٭ ما الذي حدث في الخرطوم؟! انفجار مدوي روع سكان جنوبالخرطوم، الأمر الذي اضطرهم لهجر ديارهم خوفاً من الإصابة بدانة طائشة وشظية.. وقد تحطم زجاج النوافذ في المنازل حتى على بعد كيلومترات من الانفجار، وانهارت جدران بعض المنازل وخرج المواطنون في منتصف الليل إلى الشوارع يركضون رجالاً ونساءًً ٭ ذعر عاشته الخرطوم لم تشهد له مثيلاً! ٭ ما الذي حدث؟ تقول التقارير الرسمية إن حريقاً شب في مجمع اليرموك؟! وسبب الحريق لحام كما قال السيد والي الخرطوم! سنجبر أنفسنا لنصدق ما قيل، ولكن هنا تبرز عدة أسئلة: في أية منشأة حتى ولو كانت عادية فإن إجراءات السلامة هي أول ما يخطر ببال المصمم، أما في المصانع المهمة والخطيرة فإن نظم السلامة فيها يجب أن تكون بذات الدقة التي تتميز بها الصناعة المطلوبة. والعلوم أن مجمع اليرموك به من الذخائر والكيمائيات ما يجعل نظم السلامة فيه جاهزة على مدار الساعة، وتعمل هذه الأنظمة آلياً حال حدوث حريق ولو كان بسيطاً، وهي أنظمة تتعامل مع المواد الكيميائية التي حين اشتعالها تلوث الجو الغازات الخانقة والضارة. ٭ وبلغني خبر سقوط دانتين مدفع «130» بالقرب من منزلين في حي أبو آدم، وانفجار واحدة منهما كفيلة بتدمير الحي بأكمله! وهذه الدانات الآن محروسة بواسطة الجيش. ٭ ما الفكرة في وضع مجمع كهذا بالقرب من المناطق السكنية وبالقرب من مستودعات البترول؟! ٭ وإذا كان الذي حدث وأحدث كل هذه الأضرار نتيجة حريق لحام، فكيف يا ترى يكون الحال إذا كان الأمر نتيجة عدوان على السودان؟ ٭ وهذا إن دل إنما يدل على أن السودان عاجز عن مواجهة الحرائق التي تشب في مصانعه الحربية، فكيف سيواجه عدواناً يحرق السودان كل السودان؟ ٭ ما هي التحوطات التي اتخذتها وزارة الدفاع لمواجهة الحرائق التي يمكن أن تحدث في منشآتها؟ وفي حالة حدوث حريق تتم أولاً محاصرته في المكان الذي شبَّ فيه حتى لا ينتشر في بقية المكان، ولكن الذي حدث أن المجمع كله احترق تماماً. ٭ كان تبرير وزير الدفاع حين قصفت السوناتا أن الناس كانوا في صلاة العشاء والدنيا «مضلمة»، وجاءت حادثة البرادو في الثامنة صباحاً، أي في وضح النهار في عز الحركة في طريقهم للعمل، وابتدع نظرية دفاعية جديدة، وهي الدفاع بالنظر... أي سخف هذا؟! وزارة الدفاع هي المسؤولة عن تأمين هذه المنشآت من الحرائق ومن العدوان عليها، والذي حدث قيل أنه جراء حريق ساعدت في انتشاره الحشائش والأشجار المزروعة. هل تظن وزارة الدفاع والناطق الرسمي باسمها أن الكارثة إن كانت بسبب حريق يخفف من وطأتها على الناس، فالذي حدث سواء أكان جراء حريق أو عملاً عدوانياً فإن النتيجة واحدة، وهي خسارة مليارات الدولارات، وتدمير البنية الأساسية للدفاع عن الوطن. ٭ هل حدوث الكارثة عن طريق الحريق يبررها؟! وهل حدوث حريق يبرئ من المسؤولية؟!. الانفجار الذي حدث روع المواطنين وجعلهم يهيمون في الشوارع بعد أن حطم زجاج النوافذ وفتح كل الأبواب المغلقة بالأقفال، وتعطلت حتى مراوح السقف، وانهارت بعض الجدران في بعض المنازل، وبلغ الذعر بالمواطنين الحد الذي دفعهم لترك ديارهم. خسارات المواطنين التي حدثت إلى جانب خسارة المجمع كيف يتم تبريرها بمجرد القول بأن الذي حدث هو بسبب حريق؟ وإذا كان المجمع غير محمي بالدرجة الكافية لمواجهة حريق، فكيف يا ترى تكون وسائل دفاعه من عدوان خارجي؟ وهل نشب هذا الحريق في كل المجمع في لحظة واحدة؟ فالنار تبدأ بشرارة يمكن القضاء عليها في لحظتها، فهل شبت النيران في كل المجمع في لحظة واحدة؟! القذائف والدانات المصنعة لماذا يتم الاحتفاظ بها في المجمع؟! في حين أن هذه المواد تعامل معاملة خاصة في النقل والتخزين، خاصة أن المجمع قريب جداً من الأحياء السكنية ومستودعات المواد البترولية. ٭ إن وزارة الدفاع وعلى رأسها الوزير مسؤولون عما حدث، وقد أثبتت ذلك اختراقات أمنية خطيرة حدثت من قبل، والسيد الوزير لم يطرف له جفن. وعلى نظام الحكم كله إعادة النظر في مدى صلاحيته لحكم البلاد، وعليه تطهير ثوبه من الدنس الكثيف الذي التصق به، فالأمر أمر أمة وليس مجرد نزوة حكم.