خبر اعتراف رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميار ديت بأن منطقة أبيي شمالية قبل انفصال الجنوب أي سودانية الآن في ظاهره اعتراف بحقيقة معروفة وثابتة، لكن أن يصدر هذا الاعتراف عن خليفة جون قرنق في رئاسة الحركة الشعبية التي خاضت ضد الحكومات في الخرطوم حرب تقرير المصير، هذا يعني أن الرجل يضع قضية الجنوب في قالبها الطبيعي، إذ لم تكن هذه القضية منذ استعداد الاحتلال البريطاني لمغادرة البلاد وبدء إجراءات جلاء القوات البريطانية لم تكن متصلة بسكان مناطق شمالية مثل أبيي أو سماحة أو «14» ميل، فقد كانت محصورة في حدود عام «1956م» التي تقع شمالها هذه المناطق لكن بعض أبناء أبيي مثل دينق ألور «أحمد ألور سابقاً» وإدوارد لينو هم من أقحموا قضية منطقة شمالية نزح إليها أجدادهم في وقت سابق في ملف قضية الجنوب مع منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان التي تتبع لها أبيي.. جون قرنق تعاطف مع أبناء دينكا نقوق في حركته للاستفادة منهم سياسياً، سلفا كير اعتبر موضوع أبيي طفيلياً في ملف قضية الجنوب، وهو الآن كأنه يشعر بأن قضية منطقة أبيي يمكن أن تكون عائقاً أمام مصالح شعب الجنوب، فهو لا يحس بأنها قضية تهم جوبا، ويرى أن يكون دينكا نقوك ضمن برنامج العودة إلى موطن جدودهم في دولة جنوب السودان.. اعتراف سلفا كير بشمالية «أبيي» حسب شهادة الخير الفهيم المكي الرئيس المشترك للجنة إشراف أبيي. لكن إذا كانت الحركة الشعبية تطمع في مناطق سودانية أخرى وتريد أن تجعل من الحلو وعقار «دينق ألور» و«إدوارد لينو» آخرين، إلى أي مدى يمكن الاستفادة من اعتراف سلفا كير بشمالية أبيي حتى لا يصبح المسيرية هناك مواطنين بدولة جنوب السودان رغم أنوفهم؟! إن دينكا نوق أصبحوا «شماليين» بطوعهم فقد نزح أجدادهم. بيان للوالي «الخضر» والي الخرطوم شيخنا الحبيب الدكتور عبد الرحمن الخضر «حفظك الله ووفقك في مهمتك التي ليس جزءاً منها التحريض على ردع منبر إعلامي يشهد له الخمسة الكبار جداً «البشير، علي عثمان، نافع، مصطفى عثمان وأحمد إبراهيم الطاهر» بأنه يعبئ المواطن بالقيم الوطنية والغيرة على الدين بغض النظر عن التفاصيل التي تستوعبها النخبة وحدها، فالقضية قضية موجهات دينية ووطنية، أما الحكومة ممثلة بجهاز الأمن والمخابرات الوطني فهي أحياناً ترى الأمر وكأنه صلاة نافلة بين صلاتي العصر والمغرب لذلك تريد أداءها بعد صلاة المغرب، وهذا تقديرها وليس بالضرورة طبعاً أن يكون صواباً في كل مرّة، لذلك لا بد من التنسيق بين الطرفين لما يتصل بالقضايا الوطنية، وعلى هذا يمكن أن نتحاور لكن أن توضع صحيفة مثل «الإنتباهة» في قائمة المخربين هذا لا يليق وكنا في هذه المساحة قد نشرنا حزمة إنجازات للوالي «الخضر» كتبها المحامي عبد العظيم أيوب، فهل هذا يحسب ضمن التخريب؟! لكن إذا كان المقصود هو نقد المفاوضات والاتفاقيات مع الحركة الشعبية «لتحرير السودان» وذيلها «قطاع الشمال» الذي يريد أن يجعل جنوب كردفان والنيل الأزرق جزءًا من جنوب السودان حسب عبارة جون قرنق «أعطيناكم جنين تقرير مصير في جنوب كردفان والنيل الأزرق فإن المفترض أن يفرِّق السيد الوالي بين الظروف المحيطة بالحكومة وتمتع المواطن السوداني حسب الدستور بحرية التعبير، لا أن يرى أن الصحافة «الحرّة» رغم أنفها تكون تبعاً لسياسات الدولة أي تكون «إمِّعَة». يحدث يا أخي كيف يعقل أن يترك كاتباً من انتقده ويرد في ذات الموضوع على غيره؟! لم يرد الأخ «ب» على نقدنا، فقد هرب بوضوح وقال إنه يطعن في الفيل لا ظله، ولكن ما ذنب الفيل إذا كان الذي وجه النقد هو ظله؟! إنه الهروب.