السلام عليكم ورحمة الله من أكثر ما يتألَّم له الشخص ما يراه كل يوم من اتساع هوة الخلاف بين القيادة السابقة للجالية والقيادة الحالية... وظللنا نتابع بكل اسف السجال الحاد والغلو والتطرف بين اقطاب وقيادات الجالية السودانية بمنطقة مكةالمكرمة وضواحيها وصل الخلاف فيها حد السباب واللعان والاتهام بالتعدي والتصرف بدون وجه حق في اموال الجالية... كنت وما زلت حريصًا ان لا اتحدث عن الجالية القيادة السابقة والحالية ودور الجالية في المساهمة في حل قضايا ومشكلات عضويتها... لأنني احسب ان وجود المكتب التنفيذي منتخبًا او معينًا او مكلفًا لا يفيد لأن في ظل الخلاف والشد والجذب لا يستطيع احد ان يقدم شيئًا... ولأننا طيلة الفترة الماضية جل المغتربين يجهلون كيفية الاختيار والانتساب والتصويت لاختيار رئيس واعضاء المكتب التنفيذي للجالية وما طالعناه في صحيفة «الإنتباهة» في صفحة «نافذة المهاجر» يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان هناك حربًا باردة وصراعًا خفيًا بالتعدي، والامرّ ان تلعب القبلية والجهوية دورًا كبيرًا في اذكاء روح الخصومة والخلاف وانا هنا ادعو صادقًا ان تتوحد الجالية وان تنبذ الخلاف جانبًا وان تعيد ترتيب صفوفها وهيكلة نفسها واعادة صياغة نظامها الأساسي ولوائحها وهذا من شأنه الالتفات لقضايا وهموم المغترب الحقيقية... يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في خُطبته في حَجَّة الوداع: «إِنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخٌ لِلْمُسْلِمِ وَالْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ» ونتمنى ان نجد اقطاب الجالية قيادة وقاعدة كمثل الجسد الواحد كما قال المصطفى صل الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» ولنعلم أن إصلاح ذات البين هدف اجتماعي يجب أن يتحقَّق ارحمونا يرحمكم الله شاكر رابح جدة من المحرر هذا غاية ما نرجوه وعشمنا وعشم كل مغترب يقاسي حرمان الغربة وويلاتها.. قضية هذا الصراع يبدو انها تجذرت واصبحت ادبًا راسخًا بين القيادات التي تصطرع على كراسي القيادة وهكذا يضيعون مكاسب المغترب ويهملون قضاياه وينشغلون بتصفية خلافاتهم.. لكن الاخطر من ذلك ان تظل الدولة هكذا بلا استجابة تترك الحبل على الغارب وتتخلى عن ادوارها المحورية تجاه المغتربين.. ومن جانبنا نحن ندعو كل الفرقاء الى كلمة سواء والتحلي بروح السلم والتسامح وانزال كل الرايات وخلع عباءات الحزب والقبيلة والجهوية وسنكون نحن اول المبادرين في هذا الاتجاه وفاءً واخلاصًا لهذا المغترب ولهذا الوطن الذي تتكالب عليه المحن.. واحيي الأخ شاكر رابح على هذه المبادرة الصادقة للتعافي والتصالح واتمنى ان يصلنا ما يفيد هذه المبادرة «هاشم»