.. والسودان يجلس إلى مائدة المفاوضات وعيونه الداخلية تنظر إلى : أربعين مليار دولار.. هي الديون على السودان.. تعفى!! .. وعشرة مليارات للسودان على الجنوب يحصل منها على ثلث يدفعه الجنوب وثلث يدفعه العالم. ورفع الحصار العالمي عن السودان وبند في الاتفاقية يجعلها ملغاة بعد عامين إن لم يحدث هذا. والنقاط الأربع هذه تعني أن العالم هناك.. وإن السودان يحدثه هو.. وليس الجنوب. (2) والجنوب (سلفا من هنا وباقان من هناك) وكل منهما يجلس إلى المائدة وعيونه السرية تنظر إلى أنه : يصبح بطل الجنوب حين يعيد النفط (وكل منهما يستعد لاستخدام هذا ضد الآخر). .. ويصبح بطلاً = وهو بعد الحصول على الانفصال = يتخلّص من تبعات الانفصال بإعادة ملايين الجنوبيين إلى الشمال عبر فقرة (الحريات الأربع).. وعامان كانا في ذهن السودان وهو ينظر إلى الاتفاقية وأهمية تنفيذها.. وعامان كانا في ذهن الحركة لسبب آخر.. يتعلق بالاتفاقية وأهمية (عدم) تنفيذها. فالجنوب يتعاقد مع اليابان لتشييد أنبوب للنفط يكتمل في عامين. .. والأمر يصبح له معنى حين يكون تسديد مليارات السودان = يدفعها الجنوب = تدفع على امتداد ثلاث سنوات ونصف.. .. وسلفا كير الذي يجد أنه يستعد للتوقف عن الدفع من هناك حين يمتد الأنبوب ويجد أن سقوط الاتفاقية يعني طرد الجنوبيين من الشمال إن سقطت الاتفاقية.. يجعل بنداً في الاتفاقية يلزم السودان بعدم طردهم.. مهما حدث. .. ولا تناقض بين سقوط الاتفاقية وبين بقاء بنودها سارية.. فاتفاقية نيفاشا أبرز ما فيها الآن هو جملة (القضايا المعلقة).. والتي هي بقاء كامل لنيفاشا بعد سقوط نيفاشا.. (3) وعلى مائدة المحادثات يجلس أمبيكي وعيونه الداخلية تنظر إلى أن : النزاع بكامله كان مبعثه هو ما يسمى الحدود والمناطق المختلف عليها.. وأمبيكي ينظر إلى المشروع كله (المشروع الجنوبي الأمريكي حول طغيان الجنوب على الشمال) وينظر إلى حقيقة أن الجنوب.. ومنذ نصف قرن يستخدم لمهمة ناجحة جداً.. مهمة إبقاء رأس السودان داخل جوال الجنوب.. بحيث يعيش عمره كله وهو يتخبّط هناك.. بينما دول استقلت عام 6591م مثل كوريا والباكستان أصبحت تقود العالم اقتصادياً.. والاتفاقية تكشف المشهد بكامله.. مشهد السودان وهو يتخبّط مدافعاً داخل الجوال. وبنود الاتفاقية الرئيسية هي: الجنوب يدعي مناطق حدودية.. والسودان يدافع.. والجنوب يدعي أبيي وخمس مناطق أخرى.. والسودان يدافع والجنوب يسعى لسكب مواطنيه في السودان.. والسودان يدافع و..و.. ولا بند واحد في الاتفاقية يشير إلى أن السودان يهاجم .. والسودان يبقى داخل الجوال الجنوبي بحرص مرسوم .. والخطة دقيقة.. فالمدافع لا خيار له.. ولا هو يستطيع الهروب من الأمر. .. والوساطة العالمية تتحول من وسيط إلى (وكيل أعمال) للجنوب ولجهات خلف الجنوب. (4) .. والجهات هذه كانت تجلس إلى مائدة المفاوضات وعيونها الداخلية تجد أن حرب العصابات من الأطراف تعجز عن هدم السودان.. وأنه لابد من الانتقال إلى حرب المناطق. وقطاع الشمال يحوِّل جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى دول تطالب بالاستقلال وتعلن الحرب (عقار العام الماضي يعلن الحرب.. وأن (جيشه) يدخل الخرطوم في ساعات.. وأن البشير رئيس وهو رئيس).. .. وقطاع الشمال الذي تجعل الاتفاقية طرده من الجنوب بنداً رئيسياً .. تتبناه هيلدا جونسون ضمن المخطط المرسوم.. وتعلن الأسبوع الماضي عودة لمجلس الأمن إن لم يجلس السودان للحديث معه. و.. و.. (5) الاتفاقية إذن هي : حرب مفروضة على السودان لا يستطيع الهروب منها.. ليبقى جاثماً على ركبتيه.. ..والجنوب.. ما دام لا يخسر شيئاً وهو المهاجم.. فلماذا يتوقف؟ .. ومجلس الأمن الذي يصدر قراراً آخر بعد أسبوعين ينقل القرار (6402) مرحلة أخرى معروفة .. و .. لا إدريس عبد القادر ولا البشير هو الذي يتفاوض إذن ولا المعركة بين السودان والجنوب المعركة مع العالم.. والمفاوض هو (الدفاع الشعبي) والوطن كله.. لكن بعد التخلُّص من وزير المالية ومدير الطيران والسودان لا حياة له ما لم يعترف بهذا وينطلق من هناك .. ونقارب الحديث عن ندوة الأكاديمية نهار الإثنين وأبطالها الثلاثة.. وصفحات الاتفاقية تغرقنا بعيداً عن شواطئها. بريد: أستاذ، عبد الماجد عبد الحميد رحم الله يابا.. وقف على طرف الطريق باكياً.. ولن يستغرب أحد وقف على طرف الطريق ضاحكاً.. والعيون سوف تتهمك بالجنون الحزن في الأرض بعض من حقيقتنا .. الحمد للّه ورحم الله والدكم وكل والد وأمنا وكل أم.. والحنظل مازال في حلوقنا. --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.