تحية طيبة مباركة من عند الله التحية لك وأنت تحرر صفحة نافذة المهاجر لتكون متنفساً للمغتربين المهمومين والمصطلين بنار البعد والغربة .... حيث وجدنا فيها الملاذ والمتكئ لأنها تأتينا صباح كل يوم جديد بمواضيع هادفة ومميزة... اسمح لي أن اسمي هذه النافذة (منبر المهاجر) لأنها وخصوصاً في الأواني الأخيرة كانت منبراً يعبر فيه المغتربون في مساحة حرة عن همومهم وقضاياهم وأشجانهم وأفراحهم وانفعالاتهم ... والتحية لك كذلك وأنت ونفر كريم تأخذون نداءنا بضرورة إصلاح ذات البين بين الفرقاء في الجالية بمنطقة مكةالمكرمة وضواحيها مأخذ الجد وتقودون مبادرة لجمع صف وتوحيد كيان أبناء الجالية بعد أن أُصيبوا بمرض الخلاف والانقسام والتشرذم والتشظي ... بعد حديثي السابق الذى نشرتموه وتحدثت فيه عن الخلاف الكبير والتباين الحاد في وجهات النظر بين فريقين أحسبهم من خيرة الإخوان سواء الذين كانوا في القيادة السابقة أو الحالية إلا أن ما يحيرني هو الصمت المطبق من الجهات الحكومية ممثلة في قنصلية السودان بجدة حيال ما يجرى وكأن الأمر لا يعنيهم .ونما لعلمنا أن هناك نفراً كريماً تنادوا لتدارك ومعالجة الخلاف القائم، ونحن إذ نعضد هذا المسعى الحميد والتوفيق حليفهم بإذن الله إذا حسنت النوايا وتوفرت الإرادة لدى الطرفين. وعلى أصحاب المبادرة استصحاب ضرورة توفير حزمة من الإجراءات والتحركات أعتقد أنها تتمثل في الآتي: - تكوين لجنة من الخبراء وأصحاب الدراية للإصلاح (على أن تستبعد اللجنة أطراف الخلاف). - تحديد نقاط الخلاف والاختلاف. - دعوة الأطراف لإيقاف التصريحات السلبية التي تزيد هوة الخلاف. - الاحتكام للنظام الأساسي واللوائح المنظمة لعمل الجالية. - وعلى اللجنة أن لا تخاف في الحق لومة لائم. ونحن في انتظار البدء في خطوات عملية لاحتواء الصراع وترتيب الصفوف والتركيز على قضايا المغترب. يقول الله تعالى: « واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النّار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون». شاكر رابح جدة من المحرر هذا صوت عقل ورشد نتمنى أن تتمدد مساحته بين كل فرقاء الجاليات ويجد الآذان الصاغية والاستجابة الفورية .. ولن تتوقف مسيرتنا نحن هنا عبر«نافذة المهاجر» في استجلاء كل الحقيقة ومحاولة تطبيع الأوضاع ومعالجة كل الأعطاب والمثالب والاخفاقات وفاءً وإخلاصاً ومسؤولية لمغترب تزداد أحزانه يوماً بعد يوم.. «هاشم»