كان أديب مصر عباس محمود العقاد يصف شعر نزار قباني ب (أدب الفراش). كانت الصحافة المصرية عند زيارة نزار قباني مصر تسمِّيه (شاعر أيظن)، في إشارة إلى أنه في طبقات الشعراء من طبقة شاعر القصيدة الواحدة، إذ أن لديه في نظرها قصيدة واحدة، هي قصيدة (ما أحلى الرجوع إليه). تلك التي تغنيها (نجاة الصغيرة). وهي أغنية رائعة في عودة الأحبَّة بعد الخصام إلى الوئام والمودة... أيظنُّ أنِّي لعبةٌ بيديهِ أنا لا أفكِّرُ بالرجوعِ إليهِ اليوم عاد كان شيئاً لم يكن وبراءة الاطفال في عينيهِ لِيقولَ لي إني رفيقة دربه وبأنَّني الحبُّ الوحيد لديهِ حمل الزهورَ إلىَّ كيف أردُّهُ وصباي مرسومٌ على شفتيهِ ما عدت أذكرُ والحرائقُ في دمي كيف التجأتُ بها إلى زنديهِ خبَّأتُ رأسي عنده فكأنَّني طفلٌ أعادوه إلى أبويهِ حتى فساتيني التي فَصَّلْتُها فَرِحَت بهِ... رقصت على قدميهِ سامحتُهُ وسألت عن أخبارهِ وبكيتُ ساعاتٍ على كَتِفَيهِ وبدون أن أدرى تركتُ له يدي لتنامَ كالعصفورِ بين يديهِ ونسيتُ حقدي كلَّه في لحظةٍ مَن قال إني قد حقدتُ عليهِ كم قلتُ إنِّي غيرُ عائدةٍ له ورجعتُ ما أحلى الرجوع إليهٍ إستغرب نزار قباني ذلك الإستقبال البارد الذي أبدته الصحافة المصرية، بتسميته (شاعر ايظن)، أي شاعر القصيدة الواحدة، ذلك بينما كان نزار بشاعريته الخصبة حينها قد أصدر أربعة دواوين شعر، عرفتها المكتبات العربية والقلوب العربية والوسائد العربية. لكن نزار الذي أحبَّ مصر وشعب مصر ووجدان مصر، لم يعنيه طعن ولمز صحافتها الفنية، فتدفق سلسالاً في المشاعر، ليغني العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ من قصائد نزار قباني (رسالة من تحت الماء)... الماس الأزرق في عينيك... يناديني نحو الأعمق... وأنا ما عندي تجربةٌ.. في الحبِّ ولا عندي زَوْرَق... إني أتنفَّس تحت الماء... إنِّي أغرق... أغرق... أغرق... ثمَّ غنَّى له العندليب (قارئة الفنجان)... جَلَسَت والخوفُ بعينيها... تتأمَّل فنجاني المقلوب... قالت يا ولدي لا تحزن... الحبُّ عليك هو المكتوب. ومن بعد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، غنَّى لنزار كاظم الساهر وماجدة الرومي. وقبل أولئك غنَّى الفنان حمد الريح من قصائد نزار قباني (صغيرتي). كتبت الصحافة المصرية، في استقبال بارد للشاعر نزار قباني... وصل إلى القاهرة (شاعر أيظنُّ). لكن عندما زار نزار قباني السودان... كيف كان الإستقبال؟ --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.