صباح عبد السلام أحمد نواري من بنات حلفا قرية مربدات، تلقت مراحلها التعليمية في القرية بالولاية الشمالية ثم المرحلة الثانوية بمدرسة محمد علي عباس بوادي حلفا ثم التحقت بجامعة النيلين كلية التجارة قسم الاقتصاد ورئيسة أمانة المرأة والطفل في الرابطة النوبية التقتها «نافذة مهاجر» في هذه السانحة للتعرف على تجربتها في الغربة فماذا قالت: ٭٭ متى بدأت الغربة وما الدوافع والأسباب التي دعتك للهجرة؟ بدايتي للاغتراب منذ عام (1993م) وكانت الأسباب تكمن في إقامة أسرتي بالخارج وكنت معهم، وعندما تزوجت واصلت مسيرة الاغتراب كمرافقة لزوجي بعد ذلك.. ٭٭ ماذا أضافت لكي الغربة؟ من أهم الأشياء التي أضافتها لي الغربة أنها علمتني تحمل المسؤولية والصبر والتعرف على بعض الثقافات الأخرى من الشعوب المختلفة.. ٭٭ ماذا خصمت منك؟ كما أضافت فهي أيضًا خصمت مني الكثير؛ فعندما احصي سنوات عمري التي قضيتها بعيدة عن وطني وأهلي أجد أنه أكبر خصم جنته عليّ الغربة.. ٭٭ موقف مرّ بك في الغربة وتوقفتي عنده كثيرًا؟ عندما توفي شقيقي وأنا بالغربة ولم ألتقِ به منذ أكثر من «4» سنوات، كان من أشد المواقف صعوبة، مما جعلني اتوقف وأعيد تقييم تجربة وأسباب اغترابي.. ٭٭ متى تشعرين بالغربة؟ بل قولي لي متى لا أشعر بالغربة.. لأني طالما بعيدة عن وطني وأهلي أكيد سأشعر بها في كل دقيقة وكل ثانية وطالما تتأجج الأشواق بدواخلي ويعاودني الحنين للوطن أشعر بالغربة إلى أن أعود لبلدي وأهلي. ٭٭ ماذا تعني لك الغربة؟ أصفها بقول المبرّد: جسمي معي غير أن الروح عندكم فالجسم في غربة والروح في وطن فليعجب الناس مني أن لي بدنا لا روح فيه ولي روح بلا بدن ٭٭ كيف تُقيِّمي وضع المرأة في الخارج؟ المرأة بالخارج سفيرة لبلدها، ونحن السودانيات نحظى باحترام وافر لتمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا التي تميزنا عن بقية الشعوب.. وحقيقة المرأة السودانية مثقفه جداً وتوجد سيدات طبيبات ومعلمات اثبتن وجودهن في هذا المجال ويشهد لهن الجميع بالإخلاص والتفاني.. ٭٭ حدثينا عن النشاطات التي تقوم بها أمانة المرأة والطفل في رابطة النوبة؟ أمانة المرأة والطفل تهتم في المقام الأول بربط الطفل بالوطن بغرس الثقافة الوطنية وتشجيع وتوعية الأم بدورها المهم في ذلك.. إننا نهتم باقامة الندوات والمسابقات والليالي الثقافية والدينية إضافة لتحفيز المتفوقين من الطلبة بالتكريم والتواصل بين الأسر لغرس الثقافة السودانية في نفوس أبنائهم.. ٭٭ ما هي قراءتك للوضع السياسي الراهن بالبلاد؟ الوضع السياسي يمر بعدة متغيرات وذلك نتيجه لانقسام الدولة مما أفرز وعكة اقتصاديه أتمنى الشفاء منها بأقرب وقت حتى ننعم بوطن آمن ومعافى.. ٭٭ كيف تنظرين لاستثمارات المغتربين بالداخل وما هي المعوقات والحلول؟ كل مغترب يتمنى أن يرجع لبلده ويستقر بها ويستثمر شقاء عمره وحصيلة اغترابه في أي مشروع يرى أنه يمكن أن يعيش منه هو وأسرته ولكن هناك بعض المعوقات التي تعوق الاستثمار منها عدم تسهيل الإجراءات والتعقيدات الإدارية الكثيرة والحلول في نظري أن تقوم الدولة بتسهيل كل الإجراءات وتزيل لهم العقد الإدارية وتشجعهم بتخفيف الضرائب والرسوم.. ٭٭ ما هي الخدمات التي قدمها لكم جهاز المغتربين؟ يوجد تقصير من جهاز المغتربين تجاه تنفيذ واجباته نحو المغترب لافتقاده لمزيد من التسهيلات لمساعدته.. ٭٭ إذن ما هي المعوقات التي تواجهكم فيه؟ المعوقات كثيرة لكن أهمها بعدهم عن المغترب وعدم تفقدهم لأحواله في بلاد المهجر. ٭٭ رسالة توجهيها للمغتربين؟ رسالتي لكل المغتربين أقول لهم كم ضاع من عمرنا وكم نتألم باغترابنا من أجل العيشة الطيبة فليكن اغترابنا رسالة وتضحية يؤديها كل منا من أجل أسرته لكي ينعموا بالراحة والحياة الكريمة وأقول إن المغترب كالشمعة يحترق لكي يضئ لأهله.. والتحية لكل المغتربين وأسأل الله أن يردنا جميعًا إلى بلادنا وأهلنا سالمين غانمين.. ٭٭ هل قررتي ترك الغربة والعودة للوطن؟ القرار ليس قرارًا فرديًا بل هو قرار أسري، لأن اغترابي مرتبط باغتراب زوجي ولكن نتمنى أن يرد الله غربتنا غانمين آمنين سالمين إلى وطننا ومن منا لا يتمنى العودة للوطن والأهل.