يعد مستشفى الأبيض التعليمي من أكبر المستشفيات بولاية شمال كردفان بل على مستوى ولايات غرب السودان قاطبة ويستوعب القادمين إليه من الولاية والولايات المجاورة ومتعدد الأقسام، مستشفى بهذا الحجم يتطلب الاهتمام والرعاية بصورة تقي المواطن الفقير عناء الذهاب للمستشفيات والعيادات الخاصة سواء كان ذلك بالأبيض أو الخرطوم، ويقودنا ذلك إلى الإضراب الذي حدث بمستشفى الأبيض التعليمي بمختلف أقسامه مما ترك ذلك فراغًا طبيًا بالولاية، فإدارة المستشفى والوزارة من جانبها استعانت بأطباء الخدمة الوطنية ولكن هذا لا يسد النقص من حيث العددية أو الكفاءة ناهيك عن أن المستشفى أصلاً يعاني النقص في الكوادر الطبية فكيف يكون الحال عندما يكون هنالك إضراب.. (الإنتباهة) استطلعت عددًا من المواطنين المرضى والمرافقين لهم وكان جميعهم يتذمرون ويشتكون من التأخير في زيارة الأطباء لهم في العنابر وتأخر معاينة المرضى الجدد وطالبوا الجهات المسؤولة بالتدخل السريع لحل الأزمة التي يعاني منها المستشفى، وتأسف كثيرٌ منهم على الحالة التي وصل إليها المستشفى من نقص في الخدمات والكوادر الطبية، وتحصلت (الإنتباهة) على المذكرة التي رفعها الأطباء للجهات المسؤولة بإدارة المستشفى والوزارة والمالية والوالي والجهات الأمنية بالولاية وحوت المذكرة عدة مطالب ضمنها إقالة كل من (المدير العام لمستشفى الأبيض التعليمي/ المدير الطبي العام/ المدير المالي والإداري)، وحسب ما ورد أن المسببات التي دعتهم لهذا المطلب تتمثل في عدم الاهتمام بالحال المزري الذي وصل إليه المستسشفى والعاملون بها فضلاً عن التقصير في ضبط دخل المستشفى وتركه نهباً لضعاف النفوس وعدم دخوله خزينة المستشفى، وتطرقت المذكرة إلى النوبتجيات (النبطشيات) والاستدعاء خارج الزمن الرسمي وذلك بزيادة قيمة هذا البدل بواقع (300ج شهريًا + 75 للنوبتجية الواحدة للطبيب نائب الاختصاصي، 500ج شهريًا للطبيب العمومي بواقع 7 نوبتجيات، 300ج). وطالبت المذكرة بحل مشكلات ميزات الأطباء، زيادة مصاريف الميزات وذلك بزيادة قيمة الإعاشة للطبيب الواحد 200ج شهرياً، والتصديق بميزانية لصيانة وترميم الميزات وإصلاح البنيات الأساسية إلى جانب عمل استراحات ملائمة للأطباء المناوبين وتزويدها بالاحتياجات اللازمة وأخيراً تقسيم المستشفى إلى أقسام منفصلة ذات إدارات منفصلة ودعمها من وزارة المالية لترقية الأداء وضبط الدخل أمهل الأطباء الإدارة (72 ساعة) وبالفعل نفذ الأطباء بمستشفى الأبيض التعليمي بكل أقسامه المتعددة الإضراب عن العمل مما أحدث خللاً في العمل وتلاحظ خلال طواف الصحيفة بأقسام المستشفى وجود بعض الأطباء بالاستراحات في انتظار التجاوب مع المطالب التي دفعوا بها للجهات المسؤولة. فيما التقت (الإنتباهة) الدكتور عبد الله محمد علي إيدام مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال كردفان الذي أوضح أن الخدمات الصحية تقدم لكل المرضى المحتاجين والمترددين لمستشفى الأبيض ومستشفيات الولاية الأخرى، وبخصوص إضراب الأطباء العموميين والنواب والامتياز عن العمل أبان أن هنالك لجنة كوِّنت من عدد من الاختصاصيين وجلست مع المتوقفين وتفهموا قضاياهم وتمت مناقشتها مع الوزارة، وأضاف الدكتور إيدام أن هنالك بعض المبادئ متفق عليها وأخرى بسيطة مختلف عليها وبخصوص الحوافز قال: تجري الآن مقارنات بالولايات ومناقشتها لإيجاد الحل الأمثل لذلك.. إلى ذلك قال إن أطباء الخدمة الوطنية يقومون الآن بعملهم بالمستشفى ولم يتأثر المواطن مبشراً بأن الأزمة في طريقها للحل. ولكن لا بد من أن توجه رسالة مفادها أن الأمر ليس محصوراً بين الجهات الصحية بالوزارة أو الأطباء ولكن يتعداهم إلى المواطن فلا بد من إيجاد الحلول العاجلة لجميع المشكلات التي تواجه الأطباء وقيام الأطباء بدورهم والمساهمة في الحلول حتى لا يتضرر المواطن الذي يأتي من أصقاع الولاية المختلفة وإيجاد حل ناجع ليس من الولاية فقط بل على مستوى المركز وتبدو هذه القضية خطوة نحو تحريك ملف ساخن يعنى بصحة وحياة عشرات الآلاف من المواطنين بالولاية وما جاورها.
