لعل التصريحات السابقة التي أطلقتها الغرفة الفرعية لشعبة مستوردى الأدوية والمعدات الطبية والتي جاءت على لسان دكتور صلاح الدين كمبال واكد فيها وجود ازمة دوائية فى سوق الدواء، اضافة لتوقف 60% من الامداد الدوائى للبلاد، بجانب زيادة اسعار الدواء بنسب تراوحت بين 50 100%، لعله هذه التصريحات لم تجد اهتماماً من قبل الجهات المختصة، خاصة بنك السودان المركزى ووزاره المالية لأنهما اساس المشكلة، وذلك لعدم استجابتهم للمطالبات المتكررة من قبل أصحاب الشركات المستوردة للأدوية بتوفير النقد الاجنبى، خاصة بعد أن رفعت الدولة الدعم عن الدواء. حقن الإيبو كشفت مصادر صيدلانية مطلعة عن تفاقم مشكلة الدواء وانعدامه بالصيدليات، مؤكدة ارتفاع أسعاره بنسبة 200%، وأكدت المصادر ارتفاع سعر دواء الذبحة الصدرية من «60» جنيهاً إلى «300» جنيه، إضافة لانعدام حقن «الإيبو» التى تستخدم لغسيل الكلى، مشيرة إلى انعدام بعض أصناف الأدوية جراء إحجام الشركات عن البيع وتخزين الدواء بالمخازن. وقالت المصادر إن ارتفاع الدواء يرجع لرفض الشركات البيع الآجل للصيدليات، وعدم مقدرة الصيدليات على الشراء ب «الكاش». حلول جذرية وقد أعلن المجلس القومي للأدوية والسموم عن وضع تصور لحل مشكلة الشح في النقد الأجنبي الذي انعكس سلباً على توفير الدواء بالبلاد ليتم رفعه لوزارة المالية وبنك السودان مجدداً لتدارك الأزمة، بعد أن قام أصحاب الشركات المستوردة بعدة محاولات الا انها باءت بالفشل، مما جعل مشكلة انعدام الدواء تطفو على السطح مجدداً لتصل نسبة ارتفاع أسعاره إلى 200%، بينما اقرَّ الأمين العام بوجود مشكلة حقيقية في توفير النقد الأجنبي، الأمر الذي أدى إلى حدوث أزمة في وفرة الدواء، واشار لعقد اجتماع للجنة المشتركة التي تضم المجلس والمستوردين واتحاد الصيادلة للتفاكر حول إيجاد حلول عاجلة وجذرية لمشكلة نقص الدواء، كاشفاً عن مساعٍ يقوم بها المجلس للاتصال بالجهات الرسمية بالدولة لتوفير النقد الأجنبي. تذبذب سعر الدولار أكد رئيس جمعية حماية المستهلك نصر الدين شلقامي وجود ارتفاع في أسعار الدواء، وارجعه لتذبذب سعر صرف الدولار، وأضاف أن المجلس القومي للصيدلة والسموم اتفق مع بنك السودان المركزى على تمويل شركات الأدوية المستوردة والمصنعة بسعر خاص وليس بسعر السوق الموازي، ولكن من الواضح ان المركزى لم يلتزم بذلك الاتفاق الذى نتج عنه ارتفاع فى اسعار الدواء، ومضى قائلاً: «نحن بصفتنا جمعية لحماية المستهلك طالبنا البنك المركزى بتثبيت سعر صرف للدولار للدواء ومدخلات انتاج الادوية، وكذلك لا بد ان يكون هناك سعر محدد يختلف عن سعر الصرف العادى، وحالياً شركات الادوية تقوم بشراء الدولار من السوق الموازى حيث بلغ سعره 6 جنيهات». وأضاف أن هذا الارتفاع من المؤكد سوف ينعكس على المواطن والمريض، وطالب شلقامي الدولة بوضع تسعيرة للدواء كالبنزين وغيرهو وقال إن ذلك لن يتحقق إلا بتثبيت سعر للدولار. فيما نفى رئيس اتحاد الصيادلة د. صلاح سوار الذهب وجود ارتفاع في أسعار الدواء، وقال إن ارتفاع أسعار الدواء مرتبط بارتفاع سعر صرف الدولار، واذا شهد سعر الدولار ارتفاع فتلقائياً سوف ترتفع أسعار الأدوية.