{ .. وللمرة الثانية.. في أسبوعين - الرئيس زيناوي يهبط الخرطوم - { وفي المحادثات التي تبدأ اليوم - الجمعة - الرئيس البشير لعله يفتتح المحادثات بالترحيب بالرئيس الإثيوبي - وبأن السودان يرحب بالحديث حول كل شيء - عدا الحديث عن عقار أو دولة جنوب السودان ومطالبها التي تتحدث عن البترول والطعام والجنسية، أو الحديث حول مفاوضات أي مفاوضات { والجهات الثلاث السيد زيناوي والخرطوم والحركة الشعبية كلهم يعرف ما سوف تقوله الخرطوم.. { والمعرفة هذه تجعل كل جهة تعد ملفاتها الخاصة. { والحركة الشعبية ما تعده الآن هو الاغتيالات. { والاغتيالات مخطط يكتمل الآن. { ولعل الأسبوع القادم يشهد بدايات التنفيذ. { لكن الحركة والخرطوم والآخرين كلهم يعرف أن اغتيال قيادي هنا أو اثنين أو عشرة لن يجعل الناس يخرجون من المنازل وأيديهم فوق رؤوسهم يطلبون من الحركة وعقار أن يتكرموا باستلام الحكم. { .. والمعركة هذه كانت تجعل الخرطوم تدير نقاشا - اغرب نقاش - حول : إن وقع اغتيال هنا أو هناك.. هل يكون الرد بأصابع القانون أم بأصابع المخابرات { .. وتجارب الإنقاذ الطويلة تجعل الإجابة سهلة { والحديث عن الرد على التمرد بكامله يصبح طريفًا إن رد الخرطوم على زيناوي يبدأ بالإشارة إلى رد السيد بوتن على عملية الشيشان { فقد كان غريبًا أن زيارة السيد زيناوي السابقة نهاية أغسطس كانت تتوافق مع ذكرى إبادة الحكومة الروسية لعدة مئات من المجاهدين الشيشان حين قام المجاهدون باحتلال مسرح في موسكو { حكومة بوتن قامت بإطلاق الغازات السامة .. وقتلت المتمردين ومواطنيها على السواء.. ثلاثمائة وثلاثين { دون أن يصرخ صارخ واحد من العالم كله { .. ونهاية الأسبوع التي تستقبل زيناوي كانت تستقبل ممثل حركات دارفور التي تشرع في تطبيق اتفاق الدوحة. { ونهاية الأسبوع ذاتها تستقبل عودة خليل (الذي يظل الآن في حقيقة الأمر محتجزاً في موقع حدودي). { والمحادثات شرقيها وغربيها تستقبل سحبًا جديدة. { ومابين أول العام واليوم يتبدل كل شيء { القذافي ومبارك يذهبان { والسيد ديبي يتبادل ثقة رائعة مع الخرطوم. { وانفصال الجنوب الذى كان ينتظر (ثورة شعبية ضد الوطني) لا يستقبل إلا أصوات التنهد المستريح { ومؤامرة العملة المعروفة - تفشل في كل شيء - (ونهاية رمضان الماضي كان سلفا كير يقدم عيدية رائعة للشمال وبعضهم يذهب إلى تهريب خمسين مليار جنيه - والمخابرات تستقبلها مع الشكر) { وفروع وأوراق وأزهار مخطط الحرب الاقتصادية أشياء تنتهى كلها وهي تتكوم هشيمًا أمام بوابة الإنقاذ. { والمؤامرة العسكرية في كادوقلي تفاجأ .. بما هو معروف {واختها العقارية مثلها { وخطاب سلفا كير السري الذي يلقيه على قيادة الحركة الشعبية منتصف يوليو والذي ينعى للحركة ملياراتها يصبح شاهد قبر كامل { (وكسر التربة) تأتي به الأنباء في الشهرين الماضيين وهي تحدث عن إفلاس أمريكا وأشهر المحللين هناك (ستيفان وولت) يقول الأسبوع الماضي إن امريكا إن هي لم تفتح عيونها سقطت وجذبت أوروبا وراءها للهاوية. { أمريكا مدينة بما يتجاوز مائة وأربعين (ترليون) دولار. { ومجاعة تضرب إفريقيا تكمل الناقصة { كل سطر من السطور أعلاه ليس فيه شيء من حروف الظن الذي هو أكذب الحديث { والسطور ما يحملها هو أنها من المعلوم الآن بالضرورة حقائق ساخنة مثل الأحجار السوداء فوق القبر منتصف النهار { زيناوي إذن والبشير إذن والجنوب إذن وشمس منتصف سبتمبر نهار اليوم الجمعة كلهم يعلن أن مهمة زيناوي اليوم شاقة مستحيلة. { زيناوي لا يستطيع أن يلفظ بكلمة (واسطة) أو (محادثات) مع عقار أو غيره. { ولا هو يستطيع أن يطلب الطعام للجنوب. بينما دبابات سلفا كير (31 دبابة) تهدر متجهة إلى جنوب النيل لدعم عقار. { ولا زيناوي يستطيع أن يتحدث عن (جبر خاطر إفريقيا) . فالسيد زيناوي يريد أن يترك الأغنية البكماء هذه للسيد أمبيكي { أمبيكي الذي يجمع ثيابه الآن متجهًا إلى الخرطوم { ولا... ولا..... { البشير لعله جالسًا على رأس المائدة الجنوبي سوف ينتظر طويلاً. وهو ينظر إلى ضيفه على رأس المائدة الشمالي والضيف يبحث عن الكلمات { .. وزيناوي يصبح عبقريًا فذا إن هو وجد ما يستحق القول.. والسيد زيناوي على أية حال سوف يقول.. فقد جاء وهو يحمل شيئاً تحت أكمامه {.. والخرطوم على أية حال وفي مكان آخر في مكاتب أجهزة الأمن لن تبحث عن الكلمات. { الخرطوم قررت أنه إن حدثت اغتيالات فإن العين بالعين أو ربما بعينين أو عشرة.. { والخرطوم تسدد .. وتقارب.. وتستعين بشيء من اللؤم..