في «600» صفحة صدر كتاب بعنوان (المائة) تقويم لأعظم الناس أثراً في التاريخ للمؤلف مايكل هارت عالم فلكي رياضي يعمل في وكالة الفضاء الأمريكية، عاشق لدراسة التاريخ الذي استوقفتني في دراسته أن جعل محمداً بن عبد الله هو الأول والأعظم عنده في الدراسة عبر أسس وضوابط محددة جعلته الأول والأعظم، جديرة بالإهتمام. وقلت عندها لأننا معشر أهل الإسلام لقد نطق بفضله وسيرته القرآن والسنة ولسنا بحاجة لنتعرف على سيرته من مستشرق، ولكن من باب الدعوة في وسطهم قد تنجح بعض ألفاظه لأننا قد تعلمنا من القرآن الكريم سيرته عليه الصلاة والسلام، لأن القرآن الكريم نؤمن به كاملاً من عند ربنا، هذه حقيقة أنه الأعظم والأفضل. وكتب السيرة والتاريخ الإسلامي حافلة بالأدلة والقصص والنماذج قبل كتاب (الخالدون مائة) قديماً مثل كتاب (المغازي لابن إسحاق) و(سيرة ابن هشام) وحديثاً مثل كتاب (الرحيق المختوم في سيرة سيد المرسلين) كأفضل بحث نال جائزة رابطة العالم الإسلامي في السيرة النبوية وغيرها من البحوث الكثير، لكن الأسس والمباديء التي ساقها لابد أن نقف عليها من باب الحق ما شهدت به الأعداء. يقول مايكل هارت عندما انتهى من الكتابة، أشرك في مناقشتها بعض الرموز وكان منهم الفيلسوف الفرنسي فولتير. وفولتير هذا فيلسوف فرنسي مقيم في بريطانيا ناقشوا من الأعظم (الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر أو القائد الإغريقي الإسكندر الأكبر أو القائد المغولي تيمور لنك أو الزعيم البريطاني كروميل أو إسحاق نيوتن). يا الله ما أعظمه من شخصية الفارق بين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبين هذه الشخصيات ترليونات الأصفار. والحقيقة ليس هنالك وجه شبه بينهم وبينه من الأسس التي اختارها أن تكون الشخصية حقيقية. ثانياً: أن يكون الشخص عميق الأثر مجدداً على شعبه وعلى الإنسانية. ثالثاً: ذا أثر عالمي وستبعد بهذه الأسس الشخصيات الوهمية وأصحاب الأثر الإقليمي، وكذلك استبعد كل الزعامات السياسية والدينية والمواهب العلمية المحلية. يقول مايكل لقد اختار محمد صلى الله عليه وسلم الأول لأنه الإنسان الوحيد الذي نجح نجاحاً باهراً على المستوى الديني والدنيوي. قال وغيره من العظماء قد نشأوا في مراكز حضارية ومن شعوب متحضرة سياسياً وفكرياً، إلا محمد ولد في منطقة متخلفة من العالم القديم بعيدة عن مراكز التجارة والحضارة والثقافة والفن، بهذا الفكر استطاع أن يكون قوة جبارة. قال كذلك إنه أعظم سياسي عرفه التاريخ وأثره عميق ومتجدد في النفوس. لكن صدق الله، كانوا أي اليهود من المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه والكفر ملة واحدة، مايكل هارت لم تنفعه هذه الشهادة لأنه كان الأكثر عداوة للإسلام، قام بتكوين منظمة لمنع انتشار الإسلام شخص عادى الإسلام وأهل الإسلام، حيث دعا إلى العنصرية. وفي النهاية ليعلم الجميع ونحن في هذه الأيام التي يتفطر قلبنا ألماً للرسوم الألمانية المسيئة والفيديو الأمريكي التافه الحاقد على رسول الإنسان والإنسانية باعترافهم بأنفسهم وضربوا ونقضوا ما يزعمون بحرية الأديان وعدم المساس بها ،ولكن هذا الإبتلاء لايزيدنا في الإسلام إلا الإيمان العميق المتجدد «يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» وإن الإسلام منصور بإذن الله، يقول ابن تيمية عليه رحمة الله، كان المسلمون إذا سمعوا سب النبي عليه الصلاة والسلام علانية استبشروا بالنصر لأن الله ينصر رسله وينتقم لهم. ونقول سيبقى نبينا محمد« صلى الله عليه وسلم مثل تلك الشمس هادينا وحادينا، سيبقى كوكباً يسري ربيعاً طيب العطر نسيماً باسم الثغر أرددها وفي حلقي لذيذ الشهد والسكر.