نشأ خالد يوسف الجاك بولاية الجزيرة مدينة ود مدني حيث درس بها مراحله الأولية، ثم التحق بالجامعة وتخرج في كلية التجارة والاقتصاد قسم المحاسبة، عمل لفترة قصيرة بالسودان ثم هاجر حاملاً معه أحلامًا كثيرة عن المستقبل ومآلاته والتي يصعب تحقيقها من دون تحسين الوضع المادي لذا فهو قد هاجر لما استعصى عليه هذا الأمر بالسودان.. التقته نافذة مهاجر ليحدثنا عن غربته ومتى بدأت والعديد مما يتعلق بها.. لماذا لم تعمل بالسودان؟ كنت أعمل بالسودان مفتش حسابات لدى هيئة البحوث الزراعية بود مدني قبل أن أهاجر للملكة العربية السعودية.. لماذا اخترت أن تهاجر إذن؟ كما هو معروف أن الهجرة مفهوم ثقافي سائد منذ القدم وقد استفاد الكثيرون منها ببعض المنافع المادية أيضًا مكاسب الاعتماد على الذات وبنفس فهم الحاجة الملحة للبناء شخصي اخترت الهجرة كإحدى وسائل سد مطالب الحياة المتعددة.. هل واجهتك صعوبة في العمل بالخارج؟ ابدًا لم أجد صعوبة في العمل و لعل العائق الأول هو البدايات المادية حيث كان الراتب غير مقنع في الفترة الأولى ولكن بحمد الله ومع مرور الزمن تدرجتُ بحسب سنوات الخدمة والخبرة وأصبح الدخل مقنعاً بالنسبة لي.. كيف تصف العلاقات الاجتماعية بين السودانيين بالخارج؟ بالنسبة للعلاقات الاجتماعية بين السودانيين في الخارج ألاحظ أن أرض المهجر شهدت تدفق كثير من الأهل والأصدقاء في السنوات الأخيرة تحديدًا في مدينة الرياض وكان بالضرورة أن يمتد شكل العلاقات الاجتماعية والتواصل بنفس القدر الذي كنا نتواصل به في السودان فالجميع في صفة حضور دائم عبر الزيارات التي غالباً ما تكون في نهاية الأسبوع أو في العطلات الرسمية بحكم ظروف العمل.. هل يعاودك حنين العودة النهائية للوطن؟ الحنين صفة مستمرة تلازمني منذ أن وطئت قدماي أرض الغربة وحلم العودة النهائية للوطن مازال قائمًا بعد ترتيب الأوضاع.. ماذا خصم الاغتراب من رصيدك الاجتماعي بالداخل؟ خصم الاغتراب من رصيدي الاجتماعي الداخلي الكثير بحكم سنوات الغياب وحتى لحظات وجودنا في أرض الوطن هنالك العديد من الأشخاص الذين لم نستطع لقياهم بحكم مشاغلهم وقصر الإقامة فنجد أن الزمن أسقط عنا العديد من صحبة الماضي بعامل الظروف لذا فالغربة خصم مؤكد في علاقتنا بمن في داخل السودان.. كيف تقيِّم تجربتك في الاغتراب؟ تجربة الاغتراب تسير بخطين متوازيين؛ سلبيات وإيجابيات، فمن ناحية السلبيات افتقاد الأهل والشوق الدائم لهم والمناسبات العديدة التي تمر بأرض الوطن ونحن غائبون عنه ولا نملك سوى الدعوات فقط أشياء كثيرة تفوتنا بحسب ظروف كل فرد منا.. أما مكاسب الغربة فالحمد لله حققنا المفيد الكثير منها رغم مرور سنوات كثيرة على خروجنا من الوطن وهي بصفة عامة ناجحة.. كيف استطعت أن تتأقلم على طبيعة أهالي المنطقة؟ تأقلمتُ سريعًا مع طبائع وأهل المنطقة هنا ولم أجد أي اختلاف كبير في التعامل، وتعاملهم معنا على خلفية سابقة من حسن السير والسلوك والاحترام المتبادل وسمعة السودانيين المشرِّفة هناك.. كيف هي علاقتكم بجهاز المغتربين؟ علاقتنا بجهاز المغتربين تفرضها المصلحة المتبادلة في حدود المنافع بيننا حيث يجمعون الرسوم وفي مقابلها نحصل على إجراءات مثل تأشيرة المغادرة وهكذا.. وعلاقتكم بالجالية السودانية؟ علاقتنا بالجاليات السودانية على مستوى تنحصر في من تربطنا بهم علاقات وثيقة ومتفردة فقط.. هل الخدمات التي تقدمها الموانئ والمطارات ترضي طموحاتكم؟ هيئة الموانئ والمطارات السودانية دائما بطيئة في تقديم خدماتها وتسهيل الإجراءات التي غالبًا ما تأخذ جل وقتنا وقد يمتد الزمن لأيام بالذات في بورتسودان، فالإجراءات مكثفة والحركة بطيئة لا تتناسب وهي منفذ لبلد بحجم هذا التدفق والعبور.. كلمة أخيرة؟ في الختام أشكركمعلى استضافتي في رحاب صحيفتكم الواعدة و القائمة بتواصل الرأي وملكوت الفكر الحق عبر حروفكم..