تعزيزاً للعلاقات التأريخية والروابط الإنسانية وتبادلاً للخبرات والاستفادة من التجارب وإنفاذاً لما تم الاتفاق عليه بين حكومة ولايتي سنار والنيل الأزرق خلال زيارة وفد ولاية النيل الأزرق بقيادة واليها اللواء الهادي بشرى لسنار في مارس الماضي لتقديم واجب الشكر والثناء لمناصرتها ومؤازرتها للنيل الأزرق إبان هجوم الغدر والخيانة وقّعت وزارتا التربية والتعليم بالولايتين على توأمة في مجال التعليم بعد أن قدم وفد الولاية الشقيقة برئاسة دكتور عبد العزيز محمد أبكر. وتجيء التوأمة بغرض تقديم الدعم الفني من فريق الإشراف التربوي بولاية سنار لمدارس ولاية النيل الأزرق وتعزيز قدرات الوزارتين في مجال التخطيط الإستراتيجي من خلال الدعم المشترك فضلاً عن تشكيل هياكل متخصصة للتنسيق الأفقي بين الإدارات والقطاعات وإنشاء وتبني نظام لمتابعة أداء المنظمات بالنيل الأزرق والاستفادة من التجارب السابقة وتعزيز قدرات الوزارتين على تكوين الشبكات والعلاقات مع شركاء التعليم ولتعزيز دور تنسيق المشروعات المشتركة خاصة فيما يلي تعليم الرحل والتعليم في ظل الطوارئ واستيعاب العائدين والنازحين من الجهات الداعمة والمانحة هذا بجانب أنها تساعد في تحسين الاتصال الرأسي بين وزارتي التربية والتعليم والمحليات المتجاورة بالولايتين والاستفادة من تجارب النيل الأزرق فيما يلي التعليم مقابل الغذاء وآلية معالجة أماكن التداخل اللغوي وتحفيز المجتمعات غير المتصالحة مع التعليم وتسهيل حركة المعلمين تجاه ولاية النيل الأزرق. وشهد التوقيع على التوأمة والي سنار المهندس أحمد عباس مؤكداً أن حكومته تؤيد كل ما جاء من توصيات في التوأمة في مجال التعليم معلناً عن تبرع حكومة سنار ببناء مدرسة كاملة في منطقة وجع ودكه بولاية النيل الأزرق في إطار التواصل والتعاون المشترك داعياً إلى الاهتمام بهذه المنطقة حتى تكون قبلة للسياحة والسياح معبراً عن حزنه على أن تكون النيل الأزرق أرض عمليات وتتأثر بالأحداث مؤكداً أن ولايته ستكون الذراع الأيمن لولاية النيل الأزرق وتقتسم معها لقمة العيش، وحمّل وفد النيل الأزرق رسالة شكر للواء الهادي بشرى الذي هو في تواصل دائم مع الولاية. وأعلن وزير التربية والتعليم بسنار دكتور أحمد رمضان داود عن قيادتهم لمبادرة لتجميع وزارات التربية والتعليم بالولايات الوسطى لهمومها المشتركة ولترقية وتطوير العملية التعليمية بمؤشراتها المختلفة نقلاً للخبرات والتجارب وتطويراً للتعليم... وتجيء بداية المبادرة مع النيل الأزرق باعتبار أنها تمثل عمقاً إستراتيجياً لهذه الولايات. وزير التربية بالنيل الأزرق قال إن المخرج الوحيد لولايتهم من الأزمات هو التعليم لذلك كانت التوأمة مع سنار التي كان لها دور رائد في إدارة أزمات ولاية النيل الأزرق وظهرت مساندتها جلياً للولاية عند هجوم الغدر والخيانة اعلى الولاية مما أفضى لاستقرار العملية التعليمية بالنيل الأزرق مشيراً إلى أن ولايتهم تحتفل هذه الأيام بمرور عام على دحر فلول التمرد، وقال إن ولاية النيل الأزرق كانت تواجَه منذ اتفاقية السلام بتحديات في مجال التعليم الذي يشهد الآن استقراراً بمختلف قطاعاته. معتمد شؤون الرئاسة بالنيل الأزرق رمضان ياسين دعا إلى ضرورة تعاون ولاية سنار مع ولايتهم لإنفاذ منهجها التعويضي لتقليل نسبة الفاقد التربوي الكبير الذي ظهر منذ عام «86» حتى «2012م» لتلحق الأخيرة بركب التعليم وحيّا ولاية سنار حكومة وشعباً لوقفتهم مع الولاية في المحنة الأخيرة كما دعا إلى إمعان النظر في كل ما يهم الولايتين لأن ما يجمعهما أكثر ممّا يفرقهما بحكم علاقات الجغرافيا والتأريخ مشيراً إلى أن التوأمة تجيء تتويجاً لما اتفقت عليه حكومتا الولايتين خلال زيارة وفد ولاية النيل الأزرق بقيادة واليها اللواء الهادي بشرى لسنار في مارس الماضي. هذا وقد وقَّع على اتفاقية التوأمة عن وزارة التربية والتعليم بسنار مديرها العام الأستاذ محمد بابكر عبد الله وعن وزارة التربية والتعليم بالنيل الأزرق مديرها العام الأستاذ أزهري مدني إدريس. نأمل أن تسعى الوزارتان لترجمة التوأمة إلى برامج عمل مشتركة بين الإدارات المتناظرة بعد أن عُقدت جلسات تشاورية بينها ناقشت من خلالها قضايا التعليم.