عبدالله شمت محمد شمت من أبناء الولاية الشمالية درس المرحلة الابتدائية بمدرسة شده الابتدائية، ثم التحق بمدرسة شده المتوسطة بنين بولاية الشمالية وحاز على البكالريوس من جامعة القاهرة بالخرطوم «النيلين حاليا» ويعمل الآن مدير التأمين الطبي والتسويق في شركة الاعتماد الطبي بالمملكة العربية السعودية بمنطقة الرياض، التقته «الإنتباهة» في نافذة مهاجر لتتعرف منه على تجربته في الغربة. ٭متى بدأت الغربة، وما هي الدوافع والأسباب التي دعتك للغربة؟ بدأت غربتي عن الوطن منذ عام 2003م في وطني الثاني المملكة العربية السعودية، والدوافع والأسباب تركزت في السعي لتحسين الوضع الاقتصادي، حيث كنت في السودان أعمل في منسقية الخدمة الوطنية من عام 1997 حتى 2002م، وكنت ميسور الحال، ولكن الضغوط المعيشية هي التي أجبرتني، ومن أجلها اغتربت عن الوطن... ٭ماذا أضافت لك الغربة، وماذا خصمت منك؟ أضافت لي الغربة التعرف على عادات وطبائع الكثير من الشعوب العربية والأجنبية المختلفة. وعلمتني كيف أصبح إنسانا منتجا ونافعا للعمل، بجانب ذلك خصمت مني الغربة الكثير خاصة من طبائعي السودانية الجميلة.. ٭موقف مر بك في الغربة وتوقفت عنده؟ من المواقف التي مرت بي ومازلت أتذكرها الخلاف الكبير الذي دار بيني و صاحب العمل، ولكن تجاوزته باحترافية ورصيد ما قدمت من عمل. ٭ماذا تعني لك الغربة؟ الغربة تعني لي هم أتمنى زواله، وأيضا تعاملت مع الشعوب العربية والآسيوية والأوروبية أيضا، واكتسبت خبرة في التعامل مع الأجناس الأخرى. ٭قراءتك للوضع السياسي الراهن للبلاد؟ الوضع السياسي الداخلي يحتاج من المسؤولين قراءة للواقع العالمي بحنكة شديدة، ومن ثم اتخاذ القرارات والمواقف المصيرية للبلد، لأننا قد وصلنا إلى زاوية ضيقة جداً، خاصة في موضوع أبيي وترسيم الحدود والمجال الأمني بين البلدين. وهناك اتفاق كامل بين البلدين. وفي المجال الأمني ليس هنالك اتفاق حقيقي إنما يكون اتفاقاً على الورق. ٭وماذا عن الوضع الاقتصادي الراهن؟ الوضع الاقتصادي «الله يكون في عون الناس المطحونين» والمخرج في الاستثمارات والانفتاح الجاد والكلي على العالم وضبط المال العام بدون مجامله. ٭كيف ترى استثمارات المغتربين بالداخل؟ استثمارات المغتربين بالداخل ضعيفة جداً، أظن من معوقاتها عدم التواصل بين المغترب والدولة وعدم عرض برامج مشجعة للمغتربين بجانب غياب المعلومة«عدم التواصل المثمر». ٭ما هي الحلول؟ الحلول عرض برامج تشجيعية ومشاريع ذات جدوى لجذب المغتربين. ٭كيف ترى جهاز المغتربين؟ والله الإجابة عايزة زمن طويل وباختصار خسرنا كل شئ وجهاز المغتربين المفروض «يحلوه»، وكل واحد يروح بيته. وكل جهاز المغتربين معوقات، والحكومة المفروض تعمل للمغتربين خطة اسكانية، وإضافتهم لا تقل عن إضافة غير المغتربين، إنما تزيد طاقين كما أن أهم شئ إحساس المغترب بالأمان على ماله والفوائد المرجوة، وفتح قنوات فعلية وجادة وهادفة، مع وزارة الاستثمار وجهاز المغتربين لو أمكن لذلك سبيلاً، وعمل دراسات جدوى جاهزة على سيديهات وزيارات متكررة للتجمعات والكيانات بالمهجر. ٭كيف تعيد الحكومة ثقة المغترب بها؟ الثقة بين الحكومة والمغتربين يمكن تعود إذا قدمت الحكومة برامج مفيدة وذات عوائد فعلية في وقت وجيز. ٭كيف ترى ترابط المغتربين بالخارج، وهل تفكر في العودة؟ الترابط بدأ يتراجع في الفترة الأخيرة بين المغتربين لكثرة الخلافات، وأتمنى ترك الغربة اليوم قبل بكرة بس زي ما بيقولوا إيجاد وسيلة دخل ثابت، إن شاء الله ركشة بس بدون ضرائب أو جبايات أو ناس المرور!! ٭رسالة أخيرة لمن توجهها؟ أن تكون هناك مشاريع طموحة تساعد المغتربين للعودة إلى الديار، خاصة من أكمل فوق العشر سنوات اغتراب ويشرب أطفالنا من مياه النيل، ويكون انتماؤهم لبلدهم أكبر وأقوى وأنفع، ويارب اصلح بلادنا وبلاد المسلمين.....