السواد الأعظم من الشباب من الجنسين عند استقلالهم للمركبات العامة يتجهون إلى استخدام سماعات الموبايل لسماع الموسيقى لكسر حاجز ملل الجلوس الطويل داخل المركبات العامة. هذه الظاهرة المدمّرة لطبلة الأذن كما يصفها اختصاصي الأذن وقياس السمع د. الوسيلة علي تصيب (الأذن) بالتلف وعدم القدرة على تمييز الأصوات لأن هذه السماعات تعزل الأذن عن محيطها الخارجي الطبيعي وتتعرّض لتركيز عالٍ من الضجيج باتجاه واحد. ويؤدي الاستعمال المتكرر لهذه السماعات إلى تلف الأذن على المدى البعيد، وينصح الشباب باستعمالها للضرورة القصوى فقط ولدقائق معدودة. الشاب محمد الفاتح وجدناه بصحبة رفيقي الدراسة يستقلون حافلة في رحلة العودة إلى المنزل مساء وكان يضع السماعات أسوة برفيقيه لحظة دخولهم المركبة، سألناه عن سبب استخدامه لها فأجاب.. (الونسة في الحافلة ما بتجي، ونكتفي وأصدقائقي بسماع الموسيقى والتخلُّص من الشعور بالتعب طوال اليوم، وأجد نفسي مُجبراً على استعمال سماعات الموبايل لأن ضجيج الحافلة والركاب والطريق لا يحتمل .. ولكن عندما أنزع السماعات أشعر بالدوار لدقائق ثم أعود لطبيعتي ولا أعتقد أنه يمكنني التخلي عنها وإن كانت مُضرّة للأذن وربنا كريم .. واقترح على الأطباء الذين يتحدثون عن ضررها أن يجربوا ركوب الحافلات لمسافات طويلة حتى يعرفوا أهميتها). أما معتصم رفيقه فيقول: (أنا مقتنع بأنها مؤذية لأني أشعر بصداع حاد عند استعمالها لساعات طويلة، ولكني أنزعها كلما شعرت بالصداع، مضيفاً وهو يضحك أن أحد كبار السن وكان يجلس إلى جواره في حافلة نصحه بنزعها قائلاً«يا ولدي خليك مع الناس الأقدار ما معروفة» في إشارة منه إلى احتمال وقوع حادث طريق. بثينة موظفة بإحدى المنظمات الأجنبية عند قيادتها للسيارة لاتتخلى أبداً عن سماعة الموبايل لأنها تجعل التعامل أسهل مع المكالمات أثناء القيادة. وتقول السماعة تساعدني في الرد على مكالماتي وسماع الإذاعات والموسيقى، وأنا متوقفة عند (الإستوبات) أو عند ازدحام الشوارع ، وهي مهمة للاسترخاء خاصة في القيادة لمسافات طويلة، ويمكنني القيادة طوال اليوم بهدوء إن كانت السماعة في أذني. وأوضح بائع في إحدى الفترينات المتخصصة في بيع اكسسوارات الموبايلات أن الأقبال على شراء السماعات ثابت ولا يتغير خاصة وأن بائعي الأجهزة الجديدة يبيعونها للمشتري منفصلة عن الجهاز على الرغم من أن كل جهاز يأتي من الخارج ومعه ملحقاته. وأردف أن أسعارها في متناول الجميع واستهلاكها متكرر لأنها قابلة للتلف والضياع، وبالسوق أنواع عديدة أحدثها السماعة (البلوتوث) التي توضع على الأذن مباشرة ولاتحتاج توصيلها بالجوال ولا تعمل إلا مع الأجيال الحديثة من أجهزة (نوكيا).