{ حرب النيل الأزرق تنطلق.. منتصف رمضان الماضي.. وليس الأسبوع الماضي { ومنتصف رمضان كان زيناوي يهبط من طائرته زائراً للخرطوم.. والعيون تجد عقار يطل من باب الطائرة.. { والعيون التي تضيق تجعل عقار يعود إلى داخل الطائرة.. ويبقى هناك و... { بعدها بساعات حين كان البشير يستقبل زيناوي في بيت الضيافة كان رجال الرئيس يجعلون عقار يبقى في الخارج.. في النجيلة. والنجيلة تصبح شخصية فصيحة. ويوم ارادت الخرطوم أن تعلن للحركة الشعبية انها «قنعت» من خيراً في المحادثات.. اكتفت بحجز مشار على النجيلة ذاتها.. ونائب الرئيس يخرج إليه ويحادثه هناك .. ويرفض دعوته إلى مكتبه. { ومشار فهم { لكن عقار الذي يمتلئ غيظاً كان لا يفهم { والسيد إدريس والفريق بكري يجاملان عقار مساء الأسبوع الأسبق. { وحين يسأله بكري مداعباً : صائم؟ يصرخ عقار في غضب : طبعاً - طبعاً { لكن الإعلان كان واضحاً وكان يقول إن كل شيء يصل الآن إلى الحد { وما يصل الحد يومئذٍ لم يكن هو الخرطوموجنوب النيل.. واشنطن أيضاً كانت تصل بصورة ما إلى الحد. { والجمعة الأسبق قادة الكونجرس الذين يعقدون لقاء خاصاً لبحث السياسة الأمريكية في إفريقيا ينغرس حديثهم في الخرطوم. { ونفط السودان بالذات. { والاجتماع يقوم بتفويض مندوبة أمريكا الجديدة «ميري». { وميري اسم يصبح له شأن حين تكون هي من عملت سفيرة لأمريكا في أضخم خمس دول إفريقية وهي من كان يمسك بملف رواندا وتمسك الآن بملف «الافركوم» القوات الأمريكية في إفريقيا. { والسيدة تعلن أنها سوف تكون «متوازنة» جداً { والمرحوم أحمد سليمان أحد عباقرة الدبلوماسية= يقول : حتى نتعامل مع أمريكا يجب أن نعرف أن هناك ألف أمريكا. { وبينما بعض الألف هذا يرسل السيدة ميري وبعضها يدعو «خبيراً سودانياً رفيعاً في مجال البترول لزيارة واشنطن هذا الأسبوع» كان بعض من الألف هذا يشعل حرب جنوب النيل الأزرق. { بينما بعض آخر كان يسعى لإرسال عقار إلى أمبيكي لإعادة أغنية التوسط مرة أخرى. { والحديث يجمجم هنا لسبب بسيط وهو أن عقار مصاب - وأنه ينتقل إلى كينيا { وفي الأيام ذاتها كان البحث الأمريكي عن مدخل للخرطوم يجد أن { عقار يختفي { وخليل مطارد { والحلو مطارد { والقذافي يختفي { بقي العمل من الجنوب .. لكن { حسابات الدائرة الخارجية تجد أن المنطقة كما يقول جيفرسون «مساعد وزيرة خارجية أمريكا ومسؤول ملف الشرق الأوسط» المنطقة تفلت { والثورات كلها إسلامية معادية لأمريكا { والقاعدة الأمريكية في البحرين تنتهي فترتها هذا الشهر «ولأن تجديدها مستحيل الآن تحت الغليان فقد ذهبت أمريكا إلى دعوة وزير خارجية البحرين سراً ثم إعادة قراءة اتفاقية دفاع مشترك وهناك يجدون فقرة تقول إن القوات الأمريكية لابد لها من قواعد في البحرين { و.. فرجت!! { لكن الفرحة لا تكتمل حين تنظر العيونالأمريكية إلى «الثورة الشيعية» الآن في البحرين. { ثم دائرة أصغر.. وفي جوفها دوائر وفي داخلها السودان!! { ومشروع حصار السودان يتجه مرة أخرى إلى أفورقي { والمشروع يعد مجموعات من حركات دارفور.. ومن جبال النوبة.. ومعدات و.. و. { لكن صقر «لبيد» يتكوم.. ويعجز تماماً عن الطيران.. لأسباب معروفة { والشهر الماضي نحدث عن زيارة أفورقي إلى أوغندا «بعد قطيعة واتهامات حارقة» والزيارة تعدها إسرائيل { الشهر الماضي المندوبة الأمريكية تحسب مع جوبا تكلفة الحرب الجديدة ضد الشمال { وتحسب معها تكلفة «لواء السودان الجديد» هذا { وصحيفة اليوم السابع نقلاً عن ايديعوت احرونوت الإسرائيلية تكشف كل هذا.. لكن { لكن يوغندا «تنكر» زيارة أفورقي { وسفير إريتريا في القاهرة ينكر حديث الصحيفة { والتقدم إلى الخلف الذي كان يطمع في قوس مشتعل يمتد من جنوب كردفان إلى جنوب النيل الازرق إلى قرورة والبحر الأحمر يتواضع .. وإلى درجة تريد أن تجعل من معركة «ايلا» ومحمد طاهر حسين معركة بديلة { الترقيع الآن وبعد أن ذهب كل شيء يريد أن يزيح السيد إيلا - ويجعل مكانه محمد طاهر الذي يتجه بصلاته إلى اسمرا. { أو هكذا يقال { ولم نقصص حكاية «لاب طوب» يتبع مكتب البشير كان يحمل في جوفه كل خطوات المعركة.. ومنذ زمان.. وفي اللاب الصغير كان.. { القطاع السياسي أكمل أوراقة { والقانوني والدستوري أكمل أوراقه { والقطاع المالي والعسكري أكملوا أوراقهم { والأمن والدبلوماسي { والرئيس قام بالتوقيع { ثم أكملوا صيام رمضان { وأفطروا بالحلو { والدراما العظيمة دائماً ما تلمع فيها لحظات غريبة تكفي عن كل شيء. { والأسئلة كلها .. حول الدمازين وما .. ومن.. ولماذا.. ما يجيب عنها هو آخر ما يخطر بالذهن { وما يرسم معركة الدمازين «بصدق مطلق» هو ملف صغير به أوراق مطبوعة { الأوراق كانت هي «وصية» عقار.. الوصية التي يتركها عادة من يقارب الموت. { والوصية تكشف أن الرجل ثري واسع الثراء { وأنه يمشي إلى الموت مكرهًا. وثمناً لما ابتلعه.. و { وننشر الوثيقة في حينها.. ما يصلح منها للنشر