وسط حضور كبير للسفراء وممثلي وزارات الثقافة والفنون والتراث بكل من السعودية وقطر ومصر وإيران وسلطنة عمان والصين وعدد كبير من دور النشر العربية والإفريقية والعالمية افتتح الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار ممثل رئيس الجمهورية والأستاذ مصطفى تيراب وزير الدولة بوزارة الثقافة والإعلام مساء أول من أمس «السبت» الدورة الثامنة لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب بأرض المعارض ببري والذي يجيء تحت شعار«مكتبة لكل مدرسة» وتحت رعاية النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، وأعلن ممثل رئيس الجمهورية ووزير الاستثمار الدكتور مصطفى لدى مخاطبته الاحتفال عن تسهيل الإجراءات المتعلقة بصناعة الكتاب ومدخلاته مشيرًا إلى أن الدولة ملتزمة بتوفير الأراضي لإقامة المطابع وإعفائها من الضرائب المفروضة على الكتاب من أجل النهضة العلمية للأمة، داعياً الكتاب والمفكرين إلى الإسهام في مسيرة الأدب وتسجيل إنتاجهم الفكري في كتب يستفيد منها الناس حتى تسهم تلك الأفكار في نهضة الأمة، مضيفاً أن إفريقيا ما زالت تحتاج كثيرًا في مجال الثقافية حتى تصل لما وصل إليه الأوربيون والأمريكيون في مجال إنتاج الكتب، وقدم ممثل رئيس الجمهورية الدعوة للمستثمرين إلى الاستثمار في السودان في مجال الكتاب وصناعته، مؤكدًا التزام الدولة ورعايتها لهذا الاستثمار مضيفاً أنها أي الدولة ستجعله من ضمن أولوياتها في الفترة القادمة، مبيناً أهمية مثل هذه المعارض التي ترفد الساحة الثقافية والفكرية بآلاف الكتب العلمية والمعرفية التي تعين على تغذية العقول كما أنه فرصة للتعارف بين الكتاب في الوطن العربي والإفريقي، مبيناً أهمية العلم في ترقية الشعوب وقيمة الكتاب، مشيرًا في ذات الوقت إلى قلة الإنتاج العربي والإفريقي وتخلفه في مجال النشر مقارنة بالبلدان الغربية مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، داعياً إلى تكثيف الجهود لإزالة المعوقات حتى يصبح الإنتاج الأدبي سمة أساسية من سماتنا المعاصرة. من جانبه أكد الأستاذ مصطفى تيراب وزير الدولة بوزارة الثقافة أن المعرض يأتي في إطار مسؤولية وزارة الثقافة والإعلام في الرعاية والتشجيع والتنمية الثقافية وفي ظل الأمن والاستقرار الذي يشهده السودان عقب توقيعه للسلام مع دولة جنوب السودان، معتبرًا أن المعرض يمثل ردًا شافياً لمن يدعي الفوضى وعدم الاستقرار بالبلاد شاكرًا الدول التي لبت الدعوة بالمشاركة، متمنياً أن يحقق المعرض أهدافه في تداول المعرفة والحث على القراءة وتنشيط الحوار حول قضايا الفكر والثقافة واطلاع الجمهور على مستجدات الإنتاج الفكري والفني محلياً ودولياً. وفي ذات السياق أكدت الأستاذة فاطمة محمد أحمدون مديرة المعرض حدوث نقلة نوعية في إقامة معارض للكتاب في السودان، مشيرة إلى انضمام المعرض لمنظومة الناشرين العرب، وقالت إن الدول المشاركة بلغ عددها «11» دولة وهناك العديد من دور النشر والمنظمات والهيئات والمراكز الثقافية. وأكدت أن الخرطوم تقرأ وتكتب وتطبع وأن القارئ السوداني متميز يقبل على الكتاب رغم الظروف الاقتصادية واعتبرت أن المعرض وبرنامجه المصاحب في المحاور الإبداعية المختلفة يعمل على مد جسور التواصل وتعميق الانتماء الوطني وتحريك المشهد الثقافي ويمثل سانحة لإجراء المحاورات والمناقشات وإبداء وجهات النظر متمنية أن يلعب الإعلام دوره في الرصد والتسجيل والتعريف بالمعرض. وثمّنت دور اللجنة العليا ووزير الثقافة السابق الأستاذ السموأل خلف الله الذي وضع اللبنات الأولى لهذه الدورة. وتحدث إنابة عن الناشرين المشاركين في المعرض الأستاذ علي أردوغان «تركيا» معتبرًا أن المعرض هو فرصة للتواصل الحضاري بين الأسرة الإسلامية الواحدة مثمناً دور النائب الأول لرئيس الجمهورية ورعايته للمعرض مشيدًا بجهود وزارة الثقافة ومنسوبيها. الجدير بالذكر أن المعرض يستمر حتى الثامن عشر من أكتوبر الجاري إذ تشارك فيه «115» دار نشر خارجية و«30» جهة ودار نشر سودانية إضافة إلى البرامج المصاحبه له ثقافة وفنًا وإبداعاً وبلغ عدد العناوين المشاركة فيه «128,654» عنواناً وأضيف في هذه الدورة «500» عنوان جديد تستوعب كل مجالات العلم والمعرفة كما تشارك «11» دولة في المعرض وهي: «المملكة المتحدة والصين والهند وتركيا وقطر وإيران ومصر والسعودية وسلطنة عمان وسوريا والإمارات» وكان لافتاً الحضور الكبير لطلاب الجامعات والأساتذة والمهتمين والمواطنين الذين توافدوا منذ وقت باكر للمعرض وأيضاً تفاعل ممثلي الدول العربية مع فرقة الآلات الشعبية التي قدّمت عددًا من الأغنيات الوطنية في حفل الافتتاح وتجاوب معها الحضور بالرقص والتصفيق الحار.. وردد الجميع مع الفرقة التي أبدعت وأمتعت «يا هودا السودان....دا السودان».