لجان مقاومةالفاشر : الان قصف مدفعي عنيف ومكثف على الأحياء السكنية المختلفة ومراكز الإيواء    انا والسياسة الاقتصادية والكورنة    السيسي: إثيوبيا تهدد مصالح دولتي المصب بتصرفات متهورة على النيل    وزير الإعلام السوداني يصدر توضيحًا مهمًا    السعودية تدين وتستنكر الهجوم الآثم الذي تعرض له مأوى للنازحين في الفاشر    أم تكتشف مفاجأة صادمة في حديثه مع "روبوت"    مجلس نادي عووضة مدني يجتمع ويكمل كافة التحضيرات لانطلاق صافرة الاعداد    تقارير: قانون المعلوماتية يطرح عقوبات مشدّدة    السفارة القطرية: وفاة 3 دبلوماسيين في شرم الشيخ بمصر    حمّور زيادة يكتب: بعض العدالة لدارفور    عبد المهيمن مَوالِيد (المنطِقَة الفنيّة)    الهلال يستعد للبوليس الكيني بتجربة ثانيه امام سيمبا التنزاني    وزير المعادن يترأس اجتماع مناقشة الخطة الاستراتيجية لتأمين المعادن ومكافحة التهريب    شاهد بالفيديو.. محلل مصري يتغزل في أسطورة الكرة السودانية "العجب": (لو عاوز كرامك تتهان حاول تدخل عشان تأخذ الكرة منه وبرقص أي حد.. حببني في الكرة السودانية ونفسي أعرف هل هو بالفعل أسمه العجب أم هذا لقب)    شاهد بالصورة والفيديو.. في ليلة زفافهما.. عريس سوداني يعترف قصة حبي بزوجتي بدأت من 25 سنة وأنا حضرت ولادتها وأكلت سمايتها    هكذا جرت أكاذيب رئيس الوزراء!    حريق في الكيبل المغذي للولاية الشمالية يتسبب بانقطاع التيار الكهربائي    شاهد بالصورة.. مصممة أزياء سودانية تفاجئ الجميع وتظهر بثوب مرصع بعدد 90 فص من الألماس قيمته 500 ألف دولار ما يعادل أكثر من مليار ونصف جنيه سوداني و 23 مليون جنيه مصري    شاهد.. فيديو نادر يوثق لمشاركة المطرب الراحل نادر خضر في حفل زواج زميله الفنان جمال فرفور الذي أقيم بحي الصبابي    احبط تهريب أخطر شحنة مخدرات    لجان مقاومة الفاشر : المليشا تستخدم غازات أو مواد كيميائية محرّمة دوليا " من أراد الخروج فليخرج ومن أراد البقاء فليبقي "    مَا حَقّقته أقدامُنا أضعنَاه بأيدينا    وزير الشباب والرياضة يقدم التهنئة لاختيار جعفر وعطا المنان في لجان فيفا    رياض محرز: مونديال 2026 سيكون الأخير لي.. ولست رونالدو    قناة عزام تعلن بث لقاء الهلال والبوليس الكيني الافريقية    هل انتهت الحرب؟    أرايت كيف يستخف ترامب بذاكرة الشعوب الحية وهو يرشح نفسه لجائزة نوبل للسلام ؟!    «وحشني جدًا».. كواليس مكالمة أبوتريكة ل حسن شحاتة في المستشفى    منة شلبي: «حاجة كبيرة جدا وأنا لسه صغيرة عليه»    جريمة اغتصاب "طفلة" تهز "الأبيض"    تنبيه هام من "القطرية" للمسافرين إلى دول الاتحاد الأوروبي    ليس ترامب .. إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025    مدير جامعة كردفان يتفقد سير العمل بمعهد بحوث الصمغ العربي ودراسات التصحر    محمود سلطان يكتب: لماذا وافق نتنياهو على وقف الحرب مرغما؟    مفاجأة محتملة في آسيا    ويسألونك عَن فَرفور    فصل "فرفور" من "المهن الموسيقية" يثير جدلاً في الأوساط السودانية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    الفترة الانتقالية شهدت احد اسوأ حقب الادارة الاقتصادية    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    الدولار يبتلع الجنيه السوداني.. أزمة اقتصادية بلا كوابح    صحفي سوداني يثير غضب جمهور "فرفور": (أؤيد وبشدة قرار اتحاد المهن الموسيقية الصادر بحقه بعد تصريحاته غير المحترمة عن الوسط الفني بشكل عام)    الصحفية فاطمة الصادق تهاجم إتحاد المهن الموسيقية بعد قرار فصل الفنان "فرفور": (ده التربص والحفر ذاتو بيان بالعمل..دايرين ليكم سبب والله مع الولد وعموما فرفور عابر وفنان كبير وما محتاج عضويتكم ذاتو)    غرامات جنونية.. شركة الكهرباء في السودان تفاجئ المواطنين    اجتماع في السودان يبحث تطوّرات سعر الصرف    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    وزير الصحة يشارك في تدشين الإطار الإقليمي للقضاء على التهاب السحايا بحلول عام 2030    حادث مرورى لوفد الشباب والرياضة    انهيار الجسر الطائر بجامعة الخرطوم إثر اصطدام شاحنة    عملية أمنية محكمة في السودان تسفر عن ضبطية خطيرة    السودان..محكمة تفصل في البلاغ"2926″    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    الاقصاء: آفة العقل السياسي السوداني    ضبط شخص بالإسكندرية ينصب على المواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حنة الخريج والمأذون
نشر في الانتباهة يوم 12 - 10 - 2012

كتبنا من قبل عن فطور الخريج، فظهرت لنا حنة الخريج، ونخاف أن نكتب عنها خشية أن يظهر لنا مأذون الخريج!!
ومن تخريج الجامعات سنبحر مع تخريج رياض الأطفال، وبما أن صاحب الاستفهامات كان من أهل التدريس وأظنه قد تخرّج في الجامعة ولبس الروب ثم رجع إلى أهله وشرب كورة الروب، ومن كثرة استفهاماته أخاله اليوم ينادي بعلو الصوت الروووب!
وبسم الله نبدأ:
يومان لن أنساهما ما دمت حياً، حيث تذوقت فيهما طعم الفرح بالقوة خلال فترة حياة زوجتي الطويلة(المقصود حياة الزوجة وأظن الراوي يعشق زوجته حد الجنون) حتى أنني أطلقت عليهما اسم فرح الأحزان، تيمناً بمشروع ديواني الأول والأخير من الشعر.
اليوم الأول كان يوم تخريج بُنيتي من الجامعة وبدأت المراسم في إحدى الصالات، ولو كانت لي سلطة لأسلطَّن عليها زوجتي وصويحباتها ليصلن بها إلى أصل الإنسان ويجعلنها صلصالاً بعد أن تقع فوق رؤوسهن ويصبحن صلصة لا تصلح للاستخدام، الكل فرح داخل الصالة، الكل يتمايل مع الأنغام التي لاتطرب حتى الأنعام، الأساتذة والدكاترة تركوا وقار العلم والعلماء هنيهة وحتى حين، فتساقطت العمم وحصلت البشتنة وزوجتي حبيبة قلبي تلكزني بيدها وتقول صفق مع الناس دور البنت قرّب، وأنا أصفق مرة وأتحسس موضع اللكزة في أخرى والتي خيرٌ من ألمها أن تصيبك الزائدة أقلها ستخضع لعملية جراحية يزول بعدها الألم، ثم أجد نفسي أضحك لكن بطريقتي فأنا أضحك مما يحدث ومما أرى وأضحك على جهلي بالناس وعدم معرفتي لبُنيتي ورفيقاتها! تغيرت الأشكال وتبدلت الأحوال، ولولا لكزة أمها الرقيقة لما عرفتها وقولها قوم يا راجل الشهادة.. فقلت فزعاً وبسرعة : أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله واستغفرت وتلفت ولم أر ملك الموت، فضحكت أخرى عندما عرفت أن حبيبتي لا تعني الشهادة عند الموت ولكني أصدقكم القول اللكزة كانت حااارة!
استلمنا الشهادة وتأبطتها وضحكت ثالثة حين وصلت البيت لأني سأعلقها في الجدار ومتأكد من أن أصبعي سيكون في مرمى نيران الشاكوش بدل المسمار!
وخلدت إلى النوم بعد عناء يوم طويل حتى أيقظتني قرة عيني بحنيتها المعهودة وسحبت بل جرَّت البطانية مني ومسحت وجهي بلطف بكل ما في ذلك الجردل من ماء وليتها وقفت عند ذلك! همست في أذني بصوتها الحنون: قوم ياراجل الليلة تخريج حمودي.. فقلت سبحان الله أنا نمت كم سنة؟ وإنتو كنتو عايشين كيف؟ فجاءني الرد سريعاً دفرة تدوِّر بص الوالي، ولم يشفع تعبي وكبر سني مع ذلك السراميك الذي اشتريته من حر مالي وأعتقته من حيث كان معتقلاً في الدكان والكراتين لم يشفع له كل ذلك ليكون رفيقاً بي عند سقوطي عليه.
وسمعت صوت حمودي الصغير ممزوجاً بضحكة هستيرية: قوم يا بابا الليلة تخريجي من الروضة.
قمت مودعاً السراميك على أمل اللقاء به قريباً طالما أن أم حمودي لم تتخرج من هذه الدنيا بعد.
فقالت: بتطنطن تقول شنو؟ حمودي ليهو شهرين بدربو فيهو للتخريج ودفعنا دم قلبنا للحظة دي وداير تنوم، قوم جهز نفسك عشان نلحق الزفة وأعمل حسابك بكرة جاراتي جايات يباركن لي وبفطرن معاي. وهذا هو اليوم الثاني، فذهبنا خلف الزفة والموسيقى تجلجل أجراسها بعد أن تداخلت مع أبواق العربات تيت .. تيت لتصنع سيمفونية رائعة لأمثالنا، فقد تجعل منك أصماً سميتها مقطوعة الجيب المقطوع وحليل زمن الممنوع، انطلقت المراسم وزحام الأهل وهم يتبادلون توزيع المخبوزات المزخرفة والمزركشة بينهم في سباق محموم لإثبات التفوق في المظاهر الخداعة التي انشغلنا بها لا يدعك ترى الخريج الصغير الذي أُنهِك وأنهَك، ومن بين المدرسات المتراصات لاحت لي الفرصة ورأيت حمودي يمثل شخصية عثمان دقنة فضحكت رابعة لا للموقف، ولكن لأني نظرت إلى أصبعي لأطمئنه بأن الشاكوش لن يصله هذه المرة فالشهادة صغيرة لكن تمنها كبيير، هذا إن نجا أبوه من هذا الواقع الجديد المرير والخطير وارحم مجتمعنا يارحيم ياقدير!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.