على كثرة الجولات الولائية التي يقوم بها نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية والسياسية نافع علي نافع، فانها في الغالب تركز بشكل اساسي على انشطة الحزب، الذي لا يبالي الرجل في الافتخار بمنعته وسطوته، وذلك استعدادا لديربي الانتخابات، الذي تفصل الاحزاب عنه اشهر قليلة. وفي 12 ابريل الجاري حط نافع، رحاله في سنجة حاضرة ولاية سنار، للمشاركة في المؤتمر العام التنشيطي للحزب هناك، ورغم حرارة الجو داخل السرادق المنصوبة، داخل باحة دار المؤتمر الوطني، الا ان الرجل آثر الصبر على كثرة الفقرات والكلمات، فالمقام لجني الاصوات وحيازة ولاء المنضمين، الذين اظهروا ولاءا وطاعة، من خلال خطاباتهم، اكثر من المخضرمين الاسلاميين داخل الحزب المتضخم..! *دوائر في الجيب..! يؤكد نائب رئيس الحزب للشئون التنظيمية والسياسية بولاية سنار، فضل المولى الهجا، ان الحزب بالولاية في افضل حالاته، وهو يعمل بين قطاعات المرأة والشباب والطلاب ويستقطب العمد ونظار القبائل وشيوخ الطرق الصوفية، ويقطع الهجا بهزيمة احزاب المعارضة في الانتخابات شر هزيمة، وتعهد لنافع باكتساح الحزب لدوائر الولاية، المتوقع ان تكون بين 8 - 10 دوائر، بالكامل وتقديمها لقيادة الحزب على طبق من ذهب. ورافق نافع الى سنار العديد من ابناء الولاية في المركز، حيث حرصت المنصة على اعطائهم فرصا لمخاطبة قواعدهم بالعديد من الوعود والآمال. واشار رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان بابكر محمد توم، الى ضرورة مكافأة المواطنين هناك، لجهة انتفاء بذرة التمرد بين الاهالي الذين يطالبون بحقوقهم في التنمية والخدمات بالطرق السلمية، دون حمل السلاح، وهو ما يقتضي من المركز ابداء مزيد من الاهتمام بالولاية باستغلال مواردها الضخمة، حيث انها، حسب محمد توم، الاولى في الثروة الحيوانية والزراعة المطرية والبساتين، كما الظروف مهيئة لذلك بسبب انها اقل الولايات تأثرا بالهجرة الى الخرطوم والجرائم. لكن مدير شركة هجليج، يوسف احمد يوسف، كان اكثر صراحة وهو يضع اصبعه على مواطن الضعف، وهو يشير الى ان الانتاج الزراعي ما زال ضعيفا، كما ان الكثير من ابناء الولاية ما زالوا خارج نظام التعليم، ودعا الى عدم الاكتفاء بنسبة ال 2% التي ستتوفر للولاية من ايرادات البترول الذي سينتج من اراضيها، وذلك عبر الاهتمام بفتح معاهد التدريب المهني لاستيعاب الفاقد التربوي في صناعة البترول. وكان والي سنار احمد عباس اكثر وضوحا، وهو يراهن على الايفاء بحاجات المواطن في الخدمات والتنمية لكسب صوته في الانتخابات لصالح المؤتمر الوطني، ويقول ان المتبقي للانتخابات عشرة اشهر، سيعمل خلالها الحزب على الفوز بانتخابات الرئاسة والبرلمان عبر الوفاء بحاجات الناس لينحازوا للمؤتمر الوطني. من جانبه حذر نافع قيادات الحزب بسنار،من مغبة الخوف والارتباك، وقال ان الحزب لن يقبل بالدنية، ووجه حزمة نصائح مفادها ان امر المؤتمر الوطني لا ينفع فيه «انفعال الصرعة والصحوات المؤقتة»، لأن الامر يتطلب يقظة دائمة وهم شخصي، في كل زمن، صباح مساء، من كل رجل وامرأة وبهمة عالية. ويؤكد نافع الذي بدأ خطابه للمؤتمرين بعد اعلان كل من الخليفة الطيب بابكر من الحزب الاتحادي، والشريف احمد الشريف من سجادة اليعقوباب الانضمام للمؤتمر الوطني، يؤكد ان مشروع الانقاذ النهضوي ما هو اٍلا مشروع للختمية والانصار، وذلك امعانا في الاستقطاب والسطوة على كل شيئ..! *البترول كرت رابح للأصوات! يعمل المؤتمر الوطني لكسب الانتخابات بالعمل في عدة محاور، اهمها ملف الخدمات والتنمية، حيث يراهن الحزب على العديد من المشروعات، منها ما نفذ ومنها ما هو قيد الانشاء. وحسب والي سنار، رئيس المؤتمر الوطني بالولاية، احمد عباس، فان سنار مستهدفة بالاستثمار بحكم الموارد الطبيعية التي تسخر بها، بجانب الاستقرار الأمني الذي يسود جميع اراضيها. ورغم محدودية الاستكشاف النفطي في الولاية بحفر 5 آبار فقط، من المعدل العالمي بحفر 20 بئرا، الا ان احد الآبار، ووفقا لعباس، اظهر انتاجية عالية، بجانب بئر ثانية في ابوعميرة يتوقع لها انتاج مضاعف، لجهة ان شركة شيفرون الاميركية، كانت قد بدأت به اثناء حقبة الثمانينيات، ويشير عباس ان الحقل النفطي بولايته واسع وغني ومن الممكن ان يغير وجه الحياة في السودان، وفي ولاية سنار على وجه الخصوص. ويؤكد الوالي عدم حدوث نزاعات بشأن تعويضات الاراضي حاليا او في المستقبل، نسبة لنهج الشركات العاملة في التعويض الفوري للمتضررين، ويشير الى محدودية تأثير النشاط النفطي على المحيط البيئي، خاصة وان الحقل يقع ضمن حظيرة الدندر القومية والسوكي. وتحمل استثمارات النفط الوليدة الكثير من البشريات لولاية تتلمس سبل النهضة والنماء، حتى ان البعض يتهكم بان الاهالي في الدندر والسوكي على موعد مع ارتداء «العقالات»، التي اشتهر بها الخليجيون. وتجتهد الولاية في الترويج للامكانات الزراعية التي تمتلكها، حيث تتوفر مصادر المياه واربعة ملايين فدان من الاراضي الصالحة للزراعة والخالية من العوائق، فهي على موعد مع ثلاثة مصانع للسكر بعضها تم الشروع في انشاءاته وهي مصانع الرماش وابونعامة وسكر النيل الازرق، بجانب شراكات زراعية بين مستثمرين من الامارات وقطر واليمن ومصر والصين مع حكومة الولاية. ومعظم مشروعات التنمية والخدمات في ولاية سنار يتوقع لها الانتهاء او الاقتراب من الاكتمال، مع موعد اجراء الانتخابات في فبراير المقبل، حال عدم تأجيلها للمرة الثانية، وهو ما يشكل احدى الكروت الرابحة للمؤتمر الوطني في كسب الانتخابات، ما يضع بقية القوى السياسية في موقف لا تحسد عليه.!؟