قبل دخول عيد الأضحى المبارك بأيام قليلة وصلتني دعوة كريمة من ادارة مشروع الجزيرة لزيارة مقر المشروع والتعرف ميدانيًا على ماتم من انجازات في الموسم الزراعي الصيفي والوقوف على الاستعدادات التي تجري على قدم وساق للموسم الشتوي ورغم طول المشوار وبعد المسافات التي قطعناها في ارض المشروع في القسمين الاوسط والجنوبي ولكنها كانت زيارة مهمة بالنسبة لي حتى عندما اكتب شيئًا عن العمل الزراعي او المشروع في حد ذاته لا بد وان امتلك المعلومات من مصادرها ومن المزارعين انفسهم الذين التقيناهم في اراضيهم يملؤهم صدق العزيمة والهمة لزراعة مساحات كبيرة من الاراضي بمختلف المحاصيل من قطن وسمسم وفول سوداني بجانب البقوليات وغيرها، وبالرغم من المشكلات الكبيرة التي طُرحت عن المشروع والمعوقات التي اقعدت به عن دوره الطليعي والمهم في الاقتصاد الوطني ارى ان المشروع اذا امتدت اليه يد الاصلاح حقيقة وبصورة فاعلة وجادة يمكنه العودة سيرته الاولى والنهوض من وهدته تلك لسد حاجة البلاد وتوفير الامن الغذائي بوصفه كان في يوم من الايام احد الدعامات الاساسية لموازنة البلاد ولكن قاتل الله السياسة التي جعلت يد الاهمال تمتد الى مشروع حيوي وهام وجعلت منه ذلك العملاق الذي هوى وبكل الصدق نقول ان المجهودات المبذولة من قبل مجلس الادارة والمزارعين بجانب الدولة التي تسعى بحسب النائب البرلماني للجزيرة حسب الرسول الشامي الذي اكد ان المجلس الوطني يسعى عقب اجازة العيد الى معالجة مشكلات المشروع ببرنامج يجري في قانون المشروع وبنوده واجراء تعديلات واسعة بغرض زيادة الانتاج والانتاجية، وحال تضافرت الجهود وتلاقت الارداة السياسية والشعبية حينها يمكن ان يحدث كثير من المتغيرات الايجابية في المشروع ويسهم في تلك النهضة المساحات الزراعية الممتدة على مد البصر والقوة العاملة ودعونا نترك الحديث عن سوء الادارات المتعاقبة على المشروع وما فعلت بمنشآته ومبانيه والخراب الذي طال كافة البنيات التحتية والاستعانة بخبراء وعلماء زراعيين وفنيين في المجال لهم القدرة على وضع خارطة طريق واضحة تعين الجهات المسؤولة بوصفهم اكثر خبرة ودراية بالعمل الزراعي ولنفكر معًا في وضع رؤية استراتيجية متكاملة لإحياء مشروع الجزيرة مرة أخرى وانا على يقين ان هنالك من هم اكثر قدرة مني على الحديث عن المشروع والإلمام بكل مشكلاته وايضًا القدرة على وضع الحلول المناسبة ولكن ما دعاني للحديث عن المشروع اسفي لرؤية كل تلك الاراضي الزراعية التي حال تمت زراعتها يمكن ان تحقق الاكتفاء الذاتي للسودان وجيرانه من الدول وتكف عنا ازمة الغلاء الطاحنة التي جعلت العيش صعبًا على الجميع.