ستة أبناء ووالدتهم يسكنون في قطعة سكنية خالية إلا من (راكوبة) يستظلون بها من الحر ويتدثرون بصبرهم ليقيهم ويلات البرد القارص، كان والدهم يعمل بالسوق رزق اليوم باليوم وكل همه أن يوفر لأبنائه لقمة عيش تسد رمقهم فشاءت الأقدار أن تتعثر ظروفه وتوقف عن العمل وتم سجنه.. عانت زوجته كثيراً حتى تقوم بتريبة ابنائها لكن المرض لم يمهلها فأصبحت طريحة الفراش فحملت جدتهم والدة أبيهم عنها الحمل ولم يشفع لها كبر سنها وظلت تصارع الظروف لتوفر لأحفادها الحد الأدنى من متطلبات الحياة التي عركتهم كالرحى بين طيات الفقر والضيق ستة أطفال يُسجن أبيهم بين عشية وضحاها ثم تلزم والدتهم فراش المرض وتزيد فصول الماساة بموت جدتهم التي خرجت لتزور ابنها المسجون فدهستها عجلات القدر بعربة ففارقت هذه الفانية بروح راضية تاركة خلفها أحفادها يتبادلون الهموم بسنواتهم البيض ولا يعرفون إلى أين تسير بهم الحياة فلا مأوى يأويهم ولا مصدر دخل يسندون إليه آمالهم بحياة كريمة ولا أحد يرعاهم هكذا يعيشون في راكوبة لا حول لهم ولا قوة إلا بالله وأمل ذويهم في الخيرين وذوي القلوب الرحيمة وفك أسر والدهم ليعود للعمل عسى ولعل أن يمسح من ذاكرتهم ما عاشوه من فقر وذل وحاجة.. فهيا نتسارع لننال أجر هؤلاء الصغار ووالدتهم المريضة بمساعدتهم بمنزل يأويهم وما يكفل له العيش برضاء هؤلاء الأطفال فرصة لكل من يتمنى أن يكتسب الأجر مضاعف فمن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. رضا.. ما زال ينتظركم.. رضا طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر فقط كانت فريسة سهلة لجيوش المرض والألم التي داهمته ولم تتركه ينعم بطفولته المغتالة بأنياب المرض الفتاك فقد أطلق أولى صرخاته ليعلن عن قدومه الذي أدخل الفرح في نفوس أسرته ولكنها لم تنعم بفرحها بعد أن كشفت الفحوصات إصابته بثقب في القلب وكانت الطامة الكبرى وبهتت الابتسامة في شفتيه وكأنه يعلم بما تخبئه له الأقدار فسلّم والديه الأمر لله فهو أرحم الراحمين، وكان الرضا بما قسمه الله خير معين وبعد فترة أُجريت له فحوصات أخرى لتثبت إصابته بالفشل الكلوى.. عشرة أشهر عاشها رضا وهو يئن ولا يملك غير صوت مبحوح من الألم وقلة الحيلة فهو لا يملك أن يوصف ألمه والمرض لا يرحم أيامه القليلة قرر الطبيب إجراء عملية جراحية للقلب فشعّ بصيص أمل اخفته التكلفة التي تفوق مقدرة والدته والتي تبلغ «7» آلاف دولار بالإضافة إلى تكلفة الفحوصات البالغة «500» دولار.. رضا لا يعلم أن صحته وعافيته مرهونة بالألف لا تسوي ابتسامته البريئة ولا يفقه أن حياته مرتبطة بتوفيرها وإلا فسوف يقضي حياته بين الأنات المكبوتة.. طفولة رضا تحتاج لوقفة إنسانية تنقذ طفولته وتعيد إليه الحياة فمن حقه أن يعيش طفولته كما ينبغى.. ليجعل كل منّا في يومه هذا لحظة يتأمل فيها حياة رضا وهو مريض يحتاج ولو لجنيه يكون سببًا في شفائه ولينظر للصورة المرفقة ونظرته البعيدة وهو يرى مستقبله مكبلاً بالمرض وفي يد كل واحد منّا جنيه سيساعد في حريته.. رضا في انتظارنا فماذا ننتظر؟.. -- ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء كلمات قيلت في زمن ووجدناها تتجسد في أصحاب القلوب الرحيمة وكأنها قيلت فيهم يتسارعون رحمة وطلباً للأجر والثواب الجزيل ورضا الخالق بكل تفانٍ يقدمون الخير كله إلى المحتاجين وذوي الاحتياجات ومن عركتهم رحى الفقر والضيق في العيش فكانوا نعم العباد ونعم العاطين يبذلون قصارى جهدهم ليكونوا ممن أنعم الله عليهم بالخلف بعد العطاء ويتزاحمون ليبعدوا عن التلف وإن كانوا غير ممسكين أنهم أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء والعيون التي تحمل الرأفة والرحمة والتي تذرف الدمع وهم يطالعون حاجة إخوتهم تناديهم.. إنه الخير في الأمة إلى يوم القيامة كما قال سيد الخلق ونحن نتلمس اثرها كل يوم ويزاد يقننا بأن للخير أبوابًا كثيرة وتبرعات الخيرين وأصحاب القلوب الرحيمة باب لا يصد سائلاً مستحق وصاحب حاجة سرّنا وأدخل السرور إلينا وزال بعض همنا تفاعل الخيرين وذوي الأيادي البيضاء تبرعت فاعلة خير بمبلغ ألف جنيه وخصصت «250» لأسرة مريم و«250» لأسرة فقيرة ومبلغ «500»... كما تبرع فاعل خير بثلاجة من السعودية لأسرة عائشة زوجة المريض إبراهيم كما تبرع فاعل خير بسداد رسوم الطالبة اليتيمة.. جزاءهم الله خيراً وتقبل منّا ومنكم صالح الأعمال.