وما لا يستطيع قوله مدير جهاز الأمن هو.. حكاية صغيرة.. حكاية المباراة الدامية بين الخرطوموجوبا { ومنتصف نهار أمس الجيش يكمل غسل منطقة هجليج { والخرطوموجوبا إحداهما تقول للأخرى الآن : انتهى الدرس يا غبي..!! { وجهات تجعل للخرطوم قلادة الذكاء المذهل في لعبة الحرب.. وجهات تجعل للخرطوم قلادة الغباء الأعظم في حديث الأسبوعين الماضيين ولجنة إدريس ولعبة الاقتصاد!! وباقان في الخرطوم الخميس الماضي كان جزءاً من لعبة الدم والمخادعة.. { وباقان حين يهبط الخرطوم.. المثقفون الجنوبيون كانوا ينظرون إليه وهم يقولون ساخرين: البشير - يفشل بوش الأب في اصطياده وكلنتون يفشل وبوش الابن يفشل وأوباما يفشل والآخرون من رؤساء بريطانيا وفرنسا مثلها.. { والآن باقان يهبط الخرطوم وبطنه ممتدة أمامه ويرقص أمام الكابلي وهو يسعى لاصطياد البشير.. لأنه أكثر ذكاءً. { قالوا.. الخرطوم تتنفس غباءً... نعم.. لكن سلفا كير في لقاء أديس أبابا الأخير حين يمتنع عن التوقيع في اللحظة الأخيرة كان يغادر القاعة وهو يقول: لم أحضر للتوقيع، بل جئت لأرى الرجل الذي سرق بترولي..!! { وسلفا كير كان يطلق حديثه هذا بعد أن تلقى من مسز رايس هاتفاً قبل التوقيع تطلب فيه من الرجل أن (ينسحب من الاجتماع بطريقة ذكية). { وكانت جملته هي الطريقة الذكية.. { والتعليق الجنوبي الأسبوع هذا كان يقول إن غباء الخرطوم - مهما كان عميقاً فإنه يستحيل عليه أن ينسى حديث سلفا هذا.. { والخرطوم لهذا تنظر إلى رقص باقان وهي تعلم ما تحت الأرض. { والمثقفون ينظرون إلى الوفد ويقولون: صحيفة (الصحافة) مانشيتها الأحمر صباح السبت يقول : باقان: الأمن ضروري لاستقرار البلدين.. : قالوا: لكن الخرطوم (البليدة) تنظر في دهشة من خلف ذهنها الكثيف إلى وفد الجنوب الذي يتحدث عن إيقاف العمل العسكري - ولا وزير دفاع فيه - ويتحدث عن الأمن ولا مسؤول أمن فيه - وعن التجارة ولا مسؤول تجارة فيه { والوفد فيه ألور وباقان و... (الوجوه التي تقود خلفها تاريخاً طويلاً من الخيانة).. { لكن ما لا يعلمه المثقفون وباقان هو أن الخرطوم كانت تحسب - (وتستدرج) الجنوب كله إلى شرك منصوب - حتى هجوم هجليج كان جزءاً من المخطط الخرطومي هذا.. وحتى لجنة إدريس!! ومباراة الخداع كانت بسيطة والخرطوم تعلم أن مجموعة كاودا تبحث عن نصر وباقان يقود مشروعها. وباقان بأسلوبه القديم سوف يذهب لجذب الأنظار بعيداً عن الميدان العسكري بطبولٍ يدقها. وباقان يطلق بالفعل مشروع الحريات الأربع. والخرطوم تنصب شراكها.. والضجيج حول الحريات الأربع وإصرار الخرطوم عليها كان غباراً يجعل باقان يصدّق أنها ابتلعت الصنارة، ولما كان باقان يرقص أمام الكابلي كانت الخرطوم تجعل من رقصته شاهداً أمام العالم الذي يضغط على الخرطوم أن الرجل سوف يطلق عمله العسكري بعد ساعات وأن الرقص لم يكن إلا خداعاً.. وصنارة الخرطوم تخرج باقان من تحت المياه وهو يرقص رقصة السمكة في الصنارة { فالخرطوم كانت تعلم أن اللقاء السري جداً للحركة - لما كان باقان في الخرطوم - كان يقرر: - ضرب هجليج حتى نساوم بها على أبيي { والثقة في الهجوم تجعل تعبان يطلب: تسليم أحمد هارون - ضروري.. هكذا قال.. { .. وباقان (فاروق السودان) كما يقول الجنوبيون الذي يطلب حكم جانبي السودان والذي مشروعه الأمريكي منذ (2002) وبدعم أمريكي لخلافة قرنق ثم سلفا كان يبدأ عمله بهدم السودان ابتداءً من - 2005 - { هدماً اقتصادياً منظماً ومن داخل الخرطوم.. وبأيدي الوطني ذاته { والهدم يستمر والشهر الأسبق وبقرار من الوطني يكتمل مشروع باقان لتدمير الشركات الوطنية - الحكومية. { ولجنة باقان التي تتعامل مع بيوت خبرة أجنبية كانت تجد أن الدقيق والسلاح والسكر والصمغ والبترول وكل ما يدير الحياة هي مشاريع تديرها شركات قطاع عام في السودان. { .. ولما كان باقان يجذب العيون بعيداً عن خطته (بالصراخ حول قومية العاصمة و.. و...) كان باقان ومجموعة صغيرة - ودينق ألور من الخارجية ووزراء آخرين يجعلون شركات ضخمة /قطاع خاص/ ولها أصابع طويلة - تهمس تحت الليل للدولة لتقول: تحلبوننا بالضرائب والتبرعات و... بينما شركات الدولة تحتكر السوق!! خصخصوا القطاع العام وانتظروا المال..!! والدولة تبتلع الخدعة.. { وكل الشركات التي تدير كل شيء تقوم الدولة بهدمها { والقطاع الخاص الذي يقوم بتهريب اللحوم والسكر والوقود و... يجعل الدولة تجثم تحت قدميه { وحتى اليوم - { والأسلوب هذا قديم، فالنميري الذي يقوم بهدم السكة الحديد بدعوى الصراع السياسي كان من يديره في حقيقة الأمر هو جهة صغيرة.. { مجموعة كانت تتجه لاستيراد الشاحنات الضخمة - وتذهب لأبعاد منافسة السكة الحديد. { .. وتسوق النميري لهذا { والأسبوع هذا وبنك السودان يعلن أن الذهب يسد فجوة البترول حين يقترح البعض قيام شركات حكومية للتنقيب عن الذهب تجد من يرفض بعنف. { .. والجهة التي تحدث عن خطة شديدة الذكاء تديرها الخرطوم لاستدراج الجنوب كانت تحدث عن حدث في هجليج.. { والجهة التي تتحدث عن الخرطوم وغبائها المطبق كانت تتحدث عن الخرطوم التي تدير خطة باقان لتدميرها.. وحتى اليوم والصراع العسكري ينتهي في الخامسة مساء أمس.. وجيش باقان نصفه تقوم قواتنا بدفنه في مقابر جماعية.. والنصف الآخر ما يزال يجري وهو ينظر إلى السماء يبحث عن طائراتنا خلف كل غبار { والخرطوم تنظر إلى هجليج وتقول: انتهى الدرس يا غبي! والذين يتهمون الخرطوم بالغباء وبأنها تشنق عنقها بحبل مخطط باقان الاقتصادي يجدون أن جوبا تنظر إلى الخرطوم وتقول: : لم ينته الدرس يا غبي! { و...الخامسة من مساء أمس كان الغبار الكثيف عند الحدود يغطي إحدى وثمانين عربة عسكرية من جيش باقان تطاردها تسع عربات من قوات المجاهدين والقوات المسلحة ولو أن المواطنين في جوباوالخرطوم أنصتوا لسمعوا صراخ قوات باقان الهاربة..