العديد من الأسر بولاية كسلا في مختلف محلياتها كانت تكمل استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى المبارك بشيء من القلق المبرر أمام الظروف الاقتصادية التي يمر بها السواد الأعظم من المواطنين وفي ظل ارتفاع أسعار الخراف حيث تجاوز سعر الخروف متوسط الحجم ال «700» جنيه الأمر الذي جعل أكثر الأسر الضعيفة ومتوسطي الدخل أمام خيار العمل بفقه الضرورة والأخذ بسعة الدين الذي لا يكلف ما لا طاقة به فوقفت في انتظار فرحة تقتصر على استشعار عظمة المناسبة. وهنالك الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تحض على العمل الطوعي الذي هو بمثابة صدقة في الإسلام (وتعاونوا على البر والتقوى) (ومن تطوع خيراً فهو خير له)، ولعل جزء مما ذكرنا كان المدخل الذي ولج منه العمل التطوعي للحياة الإسلامية وأصبح جزءًا لا يتجزأ منها فكل أشكال العون والصدقات الذي تجسد بولاية كسلا في عمل العديد من منظمات المجتمع المدني العاملة بالولاية خاصة الإسلامية منها والوطنية خلال فترة عيد الأضحى المبارك إسهام في زرع البسمة وجلب السعادة للمئات الأسر بالولاية حيث قامت بتوزيع خراف الأضاحي للكثير من الأسر فكانت منظمة مداد الخيرية صاحبة القِدح المعلى وكذلك منظمة تلاويت للتنمية والهيئة الخيرية للرعاية الاجتماعية والعديد من النظمات الطوعية هذا فضلاً عن الجهد الحكومي والممثل في برامج الدعم الاجتماعي المقدم من وزارة الشؤون الاجتماعية الأمر الذي أحدث أثرًا كبيرًا في نفوس تلك الأسر هذا إذا ما عرفنا أن منظمة تلاويت منفردة تمكنت من توزيع أكثر من «65» رأسًا من الضأن وعددًا مقدرًا من الأبقار والعجول وتكلفة لا تقل عن «30» ألف جنيه حسب إفادات المدير التنفيذي للمنظمة الأستاذ حسين اري الذي أكد أن برامج الأضاحي للمنظمة استهدف شريحة المعوقين والمكفوفين والأسر الضعيفة والفقيرة ببعض المدن والضواحي، وقال إن المشروع في أغلبه تم بدعم وتمويل من محسنين وخيرين. جملة القول إن مثل هذه المبادرات من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الطوعية هي التي تسحق أن تساند وتدعم بغض النظر عن ما يشوب هذه البرامج من بعض القصور المصاحب للكل جهد بشري لا يبلغ الكمال وتجد ما يقدح فيها من حيث التوزيع وهل هي تصل لمن يستحقها فعليًا وليس هذا من نقد قد ينقص المبادرة ومن الضرورة أن تجد الرعاية والدعم اللازم من الحكومة والمحسنين والخيرين من أبناء أمة الرحمة والسلام.