«156»، مائة ستة وخمسين، حالة اعتداء وهجوم قامت به الحركة الشعبية «لتحرير السودان» من الإسلام وثقافة لغة القرآن التي انفصلت بإرادتها بجنوب السودان، وسوف يواصل ابنها البار النبت الشيطاني الخبيث اللقيط «قطاع الشمال» دور أمه في زعزعة أمن السودان واستهداف هويته، حتى إقامة مشروع السودان الجديد العلماني الذي يحكمه كافر..!! هذا الكم الهائل من الهجوم قامت به فقط على جنوب كردفان وصفَّت في الولاية عن طريق الاغتيال والقتل والخطف «443» مواطنًا وقياديًا بالمؤتمر الوطني وقوى سياسية أخرى ومواطنين عزلاً.. هذا ما كشفت عنه وزارة الداخلية من خلال تقرير قدمه وزير الداخلية إبراهيم محمود أمام المجلس الوطني يوم الأربعاء الماضي، وأكد أن وزارته ضبطت «19» حالة تهريب سلاح إلى العاصمة واوقفت «24» متهماً في عمليات التهريب هذه، وأكد أن هناك ستة تحديات تواجه البلاد، وطبعاً في مقدمتها التحديات الأمنية التي تنام الخرطوم ملء جفونها تحت بارودها الذي تخطط له الخلايا النائمة في الخرطوم وهي مليشيات مسلحة تابعة لقطاع الشمال الذي يصر الوالي أحمد هارون على التفاوض معه وهو الذي أحدث فوضى قتل عارمة في جنوب كردفان والآن ينقل سلاحه ومقاتليه إلى الخرطوم بعد شبه احتلال لجنوب كردفان، وآخرون من المفاوضين الذين يسكنون في قصور مخملية عاجية في الخرطوم ولم تصفّ لهم فلذة كبد ولم يذوقوا ألم اغتيال قريب يشاركون هرون هذا التفكير المعوج والعناد غير المبرر الذي يخالف الضمير الحي. إن الذي اعترفت به وزارة الداخلية من أرقام ما خفي عليها سهواً أو جهلاً أكثر وأعظم، وما ذكره التقرير غيض من فيض.. وقطرة في محيط لجيّ قاتم مؤلم. واعترف المؤتمر الوطني من خلال حديث المتحدث الرسمي باسم الحزب والدولة طبعاً.. حيث إن المؤتمر الوطني هو الحزب وهو الدولة وهو كل شيء..!! اعترف ناطقه الرسمي بدر الدين أحمد إبراهيم أن الأسلحة التي ضُبطت جزء من نشاط الخلايا النائمة لقطاع الشمال!! قطاع الشمال غزا جنوب كردفان والنيل الأزرق وعاث فيهما فساداً، والآن يتجه نحو العاصمة في وقت بصم فيه المجلس الوطني ومرر اتفاقية الحريات الأربع التي تجعل هذه الخلايا والطابور الخامس يتحرك ويمتلك ويعمل ويقيم وسط أهل السودان حتى لحظة الصفر التي يفجر فيها كل شيء ويحيل الخرطوم إلى ركام ودماء وخراب..!! لأن إدريس عبدالقادر الوصي على أهل السودان وابن السودان البار قرر أن يعطي الجنوبيين «40» حرية وليس أربع حريات!! هذه الإشارات السالبة ضد السودانيين الموجبة للأجانب أعطت ضوءاً أخضر لهذه الخلايات التي بدأت تتحرك.. حيث شهد سوق ام درمان نهاراً جهاراً عمليات نهب وسلب وقطع طرق أمام المتاجر. روعت الزبائن وأغضبت التجار قام بها متشردون جنوبيون كما جاء في «الإنتباهة» عدد الخميس 18/10/2012م وقد شكا تجار وردت في الخبر أسماؤهم من هذه العمليات الغريبة!! وفي صحيفة «الوطن» العدد «4234» الخميس 18/10/2012م أبدى رئيس المجلس الوطني تخوفه من أن الجنوب لا يلتزم وأن خرق الاتفاقية وارد، ورغم ذلك طلب من أعضاء مجلسه المصادقة على الاتفاقية التي تتضمن الحريات الأربع!! أقصد الأربعين على طموح ادريس عبد القادر!! وقال: لا نستطيع أن نعدل فيها شيئاً إما أن توافقوا عليها أو ترفضوها الأمر الذي رجع بالذاكرة إلى أيام نيفاشا حين قال رئيس المجلس الوطني قوله هذا أيضاً وبالفعل مرت بشبه إجماع عليها حتى لدرجة أن قوى إجماع جوبا المعارضة والصادق المهدي وممثلو المؤتمر الشعبي في البرلمان والشيوعون والعلمانيون كلهم أيدوا الاتفاقية.. غريبة هم كانوا ينادون بإسقاط النظام وتحالفوا مع الجبهة الثورية المسلحة وقطاع الشمال المسلح في ذلك، وتعاهدوا .. لماذا وافقوا على اتفاقية التعاون المشترك؟ الاجابة واضحة لأنها تضمنت الحريات الأربع.. وهنا السر وبيت القصيد. بالرغم من أن مكاسب أهل الجنوب في هذه الاتفاقية أكثر من مكاسب أهل الشمال، لأن هناك تقريرًا قدمته الأممالمتحدة أن الجنوب على وشك الانهيار وهذا ما اعترف به سلفا كير في الجلسة التي خاطب فيها برلمان الجنوب بشأن الاتفاقية قال بالنص «ما عندنا قروش لازم نوقع». رغم ذلك كله عارض الاتفاقية بعض ولاة جنوب السودان وجميع أولاد أبيي دينق ألور وأتيم قرنق وادوارد لينو ولوكا بيونق الذي حرض أبناء دينكا نوك الأسبوع الماضي في اجتماع عقد بمنزل الأمير «كوال دينق» بعدم السماح لرعاة المسيرية بالتصويت في استفتاء أبيي القادم» وتلك مواقف أكيد من شأنها تخرق الاتفاقية.. ففي الوقت الذي فتحت فيه الخرطوم الحدود وأصدر الرئيس قراراً بتصدير الذرة إلى الجنوب وطردت الخرطوم «جيمس قاي» لا تزال جوبا تتثاءب وتتثاقل ولم تقم بخطوة مماثلة تزيل بها ارهاصات الشك في نواياها سيما وأن جوبا مفطورة على نقض العهود والمواثيق.. بل قدم الجيش الشعبي لجبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة في زيارته الأخيرة إلى جوبا 70 لاندكروزر أكيد مدججة بالسلاح ليحيل بها دارفور إلى خراب جديد، وما قام به سلفا كير فيما سمّاه مبادرة توسط ينتويها بين الحكومة وقطاع الشمال يمثل قمة الاستفزاز والحقارة بالشعب السوداني.. كيف لرجل ينشر جيشه بعدد فرقتين تعدادهما أكثر من 54 ألف جندي من الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتمول عسكرياً ومادياً ولوجستياً من سلفاكير نفسه باعتباره القائد الأعلى للجيش الشعبي وهو الذي نفسه يقدم مبادرة وساطة وهو الذي أعطى الضوء الأخضر لصواريخ الكاتيوشا التي ضربت مؤخراً كادقلي وحصدت عدداً من أرواح الضحايا العزل معظهم أطفال ونساء وعشرات الجرحى..!! رغم هذه الأرباح التي حققها الجنوبيون من الاتفاقية خرجوا في تظاهرات حاصرت البرلمان ونددت بالمفاوضين وعلى رأسهم سلفا كير وباقان بأنهم فرطوا في أراضي الجنوب.. وفي ندوة شاركنا فيها مع سفير جنوب السودان بالخرطوم قال إن المعارضين للاتفاقية هناك قالوا لهم بعتوا أرضنا يقصدون الميل «14» بينما نحن في الخرطوم احتفلنا، وهذا الاحتفال أرسل إشارات سالبة نحو العدو .. كأنه استيقن أننا بحاجة إلى هذه الاتفاقيات أكثر من جنوب السودان الذي كان على وشك الانهيار على حد وصف تقرير الأممالمتحدة الذي سبق ذكره. يا ترى لماذا تجدنا دائماً نتهافت على المفاوضات ونحن في وضع أفضل من غيرنا؟ وهذه هيليدا جونسون القذرة الماكرة التي قصمت ظهرنا في نيفاشا ظهرت مرة أخرى تطلب من الحكومة القبول بمفاوضة قطاع الشمال.. فهنيئاً لأحمد هارون الذي ينشرح صدره بلقاء رفاقه الحلو وعقار وعرمان وباقان قريباً، خاصة وأنه يعتقد أنهم منه حيث قال هم سودانيون يشجعون الهلال والمريخ ويحبون أغاني وردي، وقال بعضنا أولياء بعض أي عقيدة هذه؟!! وادريس عبد القادر صاحب الحريات الأربعين ولا عزاء لدكتور كمال عبيد ولا بواكي لأهل جنوب كردفان والنيل الأزرق الذين دمرتهم الحركة الشعبية والآن سيدمرهم قطاع الشمال وقد فعل!!