عندما أعلن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير سياسة التقشف وتقليص الحقائب الوزارية على مستوى المركز والولايات لم يكن بالطبع يقصد إصابة شباب السودان في مقتل خاصة وأنهم هم الذين دافعوا عن الثورة ووقفوا مع البشير في كل القضايا بل إنهم كانوا السند الحقيقي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في أبريل من العام 2010م كما أنهم كانوا السند الحقيقي للقوات المسلحة في فرض هيبة الدولة والوصول إلى سلام في السودان، كما أنهم ظلوا صابرين محتسبين كل الظلم الذي أصابهم من السياسات الخاطئة لبعض زمرة الإنقاذيين الانتهازيين. فقد استبشر الشباب بالسلام وفرحوا كثيراً عندما جاءهم نبأ الخطوات التي تريد الدولة اتخاذها ولكن بعض حكام الولايات في هذا الزمن قصدوا الشباب ومشروعاتهم رغم أنهم طيلة مدة حكمهم التي أشاخوا فيها لم يقدموا مشروعاً واحداً لصالح الشباب وأحزنني جداً وأحزن الكثيرين من أمثالي ذلك النبأ الذي تلاه علينا صلاح موسى مدير مركز شباب سنار بأن أحدهم خرج من الاتحاد الوطني للشباب السوداني غير مأسوف عليه قد اتخذ خطوة أقل ما توصف به أنها هوجاء وعرجاء وغير مدروسة بأن سعى لإغلاق مركز شباب سنار الذي تحول إلى مركز ثقافي واجتماعي إبان الفترة التي قضاها الأخ صلاح موسى يوسف الذي خدم الإنقاذ ودافع عن أحمد عباس على حساب أسرته وعشيرته وأصدقائه، فيأتي ذاك الشاب لإغلاق هذا المركز. وأشهد الله العظيم قد حضرت ليلة ليست ككل الليالي في هذا المركز، حيث لم أكن مدعواً لها ولكن الصدفة أن كنت ومعي بعض الزملاء في مهمة عمل رسمية في ولاية سنار وأثناء وجودنا بالفندق وسط سوق سنار جاءتنا أصوات جميلة وتتبعنا مصدر هذه الأصوات حتى وصلنا إلى مركز شباب سنار، حيث أصابتني الدهشة للجهود التي بُذلت في هذا المركز خاصة وأنه كان مكاناً لرمي القمامة والأوساخ فقد تحول في زمن قياسي إلى روضة من الجمال والنظافة، وكنت متوقعاً أن يمنح القائمون بأمر المركز وسام أبناء السودان البررة وأن تتم مكافأتهم على ما أنجزوه من أعمال جليلة في هذا المركز. وأعلم تماماً أن الأخ صلاح موسى ترك أشغاله الخاصة وظل يصب كل اهتمامه في هذا المركز وقد قام ببيع سيارته الخاصة لصيانة السيارة الحكومية التي منحتها له حكومة الولاية، وعندما تحضر إليه لا تجد في جيبه مالاً حتى يستضيفك به، فقد كان عفيفاً صبوراً هميماً بأمر خدمة الولاية وخدمة هذا المركز حتى اكتشف جيلاً من المبدعين الذين يمكن أن تدفع بهم ولاية سنار في منافسات عالمية وليست محلية. إنني أهمس جهراً في أذن الأخ الوالي أحمد عباس بأن يعمل على الحفاظ على حقوق الشباب وأن يبعد ألسنة اللهب عن هذه المكتسبات ولا يعرضها للحقد وتصفية الحسابات والعمل على إعادة مركز شباب سنار إلى الوضع الذي كان عليه ويكون بذلك قد كسب أجراً وزاد من رصيده لمقبلات الأيام وعليه ألا يترك الحبل علي الغارب لكل من هبّ ودبّ ليعبث بما تحقق من إنجازات في حق أبناء سنار وحق الشباب. وأقول له إن سياسة التقشف التي أعلنها رئيس الجمهورية ليس المساس بحق الشباب ولا تدميرهم نفسياً ومعنوياً بل العمل على تشجيع هؤلاء الفئة منهم التي لا تقل عن «43%» من سكان الولاية وإنني أخيراً اسأل الأخ الهجا ماذا قدمتم للشباب وأين وصل مشروع توظيف الشباب ولماذا هجر شباب سنار في كل المحليات الولاية وانتشروا في الأرض في الولايات الأخرى ودول العالم المختلفة؟