سليم صالحين محمد علي من أبناء حلفاالجديدة القرية «19» صرص، درس الابتدائية بمدرسة مرشد الاولية حلفاالجديدة والمتوسط بمدرسة جمي المتوسطة الثانوية بالبحر الأحمر والتحق بجامعة أمدرمان الإسلامية ونال بكلاريوس محاسبة وشاءت له الأقدار ان يغادر الوطن ويعمل الآن في منصب مدير مالي بشركة صناعات الكعكي مكةالمكرمة، التقته «نافذة مهاجر» في هذه السانحة للتعرف على تجربته في الغربة، فماذا قال: متى بدأت غربتك وابرز دوافعها؟ بدأت غربتي منذ عام «1998م» وكانت الدوافع من ورائها البحث عن فرص عمل أفضل وتحسين الوضع المادي. ماذا أضافت لك الغربة؟ اضافت لي خبرات واسعة في مجال العمل باستخدام أحدث التقنيات العالمية مادياً، الحمد لله هناك تحسن وإن كان دون طموحاتنا. وماذا خصمت منك؟ الغربة كانت خصماً على كل الجوانب الاجتماعية، فقد وطنت في النفس حسابات المادة في كل مناحي الحياة، كما انها أبعدتنا كثيراً عن الأهل ودفء الوطن وأوصدت المنافذ التى كنا نطل بها على الوطن فانقطع معظمنا عن كل المستجدات الموجودة على الساحة. موقف مر بك في الغربة وتوقفت عنده كثيرًا؟ صلاة عيد الفطر في مكةالمكرمة والحميمية التي كان يتعانق بها السودانيون في منظر لافت دون قبلية او جهوية وقلت في نفسي، وتساءلت: لماذا نتنافر هناك وتذوب كل هذه الفوارق في الغربة؟ متى تشعر بالغربة؟ في كل لحظة ينتابني شعور بالغربة وبالوحدة وعدم الالفة، بالرغم من مباهج الحياة وزخرفها هنا. ماذا تعني لك الغربة؟ ضياع العمر ونحن نركض خلف سراب اسمه تحقيق الآمال العريضة. قراءتك للوضع السياسي الراهن في البلاد؟ القبلية التي دخلنا في وحلها من الصعب الخروج منها في الوقت الراهن قَالَ صلى الله عليه وسلم : «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» وهذا ما نعيشه الآن في السودان، تركنا الانتماء للوطن الكبير وتشبثنا بالقبلية والجهوية ففتّ هذا الاستقطاب من عضد الوطن.. كيف تنظر للوضع الاقتصادي في البلاد؟ السودان دولة زراعية كبيرة ولدينا ثروة حيوانية وبها مساحات كبيرة تصلح للرعي وكان الأجدر الاهتمام بهذه الثروات لا اهدارها بمجرد ظهور البترول، وفي رأيي أن البترول كان خصماً علي هذه الموارد، وبمجرد نقص ايرادات البترول حدثت هذه الفجوة في الميزانية العامة.. إذن ما هي الحلول؟ يكمن الحل في دعم الزراعة والتنوع في المحاصيل الاقتصادية والاهتمام بالرعي وكذلك بالتصنيع الزراعي والإنتاج الحيواني على ان يتم استخدام عائدات البترول في دعم هذه القطاعات. كيف تنظر لاستثمارات المغتربين بالداخل وماهي المعوقات؟ استثمارات المغتربين محاولات فردية لا ترقى إلى مستوى أن نصفها بأنها استثمارات، وتحيط بها كثير من المخاطر اولها عدم استقرار سعر الصرف.. وما الحل في رأيك؟ اعتقد ان الحل يصب في طرح شركات مساهمة ضخمة يتم الاكتتاب فيها. كيف ترى ترابط السودانيين بالخارج؟ نحن هنا في المملكة العربية السعودية اقل ترابطاً كسودانيين مقارنة بدول الخليج.. هل قررت ترك الغربة والعودة للوطن؟ ترك الغربة حلم يراود الجميع، ولكن عدم الاستقرار المادي يقتل تلك الأحلام. ماذا تعني لك فترة الحج؟ فترة الحج في مكةالمكرمة ولقاء مختلف الأجناس بكل سحناتهم يعمِّق إحساس الوحدة الإسلامية بزيهم الموحد في الإحرام حيث يردد الجميع «لبيك اللهمّ لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك» في مجموعات منظمة المنظر لا يوصف وإحساس لتباين المفردات كنهها صفاء يمنح الإنسان الطمأنينة ويجسد له معنى قول الله «أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» وقوله تعالى «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ» «العنكبوت: 67» ما هي الخدمات الي قدمها لكم جهاز المغتربين وما شكل علاقتكم به؟ بصراحة نحن في مكةالمكرمة لا نلمس دورًا يُذكر لجهاز المغتربين، والعلاقة به في مواسم معينة فقط، والجالية السودانية بمكةالمكرمة كبيرة ولكن ينقصها التنظيم. رسالة توجهها للمغتربين؟ السمعة الطيبة التي يتميز بها السوداني في بلاد المهجر هي رصيد يجب ان نحافظ عليه. أي إضافة؟ الشكر كل الشكر لصحيفة «الانتباهة» لجهودها المقدرة في ربط المغتربين بالوطن والإصدارة الأخيرة الخاصة بالمغتربين وساعدت كثيراً في ربطنا بأخبار السودان.