية بالجالية وانها امانة فاعلة و تقوم بدور مميز نحو السودانيين المقيمين بالمنطقة وحل مشكلاتهم.. «نواصل السبت بإذن الله».