إعداد وترجمة: المثنى عبد القادر إنصاف العوض كشفت وثيقة سرية سربها موقع ويكيليكس عن اجتماع عقد بين البرتو فرنانديز ونائب الأمين العام للحركة الشعبية عبد العزيز الحلو ناقش التطورات داخل الحركة الشعبية في الفترة التي تسبق انتخابات العام 2009 وجهود الحركة لتوحيد الحركات الدارفورية المتمردة، وأشار الحلو في الاجتماع إلى انشغاله بعدة مناصب فهو إضافة إلى أنه نائب الأمين العام للحركة فهو رئيس الحركة في قطاع دارفور ورئيس لجنة الاتفاقية مع المؤتمر الوطني المقرر انعقادها في منتصف مايو وأنه من المقرر أن يسافر إلى جبال النوبة في جنوب كردفان، وقال فرنانديز إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستحاول أن تكون مفيدة للحركة بأقصى إمكاناتها وسوف تسهم تعزيز مكاتب الحركة بالشمال ولكنها لن تعد بالقيام بكل ما هو مطلوب منها لأن ذلك يسبب إحراجاً سياسياً لها، بدوره قال الحلو إن الحركة الشعبية تحمل عبئاً ثقيلاً وهو الإطاحة بالمؤتمر الوطني الذي لا هم له سوى الاحتفاظ بالسلطة الأمر الذي يجعل من الضروري تحويل الحركة من مقاومة مسلحة إلى حركة سياسية وقال الحلو إنه وجد الحركة ضعيفة وأنه بصدد إصلاحها من خلال دورتين تدريبيتين الأولى عن أساسيات الرؤية للحزب وتدريب الكوادر من القاعدة إلى القمة قبل مجىء الانتخابات، وقال فرنانديز إن على الحركة تأكيد دورها كقوة وطنية وليست إقليمية وأثنى الحلو على فكرته قائلاً إن الجزء الثاني من برنامجه سيركز على فكرة أن الحركة الشعبية حركة قومية وهدفها خلق سودان ديمقراطي موحد.. وتساءل فرنانديز عن ما إذا كانت للحركة الشعبية إستراتيجية لتطوير وسائل إعلام خاصة بها في ظل احتكار المؤتمر الوطني للإعلام في الشمال حيث قال الحلو إن الأمر موضوع قيد النقاش الآن وأنه يسعى لجلب التمويل من الحركة لإنشاء راديو وتلفزيون خاص بالحزب في الشمال لأنها ضرورية لتقوية وجود الحزب في الشمال، وأضاف الحلو قائلاً إنه سيركز على تعزيز الحركة الشعبية في الشمال خاصة وأن مكاتب الحركة في الشمال أكثر تخلفاً من مكاتبها في الجنوب، وقال فرنانديز إن معركة الانتخابات ستكون حاسمة خلال السنوات القادمة منوها إلى أن الشمال يمثل تحدياً كبيرًا للحركة كما أنها فرصة لها لإثبات قوتها ونفوذها في ذات الوقت. أما بخصوص متمردي دارفور فقال الحلو إن الحركة تأمل في جمعهم داخل حركتي تحرير السودان وحركة العدل والمساواة والضغط عليهما لوضع موقف مشترك يتم التفاوض على أساسه، مشيرًا إلى أن الحركة الشعبية على دراية تكاملية بالأطراف المؤثرة في الشان الدارفوري بالرغم من رفض الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة تعاون الحركة مع متمردي دارفور، إلا أن أمريكا والنرويج تعيان الدور الفاعل للحركة في تسوية قضية دارفور، وقال الحلو إنه قابل عبد الواحد في باريس ووصف موقفه بالمشوش والمتردد تجاه الحركة الشعبية، حيث قال عبد الواحد إنه يشعر بالعزلة من قادته الميدانيين الذين تمت استضافتهم في جوبا وحث الحلو عبد الواحد للحضور للسودان وممارسة قيادة حركته من دارفور، وقال فرنانديز إن عبد الواحد يحتاج إلى أن يتفاوض مع المؤتمر الوطني ويجب أن يستعد جيدًا لذلك لأنه كلما طال الأمر تعقد وضع أهله وأتباعه في دارفور، وأضاف الحلو أن عبد الواحد قد أمر اتباعه بمقاطعة التعداد السكاني الأمر الذي من شأنه تهميش شعب دارفور وأن الحركة تسعى لإقناع عبد الواحد بالمشاركة وأنها تبذل جهودًا لعكس الهوية العرقية والإثنية في التعداد لأمرين أولهما توفير المعلومات اللازمة عن التركيبة العرقية للبلاد حيث يزعم حزب المؤتمر الوطني أن غالبية السكان من العرب والثاني تقسيم وظائف الخدمة المدنية بالتناسب مع التمثيل العرقي. التعليق: قالت الوثيقة إن الحلو يبدو متفهماً للتحديات التي تواجه الحركة الشعبية بقوة، لكن من غير المؤكد أن يدعم عبد الواحد التعداد أو إدراج الانتماء الديني والعرقي في التعداد السكاني.