نعم أيها الأراذل.. أيها الأسافل.. موتوا يغيظكم .. ماذا؟ ماذا تقولون؟ لماذا أشتمكم؟ ولماذا أسبكم؟ اسمعوا: من كان منكم علمانياً ومات على علمانيته.. فسبابي له.. وشتمي يطوله.. والله ما سب نفسه إلا هو.. وما شتم عرضه أحدٌ غيره.. وأما من تاب منكم فقد تاب الله عليه.. ومن عاش علمانياً ومات علمانياً فلا حرمة له. وأرجو ألا تصرفوني عن لب الموضوع.. أقول موتوا بغظيكم.. فمثلكم لا يسقط حكومة ومثلكم ليس له نكاية.. وكثرتكم هي مثل كثرة الأصفار.. هل سمعتم بجمع الأصفار وتراكم الأحجار.. لقد تعلمنا أن نصفكم بهذه الصفات ونحن طلاب في المدارس الثانوية رعى الله إخوة لنا كانوا في المؤتمر الثانوية أيام المربي الفاضل الطيب شبيكة طيب الله ثراه منهم المرحوم الفقيد أحمد بابكر حمة الله ومنهم مولانا الطاهر أحمد الطاهر قاضي المحكمة العليا بالمعاش ومنهم الأخ د. عبد العظيم عباس الحاج أستاذ بجامعة الخرطوم ومنهم الصافي جعفر الصافي المهندس وصاحب المقولة «إياها».. لقد خبرناكم.. ونعرف مقاتلكم.. وتلاعبنا بكم.. بل تلاعبت بكم أهواؤكم وأحلامكم.. وأنتم اليوم من قلة عقولكم تحاولون إخراج مظاهرة لتشفط الإنقاذ.. وذلك كله تشبهًا منكم بالرجال ولا تخرج مظاهرة.. ولا نصف مظاهرة.. ولا ربع مظاهرة.. أتدركون لماذا؟ سوف أحاول إفهامكم وأجري على الله.. وأعلم أنه أمر صعب أن تفهموا.. ولكنني سأحاول.. على أي حال، لن تسقط الإنقاذ لأن سقوطها يعني سقوط الشريعة؟ وأين هي الشريعة؟ علمت أنكم ستسألون هذا السؤال.. وهاكم الإجابة.. إن الموجود في زمان الإنقاذ هو شكل الشريعة.. ونحن نعلم ذلك وأنتم تعلمون ذلك.. نعلم وتعلمون أن الغائب هو المضمون.. فإذا ذهبت الإنقاذ ذهب الشكل والمضمون.. وإذا بقيت الإنقاذ .. بقي الشكل.. ولأمر ما.. يعلمه الله.. ظل شكل الشريعة باقيًا منذ سقط نميري عام 1985م.. وظن الناس أن سوار الدهب سوف يلغي الشريعة.. ولكنه أبقاها وذهبت حكومة سوار الدهب وجاءت حكومة الانتفاضة وعلى رأسها أعدى أعداء الشريعة على الأقل شريعة نميري الذي قال إنها لا تساوي ثمن الحبر الذي كُتبت به.. مع ذلك ظل عاجزًا عن إلغائها.. وظلت طيلة حكمه حبراً على ورق.. ولكن .. لما أجمع أمره.. وغلبه شيطانه وأزمع على إلغائها.. ليذهب إلى قرنق حاملاً في يده قرار إلغاء قوانين سبتمبر كما يسميها يتجمل بها أمام قرنق..أخزاه الله فأسقطه ليلة سفره إلى لقاء قرنق.. وجاءت الإنقاذ ومرّ عليها عام كامل وهي لم تفتح كتب الشريعة وبعد عام ونصف يوم1/1/1991م أعلن رئيس الجمهورية تطبيق قوانين الشريعة من منزل الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري. واعلموا وكيف لي بأن تعلموا بأنكم لن تسقطوا الشريعة.. بل الشريعة ستسقطكم بإذن الله واعلموا وكيف لي بأن تعلموا - بأن الشريعة تحفظ الإنقاذ.. وأن الإنقاذ لا تحفظ الشريعة بل الله وحده هو الحافظ للشريعة.. وقد قيض لهذه الأمة نصحاء يصدعون بأمره يأمرون الحاكم والمحكوم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يضرهم من خالفهم.. حتى يلقوا الله وهم على ما هم عليه. والعلمانيون ما بين ذؤالة وثعالة وأباعر وحثالة.. يقضون جل أعمارهم يعضون بنان الندم.. ولو عضوا غيره ما شفى لهم غليلاً ولا أطفأ لهم ناراً..«كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله» أوقدوا نار الانفصال.. أوقدوها فأطفأها الله.. وعاد الانفصال خيراً ووحدة وتماسكاً لأهل الإسلام. وأوقدوا نار دارفور .. فأطفأها الله لما أهلك نافخ كيرها القذافي.. وأوقدوا نار النيل الأزرق.. .. فأطفأها الله وجعل نافخ كيرها عقار شريدًا طريداً.. بعد أن كان أميراً وملكاً وحاكماً. وأوقدوا نار جنوب كردفان فأطفأها الله وجعل نافخ كيرها هائماً على وجهه بلا وطن ولا أهل ولا عشيرة ولا ولي.. وهم اليوم يوقودون نارًا للفتنة لإطفاء نور الشريعة فانطفأت نار الفتنة.. وأشرق وتوهج نور الشريعة وجمع الله عليها قلوب المؤمنين الصادقين من أهل الحكم ومن أهل الفكر والرأي والعلم. ذلك أنهم أصلاً لم يختلفوا على الشريعة.. بل اختلفوا حول ما يقرب إليها.. وأقصر الطرق إلى ذلك.. فمنهم من ظن أن الانفصال يهدد الشريعة.. وله أدلته ومنهم من ظن أن الوحدة مهدد للشريعة.. وله أدلته وخار الله لهم الانفصال.. نعمة منه.. أو ابتلاءً «ونبلوكم بالخير والشر فتنة» فثابوا كلهم إلى ما يجمعهم وما يوحدهم فهم في الشريعة على رأي واحد.. وديوان واحد.. هل تعلمون ما هو ذهاب الريح؟ يعني ألا يبقى من الشيء ولارائحته.. إن ذهاب الإنقاذ هو ذهاب ريح الشريعة؟ فافهموا أيها العلمانيون وأنتم لا تفهوم.. وليت الإنقاذ تفهم أنه ما مدحها أحد قط بمثل.. ما مدحتها به ولا ذمها أحد قط بمثل ما ذممتها به.. فمتى تفهم الإنقاذ متى تفهم؟؟!