يتميز السودانيون دائمًا بطيب الأخلاق والعشرة السمحة الجميلة المتميزة باحترام الآخر، وهذا ما أكده لي المهندس أحمد وهبي المصري السوداني الجنسية من أبناء أسوان الذي ارتبط بوادي حلفا منذ صغره وتعلّق قلبه بالعادات والتقاليد السودانية لدرجة أنك من الوهلة الأولى يتراءى لذهنك أنه سوداني (001%)؛ ولكني اندهشت عندما عرفت أنه مصري الجنسية، درس دبلوم صناعة قسم كهرباء سنة (1972م) ويعمل الآن مشرفًا فنيًا بمكتب صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبد العزيز آل سعود الخاص بجدة.. هاجر إلى المملكة العربية السعودية في عام (1980م) وكانت الدوافع وراء هجرته ظروف الحياة الصعبة في مصر خاصة بعد الحروب التي خاضتها مع اليهود وبجانب ظروفه الخاصة حيث إنه كان أكبر إخوته والمسؤول عنهم بعد وفاة والده رحمة الله عليه وحكى لنا أن الغربة أكسبته معرفة الناس من عدة جنسيات ولكن الشيء الأكبر هو تقاربي مع أهلي النوبيين وكذلك الحمد لله قربنا من مكةالمكرمة وأيضًا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبكل أسف خصمت مني الكثير من سني عمري قضيتها بعيدًا عن الأهل والأحباء عن بلدي النوبة وعن قريتي بلانة بجانب الاستقرار العائلي، لكن لا بد من التضحية لتستمر الحياة، ومن أصعب المواقف التي مرت بي في الغربة عندما سمعت خبر وفاة والدتي بعد قدومي للسعودية بأسبوعين وكنت متعلقًا بها رحمها الله رحمة واسعة، وقال إن النوبيين المغتربين السودانيين والمصريين عاداتهم واحدة في أفراحهم وحياتهم الاجتماعية وحتى زواج ابني الذي كان خلال الأيام الماضية كان زواجًا نوبيًا سودانيًا وشهده حضور كبير من السودانيين الذين أعتبرهم إخواني، ويتميز السودانيون في المملكة العربية السعودية بالترابط الاجتماعي، وتوجد هنا جمعيات باسم كل قرية وبلدة، وكذلك توجد عدة روابط تجمع هذه الجمعيات ويتم التواصل فيها عبر الزيارات والمشاركة في الأفراح والأحزان وزيارة المرضى والعمل على مساعدة المحتاج والبعض الآخر في إيجاد فرص العمل للشباب والتواصل مع البلد الأم والعمل على حل بعض المشكلات هناك علمًا أن هذا الترابط لن تجده في أي جنسية أخرى.. وعلاقتنا كمصريين بالسودانيين في السعودية كلها ود ومحبة خاصة بيننا نحن النوبيين حيث نشارك البعض في جميع المناسبات ونتبادل الزيارات كأُسر وشباب وعندي أصدقاء من المحس وحلفا وكل مناطق السودان ودنقلا وسكوت والذين أعتبرهم أهلي.. فليدم التواصل..