سعادة الوزير استفدنا خبرة وتجارب فى دول المهجر واستفدنا ان علمنا ابناءنا تعليمًا راضين عنه كل الرضاء ولم يكلفنا من النواحى المادية، فقد كان معظمنا ما عدا القليل قد استفاد من مجانية التعليم فى تلك الدول وما زلنا، وهذه الفائدة العظيمة التى جنيناها من الاغتراب والبعد عن الوطن وتضحياتنا التى عوضناها وجنيناها من استثمارنا لتعليم ابنائنا.. يا سعادة الوزير تلك الدول شجعتنا وقدمت الحوافز والهدايا لأبنائنا وما زالت من الأساس وحتى الثانويات العُليا.. ولكن بكل اسف نأتي للوطن وقد اكمل ابناؤنا المراحل الدراسية المدرسية ووجب دخولهم الجامعات ونفاجأ بالنظام العقيم لما يسمى قبول «الشهادة العربية» وحتى الآن لا نعرف من يسن مثل هذه القوانين المحطمة لأبنائنا والذين ينسبون للسودان الوطن العظيم، فهم يجلسون لثلاثة اختبارات «الشهادة، القدرات والتحصيل» وتؤخذ نسبة من كل اختبار وبعد ذلك تخصم درجات «تعسفية» في السودان ولا احد يعرف ما هي القياسات التي تحكم او تحدد هذه الدرجات. سعادة الوزير.. كما اسلفت ضحينا بالكثير ولكن نحمد الله اننا كسبنا استثمارًا وهو تعليم ابنائنا لأن الكثير من ابناء السودان وخاصة فى حقبة التسعينيات قد اختصروا تعليم ابنائهم على المتوسطة على اكبر قدر. السيد الوزير من اعطى الحق لاى شخص كان ان يحرم ابناءنا من دخول اى جامعة فى السودان وبالتخصص الذى يرغب فيه وقد نال من الدرجات 99.9% فكم يريد وزير التربية و التعليم من هذا النابغة النجيب ان ياتى من درجات؟ سعادة الوزير هذا ما لا يجب السكوت عليه ولا يعفيكم من توضيح الاجابة ومسؤولية الكرسى الذى تجلسون عليه ولا يعقل ان يدرس طالب علوم الطب وهو قد حاز على «75%» لأن والده مستطيع ماديًا ويحرم الدراسة منها طالبًا نابغة محرزًا «99.9%» من الدرجات. لهذا السبب سعادة الوزير تدنى مستوى الاطباء وتدنت الخدمات الطبية فى السودان.. لأن الطالب الذكى ووالده لا يستطيع دفع المبالغ الكبيرة للجامعات الكثيرة والتى تفرخ فى كل يوم اعدادًا من الاطباء و غير المكتملي البنية وزادت بذلك الأخطاء الطبية وغيرها والتى يتحدث عنها المجتمع وتتحدث عنها وسائل الإعلام في هذه الأيام. سعادة الوزير اننى اجزم ان الدراسة فى دول المهجر ومهما كانت هى احسن حالاً من الدراسة فى السودان «فى الوقت الحالى» والكل يعرف السلم التعليمى المعوج والذى تجتمعون وتنفضون لتغييره ولا نرى تغييرًا الى الدكتور كرار التهامي.. اين انتم من قضايا التعليم لابناء المغتربين فانا قضيت حوالى خمس سنوات ماذا فعلتم لنا؟ لماذا تسكتون على هذا الظلم؟ نحن قدمنا ما قدمنا من ضرائب وجبايات ودفوعات فى اوقات السلم والحرب وقد كان للمغتربين الضلع الكبير في رفع المستوى المعيشى لاهلهم فى السودان وكان لهم نسبة مقدرة فى اعتماد الميزانيات فى خزينة السودان فى وقت من الاوقات والآن فاق عدد المغتربين 4 ملايين و اتمنى ان يكون هناك التعداد المرصود والمدروس من قبل جهاز المغتربين حتى يستفاد من ذلك فى عمل الخطط المستقبلية لرفع معاناة المغترب وتقديم ما يفيده فعليًا والا يكثر من المؤتمرات باسم المغترب والتي لا تمت له بصلة والدليل هو ما يعانيه من تعليم عالٍ لأبنائه وفى وطنه وما يعانيه من مشكلات اخرى كثيرة نعود اليها باذن الله فى وقت آخر.. ضحينا بالكثير لأكثر من 30 عامًا ودفعنا اكثر من ذلك ضرائب للوطن وحفرنا ترعة الرهد ودفعنا لحفر قناة جونقلى ودفعنا ضريبة الدفاع عن الوطن ومازلنا ندفع الزكاة وندفع الكثير من الصدقات والإعانات لأهلنا ضحينا كثيرًا فى المهجر فهل يعقل أن يسمح لى بارسال اثاث بيتى ولمدة مرة واحدة وطيلة فترة غربة تتعدى الثلاثين سنة كم بقى لى من العمر والى متى انتظر حتى تسمح لى الدولة باحضار سيارتى القديمة لاستعملها فى السودان وهنا فى المهجر انا اعلم ابنائي مجانًا واتعالج مجانًا ومدعوم من دولة المهجر «ربنا يعزها» بنفس دعم المواطن. واخيرًا سادتى لا بد من ايجاد طريقة عادلة لتعليم ابنائنا وسط اخوانهم داخل السودان كفاية اجحافًا فى حق المغترب المغلوب على امره.