بحكم انشغالنا بالسياسة ومتابعة دهاليزها، وتعقُّب نشاط قيادات العمل السياسي حكومة ومعارضة، وبحكم المواقف معهم والاحتكاك بهم، كثيرًا ما يرى الواحد منا رؤيا منامية وأحلامًا تتعلق بأهل السياسة وفقًا لما يصوره العقل الباطن أثناء النوم، فكثيرًا ما أكون كتبت مقالاً انتقدت فيه الحكومة، وأتوقع ردة فعل غاضبة معينة من جانبها، فيُصوِّر لي عقلي الباطن أثناء النوم مثلاً، وكثيرًا ما رأيت في المنام أن الصادق المهدي يطردني من لقاءاته السياسية الدورية مع أهل الإعلام، أو أرى أني طلبت حوارًا مع الترابي، فيرفض ويعكس لي عدم الرضا عما أكتب عنه، هذه كلها حكايات حقيقية أيصورها عقلي الباطن - والله على ما أقول شهيد أن هذه أشياء نراها في النوم على الدوام، وكثيرًا ما نحكي هذه الأحلام للزملاء ... لكن أشد ما هالني من هذه «الرؤيات المنامية» ما رأيته ذات مرة إذ رأيت في نومي، السيد كمال عبيد القيادي بالمؤتمر الوطني، وكان يقود حافلة ركاب كبيرة، لكن اللحظة التي رأيته فيها لم يكن معه ولا شخص واحد داخل تلك الحافلة والله علي ما أقول شهيد رأيت بعيني هاتين التي سيُقرّمها الدود كمال عبيد سايق الحافلة الكبيرة دي بأقصى سرعة، على مقربة من النيل، وكان ماشي يمكن يكون بي نمرة خمسة عديل كدي، وبينما أنا وبناتي الأربع كنا نشم هواء نقيًا على البحر، ونجلس أدنى الشاطئ وعلى مقربة من الماء، فإذا بالسيد كمال عبيد جاء مسرعًا وهو يقود تلك الحافلة، وبذات السرعة الرهيبة ، فصدم بحافلته تراكتورًا كان يقف بجانب «القيفة» ونحنا تحت فتناثر التراكتور قطعة قطعة، لستك لستك، حديدة حديدة، والحاجات دي كلها جات نازلة علينا في البحر من أعلى القيفة والله أنا وشُفعي مرقنا الجليل الرحيم، ونجونا من الموت بأعجوبة وبناتي ديل إلا لقّطّهم لقّيط من تحت اللساتك الطايرة، لكن وبحمد الله لم يصبنا أي أزى جراء تلك الصدمة العنيفة ..... يا خي ما تسوق براحة يا أبو كمال ...!!!