جزم خطيب مسجد الخرطوم الكبير بأن من يريدون تطوير الاقتصاد عبر هدم الأخلاق واهمون وسُذَّج، منتقدًا في ذات الوقت مظاهر العري والخلاعة التي انتشرت في الأسواق بعد الاتفاقيات الموقَّعة مؤخرًا مع دولة الجنوب، وقال الشيخ كمال رزق في خطبة الجمعة أمس إن الذين يقولون إن تقدُّم وازدهار الاقتصاد بهدم الأخلاق سُذَّج، وأضاف أن من قالوا بأن اتفاقيات أديس أبابا سوف تُنزل رحمة الله هم مساكين ولا يعرفون عن الله شيئًا، وأضاف أن الأخلاق هي الجسر والمَعْبَر المؤدي إلى التقدم والازدهار، وانتقد رزق الاتفاقية التي وُقِّعت في أديس، وقال إن الخرطوم «سوف تفتح» وانظروا إلى حالها كيف سيكون، وزاد قائلاً: انتظروا شهرًا وشهرين وثلاثة وسوف ترَون ما يشيب له الولدان، وأضاف قائلاً: «إن اللائي يلبسنَ اللبس الخليع والفاضح والعاري يعرفنَ جيدًا ماذا يفعلنَ مؤكدًا نيتهنَّ جعلها موضة وسوف تكون النتيجة الانحراف ودمار الأخلاق والفسوق والفجور ثم الإيدز وأخيرًا خيبة الرجاء، مضيفًا أنه لا توجد ضوابط أصلاً، لافتًا إلى أن القوم يبحثون عن تقدُّم الاقتصاد بأي ثمن حتى لو كان ذهاب الأخلاق، وقال الشيخ كمال رزق إن اللهث وراء الاتفاقيات لن يحسن الاقتصاد، وقال حرفيًا: «والله لو بلغ سعر البرميل مليون دولار فلن يتحسَّن الاقتصاد مادامت المعركة قائمة بين العبد وربه»،وقال رزق إن هناك من يصف العلماء وأئمة وخطباء المساجد بأنهم بُلهاء وسُذَّج يُملأون ويُلقَّنون ما يقولونه في الخطب، وقال: «إن هؤلاء نقول لهم تبت يداكم، نحن لسنا كذلك، بل نحن نمثل المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإذا خُنَّاه فلن تجدونا على هذا المنبر، ونحن لسنا رعاعًا أو تبعًا ولسنا أبواقًا للدولة بل نحن أمة تستمد قوتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعلم كذلك أن هناك حقًا يجب أن يُتبع ويجب الدفاع عنه، والقول به، وإذا سكتنا عنه فقد خُنَّا الله ورسوله، وأضاف: نحن لسنا أغبياء ولا سذجًا، بل نحن نعرف كما يعرف الناس ولا ندَّعي علمًا أو غير ذلك، لكن الشيء المعقول نعرفه، وقال رزق إن الدولة إن أرادت فعلاً إصلاح الاقتصاد وحل جميع مشكلاتها فعليها بكتاب الله فهو مشتملٌ على ذلك كله، وإن لم تفعل ولم تطبِّق شريعة الله فستذهب.