رفع بنك السودان المركزي شعار العملة النظيفة واعلن عن خصم 50% من الأوراق النقدية المشوهة والتي تحمل كتابة بالأحبار، ونسي البنك اضافة «الفحم» و«قلم الحواجب»، ولكن قبل ان يجف الحبر الذي كتب به القرار برد اعتبار الجنيه السوداني واعادة هيبته... قام البنك بالغاء القرار. وربما يكتشف البنك انه «يؤذن في مالطا» أو أن القرار فيه فضيحة وضرره أكثر من نفعه. والجنيه السوداني كما قال عنه الأخ محمد عبد الرحمن شريف هو اكثر جنيه في العالم تعرض للبهدلة من مواطنيه، فمن الطبيعي ان تجده متكرفساً ومحشوراً في آخر الجيب ومبتلاً بالعرق، ومن فوقه ترقد مطوة وولاعة وقلامة اظافر وكمشة مفاتيح. والجنيه يخرجه صاحبه فجأة وبسرعة ليكتب عليه في طرف من اطرافه رقم موبايل او عنواناً لشركة، لانه لم يجد ورقة غيره. فالجنيه الذي خرج مليئاً بالتذكارات وارقام الموبايلات والايميلات واشياء اخرى لا داعي لذكرها. والجنيه السوداني هو الوحيد الذي تجده مغسولاً ومكوياً لأن صاحبه نساه في جيب البنطلون لدى الغسال. والجنيه السوداني له لون ورائحة وطعم، ولذلك يمكن بسهولة أن تتعرف على آخر من كان عنده «بابكر الجزار» او «ود دكونة الفحام» أو «عوض العجلاتي» أو «فطومة ست الميلوحة»، والجنيه السوداني هو الوحيد اذا انقطع يمكن خياطته «بالمسلة» او «إبرة الكروشيه»، واذا وجدت شخصاً ما يقرطس فيه فاعلم انه زهجان ومفلس وزوجته نقت فيه وهارب من المستأجر. اما اذا وجدته ملفوفاً مثل السجارة وموضوعاً على الأذن او الفم فأعلم ان صاحبه قد اقترب من الجنون. السيد وزير المالية قام بتعويم الجنيه السوداني.. والجنيه نجا من الغرق... لكن «التماسيح» تتربص به.. محمد عثمان عبد الحفيظ 0912838876 0114809093 عطورنا السودانية انتي ريحتك فريردمور ولا بنت السودان أصيل السودان بلد طيب الرائحة في مناسباتنا وعاداتنا لنا روائح وعطور مميزة لا تجد مثلها في العالم، ولو أحسنا استغلال مواردنا لتقدمنا على باريس. والغريب اننا لم نتقدم قيد أنملة من القديم. تماماً كما نعتز بالعصر الذهبي للفن والكورة والسفر زمان. فالعطور السودانية متخصصة اكثر في مجال السيدات.. وكأنما هي تعبر فقط عن الأفراح مثل الاعراس كالخمرة والدلكة والبخور بالرغم من انها تفاعلت مع مما يستجلب من الهند كالصندل والسرتية والمحلبية وغيرها، والاغاني السودانية مجدت بعضاً من تلك العطور مثل «الفريردمور» الذي غنوا له «فريردمور المسخ الأرياح» و«انتي ريحتك فريردمور ولا بنت السودان أصيل.. القمر بوبا عليك تقيل» كما يغني وردي. وتكوين الروائح السودانية يجنح نحو استثمار الطبيعة المتمثلة في الطلح والشاف والكليت والصندق، فلجذور النباتات كما للاخشاب واللحى والازهار ايضا روائح، لذلك يدخل الورد في استجلاب عملات صعبة مثل «الوردة الدمشقية» التي ينبني عليها جزء مهم من اقتصاد سوريا في صناعة العطور. وفي السودان كان آل الميرغني مهتمين بالعطور... ومن اشهرها التي عليها صورة السيد علي الميرغني والسيد أحمد الميرغني رحمهما الله. واليوم نجد ان اسماء العطور قد تغيرت من الاسماء الكلاسيكية القديمة مثل سوار دي باريس وريڤدور وقلامور والصاروخ الى اسماء مثل Come with me.. شنطار القبة الخضراء ريحتك زي دعاشاً حلوة فيهو اللمة وعطرك فاح سرب كمل جديدنا وتم الجواك حبيب بيهو القلوب تنتم وصلاتي عليك دوام أحمد شفيع الأمة