أتت أحدهم ليلة القدر وأراد أن يقول لها عايز أبقى زي صلاح إدريس فارتبك وقال عاوز أبقى زي إدريس صلاح، فصحا من النوم ووجد كارو وحماراً أمام الباب.. وأتت ليلة القدر لصلاح إدريس وقالت له إيش تبغى وبدل أن يقول لها إيش انت تبغين كما قال المرحوم الملك فهد في أحاجي المغتربين السودانيين يبدو أنه قال اتزوج نضال، وأتت ليلة القدر لنضال وبدلاً من أن ترتبك وتقول إدريس صلاح قالت صلاح إدريس، وكان الزواج الميمون في ليلة قدر، وهي خير من ألف شهر، وللعروسين تحياتي وعاطر أمنياتي. كنا وقتها بالسنة الثانية بالمدرسة الابتدائية، خرجنا إلى فسحة الفطور وكلٌّ منا يمني نفسه بالوجبة الشهية التي قامت الأم بتحضيرها، وكان وقتها يوضع الفطور في العمود، وتفاجأنا ونحن ثلاثون طفلاً بالفصل المدرسي بوجود فطير القمح المملَّح بالروب، لكن ما بدّد حيرتنا ودهشتنا ناظر المدرسة الأستاذ عبد القادر وهو يخبرنا أن ليلة قدر قد جاءت إلى المدرسة بدّلت أكلنا بأكل أهل الجنة، صدَّقنا مقولة الناظر، وذكرت هذه القصة لابنتي لينا وكان عمرها في عمري وقتها، فقالت لي يبدو أنكم كنتم ساذجين لا أحد يؤمن ب «بابا نويل». أخذتني روحانيات ليلة القدر إلى شيخنا الجليل الشيخ الصادق الصائم ديمة فقد قال لي كان هنالك شيخ سنونه تعبانة وكان حيرانه يضعون أمامه اللحم الخالي من العظم، وفي ذات مرة جلس بجوار الشيخ أحد ضيوفه وبدأ يلتقط اللحم من أمام الشيخ بنهم، سأله الشيخ مغتاظًا ها جنا انت ماخد الطريقة علي منو؟ فأجاب الضيف على شيخنا الصابونابي، فقال والله كضاب إت ماخد طريقتك علي الحدية. حضرت إلى الديار من القربة ودعاني الدكتور عصام الدين محمد أحمد إلى تدشين الشركة السودانية للإنتاج الإعلامي، سعدتُ بمقابلة نفر من سادة القرطاس والقلم: مصطفى أبو العزائم، وعمرابي والنحاس محمد أحمد عبد القادر الباشمهندس فائز المستشار الإعلامي لقناة النيل الأزرق، وأخبرني الدكتور عصام أن الشركة قد تم تأسيسها في عام «92»، ونسبة لسفره بدولة الإمارات أعاد تدشينها اليوم وهي في نظره كطائر الفينيق الذي عاش ألف عام وهوى وعاد إلى الحياة مرة أخرى، قلت له إن شاء الله تبقى زي طائر الفينيق بس اعمل حسابك ما تبقى زى طايرة الانتنوف.