لا يكتفي إدريس عبد القادر كبير المفاوضين من أولاد نيفاشا والذي قال إنه يؤيد منح الجنوبيين 40 حرية وليس أربع حريات فقط.. لا يكتفي الرجل بقراءة رسالة أُرسلت من الموبايل إلى أئمة المساجد تدعوهم إلى التصدي للحريات الأربع.. لا يكتفي بقراءتها أمام المجلس التشريعي لولاية الخرطوم وأمام عدد آخر من المجالس والاجتماعات وإنما يقرأها لمشاهدي قناة النيل الأزرق في برنامج (حتى تكتمل الصورة) معتبراً ذلك سلوكاً خاطئاً ومرفوضاً!! يا سبحان الله.. إدريس تسخّر له جميع الفضائيات تقريباً والإذاعات والصحف والصحفيين ليُقنع الشعب السوداني والعالم وتُتاح لغيره من أولاد نيفاشا وبقية المفاوضين الموزعين بعناية على أجهزة الإعلام حيث يُحشد لهم الناس حشداً وبالأوامر لكنه يستنكر أن نستخدم الموبايل في إقناع الناس بوجهة نظرنا!! إنه الكيل بمكيالين الذي يجعل البعض يظنون أنهم فوق البشر وأنه يجوز لهم ما لا يجوز مِعشار مِعشاره للآخرين بعد أن تفرعنوا وطغَوا وبغَوا واقتنعوا بأنهم العباقرة بل والملائكة بين حثالة من الناس.. إنه المرض الذي أصاب فرعون قديماً حينما قال لقومه «مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ».. إنه المرض المسمّى بجنون العظمة الذي أصاب القذافي قبل أن يلوذ في نهاية حياته بحفرة في قاع أحد المجاري بين الجرذان والهوام. يجوز له ولصحبه أن يملأوا الدنيا بحجتهم الواهية ولا يجوز للآخرين أن يستخدموا الموبايل ولذلك بكل قلة حياء يقرأ الرسالة من على الموبايل ويتهكم بقوله إن هناك محاولات لإجهاض الاتفاق من خلال منابر الجمعة!! القصة لم تنتهِ عند هذا الحد.. أرجو أن تقرأوا معي الخبر الذي أوردته جريدة (الصحافة) فقد جاء في الأنباء أن سيد الخطيب أحد أولاد نيفاشا المخضرمين- قد خاطب (مجلس الدعوة للأئمة والدعاة وخطباء المساجد) حول اتفاق أديس أبابا وقال بعد أن هاجم الرافضين للحريات الأربع (ليست هناك شريعة دينية تمنع الجنوبيين من العيش في الشمال)!! قبل أن أعلق على حديث سيد الخطيب أقول لإدريس أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس؟! أحرام علينا أن نستخدم الموبايل في مخاطبة الأئمة وحلال لكم أن يجمعوا أمامكم جمعاً لتخاطبوهم؟! ألم أقل لكم إنه الكيل بمكيالين؟! ثم أقول لسيد هذا وما الذي يحرم على أجناس الأرض جميعاً العيش في الشمال؟! ما هو الفرق بين الإثيوبيين والإريتريين والتشاديين وبين الجنوبيين؟! الجنوبيون قرروا أن يخرجوا من بلادنا وقد كان متاحاً لهم أن يتمتعوا بالمواطنة الكاملة وهذا ما لم يفعله مواطنو دول الجوار الأخرى ثم إنه لا توجد مشكلة بين الشعب السوداني والشعوب المجاورة الأخرى بينما توجد مشكلة سياسية بين الشمال والجنوب نشأت عن حرب متطاولة أفرزت غبائن ومشاعر سالبة ثم إنه لا يوجد مشروع استعماري لدى شعوب إريتريا وإثيوبيا وتشاد بينما هناك حركة تحكم الجنوب وتسعى لتحريرنا وتسمِّي نفسها (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وجيشُها يحتل أرضنا حتى اليوم.. لو قلتم: ما الذي يمنع المسلمين الجنوبيين وأية شريعة تلك التي تمنعهم لصفّقنا لكم ولكنكم لا تبالون بإسلام ولا بمسلمين. لذلك كان على إدريس الذي يقول إنه يوافق على (40) حرية لشعب الجنوب أن يسأل نفسه من أعطاه ومن أعطى حزبه الحاكم الحق في أن يعطي الجنوبيين حرية واحدة ناهيك عن (40) حرية؟! متى يعلم هؤلاء أن السودان هذا ليس ملكاً لحكومتهم ولا لحزبهم وأنه قد آن الأوان لأن يغادروا السلطة غير مأسوفٍ عليهم فقد (بهدلتم) والله المشروع الذي زعمتم أنكم جئتم من أجله ومسختم هُوية هذه البلاد وتلاعبتم بها كما يتلاعب قط شرس بفأر مريض فماذا يعود علينا من عودتهم غير عودة التشاكس والتنافر والدماء والدموع والخمر والعري يا من نسيتُم نواهي دينَكم وموجبات هُويّتكم؟! --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.