اخي الاستاذ /هاشم عبد الفتاح/ المحترم ان جالية المنطقة الشرقية لم تقدم شيئاً يذكر ولم تنجز اي عمل يضاف لمكتسباتها، كما لم تهتم بالقضايا الرئيسة التي يعانيها الاعضاء جميعاً، وما ورد في خطاب الدورة عبارة عن حقوق للاعضاء تجاه السفارة والكيانات الاخرى، كما ان الطريقة التي تُدار بها الجالية ومستوى فهم القائمين على أمرها لا يتفق مع متطلبات المرحلة، بالاضافة الى ضآلة الدور الذي تقوم به السفارات السودانية تجاه أبناء السودانيين المقيمين بالمملكة قياساً بسفارات الدول الاخرى، علاوة على ضعف أداء جهاز المغتربين، وأنه اصبح بعيداً جداً عن هموم ومعاناة المغترب السوداني. وكما تفضلت اخي هاشم بحق انه لا سبيل أمامنا سوى انتزاع حقوقنا انتزاعاً بتكوين جاليات تهتم بمشكلاتنا وتتفقد أحوالنا وتعمل لصالحنا، وأن المماطلة والتسويف في عقد الجمعيات العامة لن يزيد الوضع إلا سوءاً ويعمل على توسيع الشقة بين الجميع. اخي هاشم من المفارقات المدهشة في اجتماع المجلس العام للجالية في جلسته الاخيرة قيام احد اعضاء المكتب التنفيذي بجمع الاشتراكات من بعض الاعضاء في الجلسة ذاتها، علماً بأن التصويت الذي تم لتصعيد العشرة المرشحين لم يكن قانونياً نسبة للنظام الاساس الذي يتمسك به رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي ورئيس المجلس العام، حيث لا يحق التصويت والانتخاب الا للعضو الذي سدد اشتراكاته بالكامل، وأغلب الذين قاموا بالتصويت لم يسددوا الاشتراكات المنصوص عليها في النظام، وبالتالي يكون انتخاب العشرة المصعدين غير قانوني، ولا بد من دعوة الجمعية العامة للجالية من جديد. ومما يثير الدهشة ويبعث الاستغراب حضور ممثل السفارة متأخراً، حيث لم يبدأ الاجتماع الا بعد الساعة العاشرة مساءً في انتظار وصوله وقيام رئيس المجلس العام في لحظة وصوله بفتح باب السيارة له، بالاضافة لعدم التأكد من قانونية التوكيلات، وهل يحق لاحد الأعضاء أن يكون وكيلاً لأكثر من عضو منعته ظروفه من حضور الاجتماع، علاوة على فوز المرشحين وتمرير القرارات بالاغلبية الميكانيكية للمؤيدين والاتباع لعضوية المجلس العام الذين جل همومهم هو التصويت وانتخاب اشخاص محددين، حيث لم نلحظ لهم اي دور ايجابي او انجاز فاعل في خلال عضويتهم بالمجلس لاكثر من ثلاث دورات متتالية. ولهذا أدعو جميع الحكماء والعقلاء وذوي الخبرة والكفاءه في العمل العام من اخوتي السودانيين المغتربين إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه وطنهم وابنائه المقيمين بالمهاجر، وان يعملوا جاهدين لتصحيح المسيرة، وعكس صورة مشرقة للسودان وابنائه، وأن ينبذوا الخلافات والتعصب في الرأي، وعدم قبول الآخرين وافساح المجال لآخرين للعطاء في حدود الامكانات المتاحة، وأن تكون الجاليات السودانية بالمهجر مرآة صادقة لعكس معاناة وهموم المغترب السوداني، لا صورة للوجاهة والاتعاب والمناصب والتشريفات وحفلات الوداع والاستقبال، وأن تنصرف لاداء مهامها الحقيقية في رفعة شأن السودانيين والدفاع عن مكتسباتهم ورعاية مصالحهم بعيداً عن مزالق السياسة، ونتمنى أن يرتقي القائمون على امرها الى مستوى الشعور بالواجب الوطني والانساني الكبير، كما نتمنى ان تولي الدولة هذه الشريحة المهمة بعض الاهتمام عن طريق الاهتمام بالمغترب وتشجيعه على العودة الطوعية، وتمليكه وسائل الانتاج والسكن المريح، ومساعدته على الادخار بدلاً من ان يكون بقرة حلوباً خلقت لتعطي فقط. اننا في جالية الشرقية ندق ناقوس الخطر خشية أن يكون مصير جاليتنا مثل مصير جاليتي الرياض والغربية وحائل، وندعو القائمين على امر الجالية حالياً إلى وقفة مع النفس لإعادة ترتيب وصيانة الأمور بصورة تتفق مع معطيات المصلحة العامة، والاستماع الى وجهات نظر المخالفين والمعارضين للطريقة التي تُدار بها الجالية، سعياً لاحداث انقلاب وثورة حقيقية في مفاصل الجالية والكيانات التي تنضوي تحت لوائها، وإحداث تغيير شامل في الرؤى والمفاهيم بما يتفق مع معايير العمل العام. وهذه دعوة نرمي من خلالها الى استعادة حقوقنا متمثلة في تكوين وتأسيس جاليات فعلية حقيقية. ومن هنا أدعو كل اخواني القانونيين في المهاجر الى الاسهام وبقوة في اعداد نظام أساسي وموحد تسترشد به جميع الجاليات السودانية الموجودة في المهجر، وكذلك أوجه الدعوة للمجلس الاعلى للجاليات الى القيام بدوره الحقيقي، بدلاً من أن يكون جسماً هلامياً على طاولة الوجاهة الاجتماعية والسياسية او الحكومية