وصف الله سبحانه وتعالى العسل في القرآن بصفة خاصة جعله شفاء للناس وجاء ذلك في قوله تعالى: «ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» «69» سورة النحل. درج المسلمون منذ زمن بعيد على استعمال العسل كشفاء لاعتقادهم بما جاء في القرآن الكريم فعالجوا مرضهم وشفاهم الله. وعرف العرب قديماً سر العسل وما يحويه من فائدة، فهو قاتل للجراثيم ولا يمكن لأي جرثومة أن تعيش فيه، وبعد تطور العلم والتقنية الحديثة اكتشف علماء الغرب سر العسل وأصبح العلاج الأول في معظم المستشفيات، وقديماً اعتقد بعض الناس أن العسل مثل اللبن ناقل للأمراض، وظل هذا الاعتقاد سائداً في أذهان الكثيرين حتى أثبت دكتور ساكيت الباحث بجامعة كلورادو الأمريكية وهو متخصص في علم الجراثيم أثبت بالتجربة والأبحاث بطلان ذلك الاعتقاد والمفهوم وأجرى تجارب عديدة كانت كلها كفيلة بتصحيح هذا المفهوم فقام بزراعة جراثيم مختلفة الأمراض على العسل الصافي وجلس يراقب أبحاثه وقد أصيب بالدهشة وكانت النتيجة مذهلة فقد ماتت الجراثيم جميعها وقُضي عليها قبل المدة المحددة لها فمات ميكروب التايفويد بعد «48» ساعة وتبعه ميكروب الباراتيفود المسبب لحمى الإمعاء بعد «24» ساعة ومات ميكروب يوجد في البراز وفي ماء الشرب بعد خمس ساعات وماتت جميع جراثيم الالتهاب الرئوي في اليوم الرابع ولم تعمر جراثيم الدوسنتاريا فماتت جميعاً بعد عشر ساعات. وعرف قدماء النوبة سر العسل واستعملوه في التحنيط ضد العفونة وكذلك غمرت جثة الإسكندر الأكبر بعد وفاته بالعسل منعاً للتعفن وأرسلت إلى مقدونيا في رحلة طويلة واستعمل الإغريق والرومان العسل في حفظ اللحوم طازجة. ويذكر الدكتور محمد الحلوجي في ترجمة كتابه: العلاج بعسل النحل منذ 2500 سنة استعمل ابو قراط العسل في علاج الجروح وكذلك ذكر باليني العالم الإيطالي الشهير إذا مزج العسل ودهن السمك كان علاجاً سريعاً للجروح المعادية وجروح الفم ثم نصح ابن سينا لناس أن يستعملوا العسل في العلاج لما يمتاز به من خاصية في الامتصاص، وقد أثبت الأطباء في العصر الحديث أن معظم الأمراض المستعصية علاجها بالعسل وخاصة الحروق والتهاب جفون العين. وأثبت دكتور بولمان في مقال نشره حول تجربته مع العسل في علاج الجروح، وأخيراً يبدو لي من المعقول جداً أن هذه المادة البسيطة هي أنجح علاج لكثير من الجروح الملتهبة فهي غير سامة ومعقمة طبيعياً وقاتلة للجراثيم وسهلة المنال. وفي عام 1965م أجرى الأطباء الروس دكتور غولر ودكتور يوفاديا دراسة وأبحاث كانت مشجعة في علاج الالتهاب بعسل النحل وقد أُجريت الدراسة على 48 طفلاً في مستشفى مدينة لينوف الروسية فكانت النتيجة أن تم شفاء جميع الأطفال وعادوا لحالتهم الطبيعية. وقد أثبت كبار الأطباء العالميين أهمية العلاج بالعسل ونصح البروفسير كوستو جلويوفا الأشخاص المصابين بالزكام ونزلات البرد بتناول العسل بعد مزجه بالحليب أو عصير الليمون فإنه أسرع علاج للبرد، وذكر بروفسير سينكيول أن مزج كمية من العسل مع كمية متساوية من عصير الفجل فهو أسرع علاج لحالات البرد والزكام، وقال إن مزيجًا من العسل مع ملعقة صغيرة من الجنزبيل وعصير ليمونة علاج لجميع أمراض الصدر من سعال وربو وأزمة فهو أعظم علاج لمرض السل، وفي مستتشفى انكون الإيطالي للأمراض العصبية والنفسية ثبت أن للعسل تأثيرًا واضحًا في علاج مدمني الخمور وساعد في علاج الإدمان، فقد شفي معظم المصابين بهذه الأمراض بعد أن خضعوا للعلاج بالعسل المستمر. وفي أحدث الأبحاث التي أجريت نشرت جريدة الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 22/10/1985م فقد أُجريت أبحاث بمستشفى الحسين الجامعي على 40 مريضاً يعانون من قرحة المثانة والبلهارسيا السطحية المزمنة تحت إشراف فاهم عبد الرحيم استاذ المسالك البولية بطب الأزهر وقام بإعطاء المرضى ملعقة كبيرة من عسل النحل يومياً لمدة شهرين دون استعمال أي علاج آخر فكانت النتيجة مظهر تحسن واضح على المرضى بعد اسبوعين وخفت الآلام والحرقان أثناء البول وتم شفاؤهم جميعاً وعادوا لحالتهم الطبيعية وأثبت الأطباء أن العسل أعظم شفاء للمفاصل وآلام الظهر وأمراض جفون العين ونضارة البشرة. وفي مستشفى لولي الإيطالية استعمل الدكتور برونو بيزي المحلول العسلي المسمى اركوزيو وهو معمول بطريقة خاصة لتخليصه من الشوائب وزيادة السرعة للحقن في الوريد في عيادات الأمراض العصبية وذلك لاستيقاظ المرضى من النوم والكسل وزيادة السرعة الحيوية فاتضح أن هذه الحقن أفضل بكثير من حقن الجلوكوز وهي تؤثر في مجموعة المراكز العصبية المتأثرة باليقظة ويحتوي هذا الدواء على مفعول شديد في راحة المريض لهذا كانت الأهمية في الاستفادة من عسل النحل كشفاء للآلام والأمراض بعد أن أُجريت عليه تجارب عديدة أثبتت العسل أن بفضل الله شفاء للناس. العسل والرياضيون: نشرت مجلة النحل الأمريكية مقالاً مفصلاً للدكتور ليود بوسفال عميد كلية الألعاب الرياضية دراسة وافية شرح فيها فوائد العسل لمن يمارسون الرياضة، وتوصل الدكتور ليود مع مجموعة من الأطباء المتخصصين في برامج التغذية بعد أبحاث علمية كثيرة للتوصل إلى غذاء مثالي يزيد القوة والطاقة في ممارسة الألعاب الرياضية والاستحمام بعد الإجهاد الرياضي، ونتيجة للتحاليل والتجارب أثبت العسل فعالية كبيرة في تشكيل مثال للطاقة المطلوبة للرياضي في إعادة نشاطه وتهيئته لمجهود أكبر وتحمل مثابرة أطول، ويحتاج اللاعب إلى كمية صغيرة من العسل بفضل الكمية الهائلة التي يحتوي عليها من السعرات الحرارية. وأثبتت الدراسات أن جسم الإنسان يتقبل ويتحمل أكبر كمية من العسل بعكس بقية المأكولات والمشروبات الأخرى، ويمكن استعماله مع وجوه متنوعة من بعض المأكولات والمشروبات يجعل استعمالها سهلاً وخاصة الحليب واللبن الرائب وثبت علمياً أن العسل الغذاء الوحيد الخالي من الجراثيم والبكتريا والعفونة والتسمم، وأوصى الأطباء بتناول العسل يومياً كجزء من الغذاء اليومي وخاصة في فطور الصباح لأنه يمنح الإنسان الطاقة اللازمة للقيام بالأعمال اليومية، ودلّت التجارب أن طلاب الجامعات يستوعبون دروسهم بسهولة أكثر إذا استعملوا العسل لأنه يعوضهم ما فقدوه أثناء الدراسة من إرهاق وتفكير.