تعتبر الفتيات هنَّ الأكثر سيطرة على سوق الإعلان سواء كن كموديل جذب في الإعلانات التلفزيونية والملصقات والصحف أو كمندوبات لجلب الإعلان في جل أنحاء العالم بما فيه العربي حتى تحولت فتاة الإعلان إلى سلعة بل حتى في السودان تلعب المرأة دوراً مقدراً في سوق الإعلان لكنها بالطبع تبدو أكثر محافظة في مظهرها بالنظر إلى الدول الأخرى لكن حتى بالقدر المتاح الآن هل يمكن أن نقول إن فتاة الإعلان ليست سلعة على الأقل حتى إشعار آخر؟ في بداية الاستطلاع تحدث لنا الأستاذ جبريل النور قائلاً إن فتاة الإعلان تُعرض وتُباع كسلعة في سوق الإعلانات من أجل مساحيق التجميل المختلفة وتطل عبر شاشات التلفزيون تتراقص وتعرض نفسها من أجل البيع والشراء وتستخدم الفتاة وتستغل من أجل الترويج لسلع استهلاكية وسلع لا تكون لها أية علاقة بالفتاة وتقوم بحركات وأفعال تحط من قيمتها كإنسان إلى جانب تأثيرها السالب وإثارة الغرائز. ويوافقه الرأي المهندس «مزمل أحمد»، إذ يقول إن استخدام الفتاة في الإعلان دائماً ما يكون عن مستحضرات وأدوات التجميل لم يكن بالضرورة لكونها سلعة خاصة بالنساء بل تم استغلالها كأداة لجذب ولفت الانتباه وتقتصر على ظهور المرأة، وأضاف الطيب لم لا تستغل الفتاة في الإعلانات الخدمية والتي تتمثل في التعليم والتوعية، والإعلان المعلن عنه ليس له علاقة بالمنتج سوى جذب ولفت الانتباه بكل الوسائل من غناء ورقص. تقول منال عبد الرحمن: من خلال مشاهداتي لإعلانات المقدمة عبر معظم شاشات التلفاز أرى استغلال الفتاة بدون هدف يخدم الإعلان ولكن لمجرد الإثارة والرقص وأداء الحركات غير اللائقة والتي تخدش حياء المرأة، وأضافت منال أنه يتم انتقاء نوعيات خاصة من النساء من أجل الجمال ومثل هذه الإعلانات تتسبب في إكساب المشاهد عادات سيئة في التغذية على سبيل المثال التركيز على السلع الاستهلاكية والأطعمة المصنوعة ذات القيمة الغذائية المنخفضة، وخاصة أن الأطفال صاروا يحفظون معظم الإعلانات ويرددونها ويجلسون مشدودين لكل ما يُعرض من إعلانات. فائزة أحمد «ربة منزل» تقول من الممكن استخدام الفتاة في الإعلان من أجل لقمة العيش، فلماذا لا يُستغل الإعلان في حملات لتوعية المرأة ووقايتها من الأمراض وتعليم أفرادها عادات غذائية سليمة وتشجيعها على أن يكون المنتج في بيتها بدلاً من الإعلانات الأخرى كمساحيق التجميل ووضع صورتها في المصلقات في الشوراع، وأضافت فائزة أن فتاة الإعلانات ينظر لها المجتمع نظرة سلبية وسيئة إذا كانت بتلك المواصفات السالبة، واستغلال الفتاة في الإعلان يكون بغرض أن يلقى رواجًا ونجاحًا وقد ولج إلى هذا المجال كثير من الحسناوات من الممثلات والفنانات والمذيعات في العالم العربي والغربي وتشير الإعلامية تهاني إبراهيم إلى أنه على الرغم من إدراك أصحاب الشأن في إنتاج المادة الإعلانية بالضرورة مراعاة مشاعر المواطن وعاداته وتقاليده الدينية والمحلية ويتعمدون إظهار تفاصيل المرأة أو الفتاة المعلنة في المنتج المعلَن عنه بصورة لافتة للأنظار وكأنما المقصود الفتاة وليس المنتج، وأضافت تهاني أن الكثير من المشاهدين تشد انتباههم هذه التفاصيل وليس المنتج المعلن عنه، وفي اعتقادي أن الإعلانات التلفزيونية في السودان على وجه الخصوص تحتاج إلى مراجعة متخصصة من خبراء الإعلان حتى لا تخدش الحياء وتسيء للأخريات بطريقة غير مباشرة وأن أصحاب المنتجات تدركهم خسارة فادحة لأن المشاهد يتجاهل المنتج ويركز على الفتاة. وترى أستاذة علم الاجتماع إبتسام محمد أحمد أن فتاة الإعلان تُختار لجمالها ويُعرض هذا الجمال للناس كإعلان أكثر من السلعة، وهذا تصرف غير لائق لأن الفتاة تعرض جمالها وهذا ضد العادات والتقاليد في المجتمع وضد القيم الاجتماعية والإسلامية وديننا الإسلامي لا يقبل هذا التصرف فيعتبره سفورًا لأن بها نوعًا من الإغراءات وعرضًا للجمال، وتضيف الأستاذة إبتسام أن بعض الدعايات في الإعلانات غير لائقة وتخدش حياء المجتمع، فلو كانت تعرض بصورة غير فاضحة فلا غبار عليها ولكن ما نراه الآن من إعلانات تعرضها فتيات جميلات لذلك فإن فتاة الإعلان يجب أن تراجع نفسها وتكون هنالك رقابة على هذا النوع من الإعلانات.