المرأة السودانية المهاجرة اصبحت ذات مكانة مرموقة شهدت لها منتديات وبيوت الاعمال الكثير من الاعمال بإبداعها في مختلف المجالات، وكانت سميرة عبد الباقي محمد عبد الله احدى سيدات الاعمال السودانيات بالمهجر ولدت بولاية الجزيرة محلية ودمدني الكبرى، تلقت مراحلها الدراسية بمدرسة القسم الثالث الدباغة ثم مدرسة عبد الستار المتوسطة ثم الثانوية فريني التجارية ثم جامعة النيلين كلية التجارة وهي احدى الناشطات في العمل العام رئيسة دائرة سيدات الاعمال وأمينة المرأة بمنتدى وهج الغربة وأمينة المكتب الاجتماعي بمنتدى السودان الثقافي وأمينة المكتب الاستثماري بجمعية تواصل وأول مصممة سودانية وداعمة اساسية لدائرة سيدات الاعمال.. التقتها نافذة مهاجر لتحكي لنا عن تجربتها: * لكل خطوة هدف ما هي أهدافك من الهجرة؟ اولاً ارفض تمامًا وجود رب الأسرة بمفرده بالمهجر ومن هذا المبدأ كانت هجرتي للمملكة العربية السعودية وذلك من اجل تربية الابناء وتنشئتهم في بيئة صحيحة بوجود الابوين حتى نتمكن من تقديم جيل متميز للمستقبل. بجانب الاهداف الاخرى منها مساعدة الزوج بالمشاركة الحقيقية في بناء مستقبل متميز للأبناء وتطوير الذات ومساعدة الاهل. * هل واجهتك صعوبات في بداية غربتك؟ بكل تأكيد فكل خطوة جديدة والانتقال من بيئة الى اخرى ينتابك فيها نوع من الشعور بالخوف بالمرحلة المقبلة بجانب البعد عن الاسرة والأهل والأصدقاء من اصعب المواقف التي تمر بالإنسان ولكن بحمد الله وجدت العديد من الاسر السودانية من الاصدقاء بالمملكة وبالترابط والتواصل ودعمهم ووقفتهم مما خفف تلك الهواجس وأستطيع ان اقول لم تكن هنالك صعوبات تذكر بل كانت مجرد هواجس. * تقييمك لاجتماعيات الأسر السودانية بالمملكة؟ هنالك تداخل واجتماعيات متميزة بين ابناء الجالية السودانية وتجمعنا الاجازات والمناسبات والأعياد وتلك الاسر تكمل بعضها في كافة المناسبات وعلى الصعيد الشخصي فوجودنا ضمن الجالية السودانية اتاح لي فرصة جيدة لمعرفة العديد من الاصدقاء الجدد من الاسر السودانية. * تقييمك للحراك الثقافي والاجتماعي للجالية السودانية؟ تنتظم ساحات العمل العام بحراك ثقافي واجتماعي بصورة منتظمة دون الجاليات الاخرى عبر روافد الجالية السودانية بمنطقة مكةالمكرمة عبر حراك منتظم ربما اسبوعيًا هنالك فعالية لإحدى تلك الروابط والكيانات المتعددة. والحراك الثقافي والاجتماعي المتواصل دائمًا ما يخفف اعباء الغربة وينقلنا لأجواء الوطن بتلاقي الاسر في مثل تلك الفعاليات. * هل الاسر السودانية محتفظة بعاداتها وتقاليدها؟ بكل تأكيد الاسرة السودانية بالمهجر حريصة كل الحرص على الحفاظ على العادات والتقاليد والموروثات السودانية ونجد ذلك من خلال اهتمام تلك الاسر بالعادات والتقاليد في كافة المناسبات كالزواج دائمًا ما تحرص الاسرة السودانية في اتباع كامل العادات السودانية من الجرتق والزى السوداني القومي للمرأة وكذلك الرجل لابد من وجود السيف والسرتي وغيرها من العادات * ما مدى تأثير الهجرة على الابناء؟ بصورة خاصة احاول ان اضع ابنائي وبناتي في الوسط السوداني البحت ولكن في اعتقادي لا مفر نسبة لدراسة الابناء في مدارس اهلية يجمع كافة ابناء الجاليات الاخرى بمختلف ثقافاتهم المتنوعة ومثل تلك الاجواء والاحتكاك له اثر كبير على الابناء ويجعلهم بعيدين عن البيئة السودانية مما اثر على انتمائهم الوطني.. * اذن ما هو دوركم في توجيه الابناء؟ بكل تأكيد دائمًا ما نحرص على ان تكون اجواؤنا اجواء سودانية بحتة مشبعة بعاداتنا وتقاليدنا ونزرع في ابنائنا محبة الوطن عبر مشاركتهم عبر الفعاليات الرسمية والشعبية بجانب حرصنا على متابعة الابناء للقنوات السودانية والتواصل الدائم مع الاسر الممتدة بالوطن بجانب الحرص على الاكلات السودانية * قضية تعليم ابناء المغتربين؟ تعتبر قضية التعليم من أكبر الهواجس التي تؤرق كل المغتربين ومن القضايا التي مازالت في انتظار حلول جادة ودراسة المناهج الاجنبية بكل تأكيد له اثر كبير حول معرفة الابناء بتاريخ وجغرافيا الوطن عكس المنهج السوداني. * هل المجموعات ساعدت في حل تلك القضية؟ المجموعات بكل تأكيد حلت جزءًا من تلك المعضلة ولكن لا نستطيع ان نعتمد على تلك المجموعات كليًا لانها حسب القانون غير رسمية وغير مستقرة وغير مهيأة ولكن هي جزء من الحل اذا تم تجويد عملها. * دائرة سيدات الاعمال من الكيانات الوليدة ما هي اهداف تلك الدائرة؟ من الاهداف الاساسية للدائرة وضع سيدات الاعمال السودانيات في بوتقة واحدة من اجل تطوير العمل عبر شراكة بين سيدات الاعمال بالمهجر وإظهار مقدرة المرأة السودانية وفعاليتها وإبراز دورها رغم بُعدها عن الوطن. واستطاعت الدائرة ان تحقق اهدافًا كبيرة ربما لا يستطيع الرجل ان يحققها وعلى صعيد الساحة شاركت دارة سيدات الاعمال وتفاعلت في الكثير من القضايا الوطنية ابتداء بالاحتفال بأعياد الاستقلال والتي تزامنت مع تدشين الدائرة بجانب اعداد دائرة سيدات الاعمال شنطة المجاهد ابان احداث هجليج لدعم المجاهدين ومؤازرتهم ودائمًا ما نضع الوطن وكافة قضاياه من اولويات اهتماماتنا ونؤكد جاهزيتنا ودعمنا لكافة القضايا الوطنية ولدينا حاليًا خطة كبيرة للدخول في المجال الاستثماري بالوطن عبر مشروعات كبيرة عبر عمل جماعي ومشترك بين سيدات الأعمال السودانيات بالمهجر. * اذًا ماذا اضافت لك الغربة؟ اضافت لي الكثير دون شك وجعلتني انسانة مطلعة على ثقافة الغير ومواكبة للأحداث وفي اعتقادي كلما بعد الانسان عن وطنه يكون اكثر متابعة للأحداث اكثر ممن هو بالداخل وفي الغربة يتملكك احساس وحب رائع للوطن وأستطيع ان اقول بأنني حققت الجزء الاكبر من الاهداف منها الجانب المادي.. * العودة ماذا تعني لك؟ يراودني حلم العودة وبل اصبح هاجسًا لابد من تحقيقه واتخاذ خطوات جادة من اجل تنفيذ العودة النهائية ولكن متابعة علاج احد ابنائي ربما كانت من اسباب تأخير العودة.. * رسالتك لمن توجهينها؟ الاولي لجهاز المغتربين نتمنى مزيدًا من العناية والمساهمة في حل الكثير من القضايا التي اصبحت تؤرق المغتربين وتفعيل برنامج العودة الطوعية من اجل عودة الكوادر العلمية للوطن والمساهمة في بناء الوطن، الرسالة الثانية للدولة للتعاون مع جهاز المغتربين وتوفير فرص عمل للمغتربين من اجل العودة النهائية بجانب حل معضلة تعليم ابناء المغتربين..