أكثر ما يدهش المار بمناطق الزحام وتقاطعات الشوارع المؤدية لمواقف المواصلات، حالة الزحام حول باعة العطور، وهي في واقعها عطور تُصنف من الدرجة الرابعة أو من الممكن القول ألا تنصنيف لها. ومرد الزحام ليس من جانب الذين يودون الشراء، بل هو زحام مفتعل إذ يتفق بائع العطور مع عدد من معارفه على الوقوف بجانب البضاعة المضروبة، وهم يسألون ويقومون بالشراء بصورة واضحة، مما يجعل الفضولين رجالاً ونساءً يتحلقون حول بائع العطور الكاذب ويتم الشراء. أما في جانب معارف وأصدقاء بائع العطور، فالنقود التي اخرجوها ما هي إلا نقود صاحب البضاعة «العطور» التي حتماً ستعود إليه مع العطور في زمن محدد. خلاصة الأمر أن بائع العطور أصبح نافخاً في الكير الذي يخرج ريحاً منتنة.. وحمانا الله شر المحتالين. المصاحف على الأرض الكثيرون من ثقاة العلماء ورجال الدين الحنيف يفتون بعدم صحة جواز وضع المصاحف على الأرض في وضع مشين، وهو الوضع الذي يراه المارة كل يوم في مناطق بعينها لبيع الكتب.. والأفضل طبعاً وضع المصاحف الكريمة على أرفف نظيفة. وعلى أمانات الدعوة العمل الجاد لبتر هذه الظاهرة توجيهاً وإرشاداً. النشالون والنشالات بموقف السكة حديد قديماً كانت مهنة النشل قاصرة فقط على الرجال وتحديداً المغامرين وخفيفي الحركة.. ولكن مع بدايات سنوات العقد الثاني من هذه الألفية دخلت إلى عالم النشل وتفريغ الجيوب النساء، وتحديداً من هن في سنوات العشرينيات والثلاثينيات. ففي الأسبوع الماضي كنت شاهداً على عملية القاء القبض على حسناء ثلاثينية متلبسة بعملية نشل لرجل سبعيني، وحصافة رجل المباحث أوقعت النشالة الحسناء في شباك العدالة. سماعات الموبايل للشباب وصغار السن تقليعاتهم الخاصة بالموضة وابتكار الجديد منها، وهو ما يندرج تحت مسمى ال STYLE أو NEW LOOK ومؤخراً انتشرت سماعات الموبايل التي تلحق بالأذنين لسماع الموسيقى ومخزونات الهاتف المحمول من مواد صوتية. وتمددت الظاهرة لتصل كبار السن، فصار من المألوف ان تجد ستينياً أو سبعينياً وهو يضع السماعة على أذنيه لسماع محتويات هاتفه المحمول، وهو الشيء الذي يصيب عدداً من المارة والجالسين بالدهشة. السؤال هل لكبار السن الحق في وضع سماعات الموبايل على أذانهم ام للسن خصوصية. خضروات بتراب القروش الزائر لأسواق نائية وطرفية يلحظ رخص أسعار الخضروات فيها وهي جيدة المحتوي، بالرغم من عدم مقارنتها بالخضروات المعروضة بوسط المدينة أو الأسواق الكبيرة كالسوق المركزي وغيره. ولكن العبرة في الإقبال عليها مما يطابق القول السوداني المأثور «الله ما شق حنكاً ضيعو». العجلة من الشيطان يقال المثل لأولئك المستعجلين أو قل قليلي الصبر، وهم مجموعة من «الشفقانين» وقيل أيضاً «الشفقة تطير». وهؤلاء لهم قصص كثيرة لا تحصى ولا تعد، ومن ذلك قصة أحد المستعجلين أو الشفقانين الذي كان مسرعاً نحو إحدى دور السينما قبل بداية العرض بزمن وجيز، فالتقاه أخوه الأكبر فقال له «ماشي وين؟» فرد سريعاً «حاشي السينما» فقلب الميم حاءً، فكان الصحيح أن يقول «ماشي السينما». وهي عجلة واستعجال وشفقة ليست في مكانها، فتجد ركاب المركبة العامة يصيحون بالسائق «خش يمين» وآخر يصيح «يا أخي أحسن تخش شمال الحركة واقفة وبراك شايف»، أو تجد بأحد طوابير الخدمات في أي مرفق من مرافق الدولة بالمحليات أو المستشفيات أحدهم يقول بصوت عال «يا أخي الزول ده يدو ثقيلة يا دوب مشي اتنين»، وما دري هذا أن من يقوم بالمهمة يود التدقيق لتقديم خدمة للجميع. ومن قصص الاستعجال أو الشفقة أن أحدهم من المستعجلين كان يلح على بائع الطعمية أن يسرع في إعطائه لها مع تقديمه لورقة مالية من فئة العشرة جنيهات ويريد الباقي. فبادره أحد كبار السن قائلاً: «يا ابني العجلة من الشيطان»، فرد المستعجل قائلاً: «أبداً العجلة ما من الشيطان يا حاج، العجلة من العجلاتي» فتأمل هؤلاء رحمك الله.