على خلفية الخبر الذي نشرته بعض وسائل الإعلام حول قصف متمردي حركتي العدل والمساواة بقيادة شقيق خليل إبراهيم «وتحرير السودان» بقيادة ابن عمه مني أركو مناوي قصفهم لمدينة الفاشر أيام عيد الأضحى التي انتهت أمس الأوّل، كتبنا بالأمس معلقين تحت عنوان «الكاتيوشا من كادقلي إلى الفاشر».. وفي نفس اليوم الذي نُشر فيه ما كتبناه نفى نائب والي شمال دارفور وزير الصحة بالولاية السيد أبو العباس عبد الله الطيب جدو قصف المدينة بصواريخ كاتيوشا من قبل الحركتين، ويقول خبر النفي إنه نفي بشدة. ولكن ما هو مصدر الخبر المنفي أصلاً؟! يقول أبو العباس جدو إن ولايته تعيش نعيم الأمن والاستقرار، وقال إن أيام هذا العيد هي من أفضل أيام الأعياد التي مرّت على إقليم دارفور منذ اندلاع الحرب. أحد قادة المتمردين في الحركتين آنفتي الذكر صرّح لقناة العربية ذات المهنية الضعيفة بأنهم قصفوا الفاشر بالكاتيوشا والأسلحة الثقيلة لتدمير القاعدة الجوية لمطار الفاشر.. والقناة التي جاءت كقط في الفضاء يحاكي انتفاخاً صولة أسد قناة الجزيرة لم تتصل بالطرف الذي وقع عليه الهجوم لكي تتقصى من كل جوانب الأمر، بل تركت تصريح «القائد المتمرد» هو وحده الخبر عن دارفور في ذاك اليوم أو تلك الساعة ليأتي خبر مبتسر قيمته زعزعة طمأنينة سكان الفاشر ومن حولها وبث القلق في نفوس أبناء الولاية الموجودين في أنحاء أخرى من وطنهم أو خارج وطنهم. لكنها «قناة الراشد» الذي يحرّض ضد العمل الاستثماري في السودان لو تذكر يا دكتور مصطفى عثمان وزير استثمارنا.. لم نستبعد أن يفعل متمردو دارفور سواء كانوا تابعين لحركة واحدة أو لحلف من حركتين أو أكثر مما فعله متمردو «قطاع الشمال» في كادقلي مؤخراً بعد أن ساءهم جداً لمّ شمل أبناء الولاية «جنوب كردفان» في ملتقى داخل قاعة واحدة كانت هدفاً للكاتيوشا. لذلك كان ما كتبناه أمس حول «ادعاء» قصف الفاشر، ويكون السيد نائب والي شمال دارفور قد نفى وكذب الادّعاء الذي صدر عن أحد قادة تمرد حلف حركتي خليل ومناوي، لكنه لم يكذب الخبر في بعض الصحف باعتبار نقله عن قناة «العربية» التي لا ندري بماذا تريد أن تفيد العرب وهي تعجز مهنياً عن متابعة ادّعاءات حول أمور في غاية الأهمية، فما هو أهم لها من حيث المتابعة أكثر من تصريحات تتحدّث عن قصف عاصمة ولاية في قطر عربي بصواريخ الكاتيوشا، هل تعتقد هذه مثل الكاتيوشا التي تنطلق من جنوب لبنان إلى اسرائيل؟! تلك لتحرير أرض لبنان من إسرائيل، لكن ما ادعت القصف بها الحركات المتمردة في بلد مسلم يرفض التطبيع معها، خاصة من منطلق عقدي، وهذا ما يفعله بالضبط أهل دارفور المتمسكون بالعقيدة الإسلامية والعاضون عليها بالنواحذ. بعد ذلك دعونا نسأل: لماذا كان الادعاء بقصف الفاشر بصواريخ الكاتيوشا؟!.. ما الغرض إذن؟!. هل كانت هناك ساعة صفر لإطلاق الصواريخ على الفاشر والتصريح بذلك؟! أي التصريح متزامناً مع إطلاقها لحدوث ارتباك ما؟! هل كان صاحب التصريح يعلم بأن إطلاقها سيكون في وقت معين لذلك أطلق تصريحه مطمئناً؟! هل وصلته معلومة مغلوطة بأن حلف الحركتين أطلق الصواريخ وكان ذلك قبيل الإدلاء للقناة؟! إنها حيرة تنتاب المواطنين، لكن أهل المناطق حول الفاشر وفي عمقها هم من يؤكدون من على حق، الحكومة أم المتمردين؟!. حيرة وضعت الناس بين قناة العربية التي كانت مصدر «الادعاء».. ووكالة السودان للأنباء «سونا» التي نقلت عن نائب الوالي بشمال دارفور خبر نفي هذا الادّعاء.. على أية حال ما كتبناه بالأمس حول هذا الأمر قبل نشر نفيه نعتبره من باب الافتراض ما دام أن الإدعاء جاء من أحد قادة التمرد ولم يفتر عليهم أحد الكذب، وإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.. لكن ما معنى إعلان «الادّعاء»؟! هل هو اليأس والشعور بالعجز عن تكرار مهاجمة المطار؟!