تعاني بيوت الله بالعاصمة والولايات جملة إشكالات أمنية، أبرزها سرقة الأحذية والهواتف الجوالة بل والمصاحف اضافة الى مقتنيات المساجد أحياناً كساعة الحائط والمراوح، أيضاً تتعرض بعض بيوت الله تحت التشييد إلى سرقة مواد البناء ومعدات البناء الخاصة بالمقاولين.. وبعد تلاحظ تنامي هذه الظاهرة حاولنا أن نقف على حجمها ومخاطرها وكيفية كبحها، فتابعونا. هاجس الأحذية من أبرز عمليات السرقات التي تتم بالمساجد هي سرقة الأحذية، خاصة الباهظة الثمن، وتكون مراكيب النمر والأصلة من غنائم هؤلاء اللصوص، الذين يصعب ضبطهم. وفي ذلك يقول أحد أعضاء لجنة مسجد الجامع الكبير بالخرطوم إنهم يعانون من هذه الإشكالية. وقال باعتبار المسجد داخل السوق فإن رواده من المصلين غالبيتهم من التجار ورجال الأعمال، وبالتالي يمكن أن يكون المسجد قبلة للمحتالين واللصوص والدجالين والمتسولين، وقال إنه بعد تزايد هذه الظاهرة أبلغت اللجنة شرطة المباحث التي جعلت مجموعة من أفرادها يقومون بمهمة الحماية والتأمين. أما عضو لجنة مسجد أرباب العقائد «مسجد فاروق» فقد قال هناك بعض النشالين عادة يدخلون المسجد خاصة عند صلاتي الظهر والعصر لنشل الهواتف الجوالة، وقال إن المسجد مؤمّن ولم يتعرّض لسرقة نسبة للتأمين الذي تسهم فيه الشرطة واللجنة معاً. سرقة مسجد بتوتي تعرض مسجد توتي لسرقة كيبل الكهرباء وذلك بعد صلاة العشاء وفي وقت متأخر، حيث تسلل لص إلى المسجد وقام بالسرقة فرآه شخص أثناء ذلك، وقد حاول المتهم مساومته ليشاركة فى الجريمة، ولكنه رفض وتم الإبلاغ عن المتهم وضبطه ومواجهته ببلاغ سرقة، وقد سجل اللص اعترافاً بذلك، فتمت إحالته لمحكمة جنايات الخرطوم شمال برئاسة مولانا راشد محمد الحكم. وقد أصدرت المحكمة عليه حكماً بالسجن لمدة «6» أشهر وذلك بعد السماع والتأكد أن المتهم الثاني لم يكن شريكاً فى السرقة أخلت المحكمة سبيله، وبموجب المادة «174» السرقة أصدرت قرارها على المتهم الأول وأمرت بإرجاع المسروقات. للمصلين كلمتهم قال بعض المصلين في عدد من مساجد الخرطوم إنهم يستخدمون أساليب مختلفة لحماية مقتنياتهم من أحذية وأموال وهواتف سيارة. وقال إبراهيم موظف يصلي بمسجد النيلين أم درمان إنه يعمل على «فرد نعليه» أي يجعل حذاءه فردة في مكان والأخرى في مكان آخر. أما يوسف بمسجد القوات المسلحة قال إنه يلجأ لحفظ حذائه داخل المسجد لأن معظم اللصوص يوجدون بالخارج. شرطة المساجد أفاد اللواء محمد أحمد علي مدير دائرة الجنايات بولاية الخرطوم أن الشرطة تعمل في إطار واجباتها المنعية لرصد العديد من الظواهر السالبة. وقال في تصريحات بحسب المكتب الصحفي إن شرطة ولاية الخرطوم وفي إطار خططها المنعية خاصة خلال الأعياد والمناسبات الدينية تعمل على تأمين دور العبادة. وقال إنه خلال شهر رمضان يتم تنفيذ خطة تستهدف حماية المساجد أثناء صلاة القيام «التهجد» ومواقع صلاة العيد. إلى ذلك كشف مصدر شرطي عن ترتيبات أمنية خاصة لحماية المساجد. وقال إن قوات من شرطة المباحث تنتشر بشكل كبير في المساجد لرصد مثل هذه الظواهر. وقال إن المساجد تعاني من عدة مهددات كالسرقات من داخلها وسرقة الأحذية بالإضافة لوجود بعض العناصر المتطرفة التي يتوقع منها أعمال عنف، إلا أنه قال وبحمد الله فإن مساجدنا معافاة من هذا النوع الإجرامي. سرقة هواتف المسؤولين وقال المصدر الشرطي إن أكثر المساجد تضرراً من هذه المظاهر هي المساجد الكبيرة، كمسجد الشهيد، والمسجد الكبير، ومسجد النيلين بأم درمان، ومسجد سيدة سنهوري ومسجد النور بكافوري. وقال إنه من الطرائف وفي مسجد الشهيد كان هناك عقد قران كريمة الدكتور غازي صلاح الدين، حيث توافد كبار مسؤولي الدولة وعلى رأسهم الرئيس البشير، وقال إنهم لاحظوا وجود نشالين مشتبه بهم ومعروفين لدى المباحث، ولكنهم كانوا على هيئة لا توحي أنهم مجرمون، وبعد رصدهم ومراقبتهم اللصيقة تم القبض عليهم وبتفتيشهم اتضح أنهم سرقوا حوالي سبعة هواتف سيارة«موبايلات» لمسؤولين كبار. وأضاف أنه سأل أحدهم بسخرية: «مالكم ما سرقتوا تلفون البشير؟» فرد عليه أحدهم بقوله : «والله فتشناه وما لقينا عنده أية حاجة».