نشأ محمد حسين عبد الرحيم قمر الدين بشرق النيل ترعرع بمنطقة الحاج يوسف وقضى فترة صبا جميلة مع أقرانه.. بعد تكملة مراحله الدراسية الاولية عمل مجموعة من الاعمال الحرة الا أنها لم ترضِ طموحه وهو الشاب الذي يحلم بمستقبل زاهر في ظل ظروف اقتصادية تلبي كل الاحتياجات اليومية على الاقل.. لم يجد مبتغاه الا في الهجرة ففكر فيها ونفذ فكرته فعلياً.. شد رحاله الى السعودية الا أنه كثيرًا ما يحن الى السودان فعانى ويلات الشوق للرجوع ومنعته الظروف.. في هذه المساحة التقيناه من مقر إقامته بالرياض وسطر معاناة الغربة وأسبابها * لماذا لم تعمل بالسودان واخترت أن تهاجر؟ عملت بعدد من الاعمال الحرة الا أنني اخترت الهجره لاني فقدت كل أمل لديّ في تكوين مستقبل ولو حتى بدرجة مقبول في السودان * هل وجدت صعوبة في العمل بالخارج؟ لم أجد صعوبة وحصلت على عمل فوراً بتوفيق من الله وفضله، أما بالنسبة لطبيعة العمل بالسعودية فهو سهل جداً مقارنة بالعمل الشاق في السودان * كم سنة هي مدة وجودك بالخارج؟ لم أمضِ وقتاً طويلاً منذ خروجي من السودان فمدة هجرتي حوالى السنتين * كيف هي العلاقات الاجتماعية بين السودانين بالخارج؟ هل توجد ايام مخصصة للملتقيات أو الزيارات؟ دائمًا ما تكون العلاقات بين السودانيين بالخارج حميمية جداً اكثر منها داخل السودان لدرجة انك اذا رأيت اي سوداني وانت تسير في الطريق فإنك تقف وتسلم عليه وتتعرف به وتكون معه علاقة مستمرة، وتجد منه أريحية تامة في التعامل، أما بالنسبة للزيارات فهناك حدائق كثيرة تلتقي فيها الأسر والشباب يرفهون عن انفسهم ويتواصلون اجتماعياً ودائماً ما تكون الحدائق مكتظة ايام الخميس والجمعة وهي أيام العطل فيستغلها معظم السودانيين للتواصل. * هل يعاودك الحنين للوطن؟؟ يعاودوني الحنين للوطن كل يوم ولا ابالغ لو قلت في كل لحظة. * ماذا خصم الاغتراب من رصيدك الاجتماعي بالداخل؟ خصم منه الكثير الكثير.. فكم من قريب لي توفي ولم اكن موجودًا بجوار اهلي ولم أستطع السفر حتى للتعزية، وكم من قريب لي تزوج وانجب وكنت أتمنى أن اكون موجودًا ساعة فرحته، وأخاف أن البعد هذا يخلق تناسيًا وشيئًا فشيئا حتى يتلاشى اسمي من ذاكرة أقرب الناس اليَّ. * كيف تقيم تجربتك في الاغتراب؟ تجربتي في الاغتراب اصفها بكل بساطة بأنها اسوأ تجربة مرت بي في حياتي * كيف استطعت ان تتأقلم على طبيعة اهالي المنطقة ومعاملاتهم؟ لم اجد صعوبة في التأقلم معهم لان معظمهم سودانيون ولديهم نفس عاداتنا وتقاليدنا فكان أمر التعامل معهم سهلاً. * متي ستشد رحال العودة النهائية للوطن؟ لولا الظروف لشددت رحالي اليوم قبل الغد ولكنها ظروفي اقوى من تمنياتي * ماهي علاقتكم بجهاز المغتربين؟ ليس لديَّ أي علاقة مع جهاز مغتربين ولا أعرف عنه شيئاً غير اسمه!! * وعلاقتك بالجالية السودانية؟ ذات العلاقة بين وبين جهازي المغتربين هي علاقتي بالجالية السودانية حيث لا علاقة بيننا. * الموانئ السودانية والمطارات.. هل خدماتها ترضي طموحاتك؟؟ ام هنالك مشكلات؟؟ بالطبع هناك مشكلات كثيرة وتصرفات غير مرضية وابدأها من السفارة السودانية بالرياض حيث إنها غير جميلة ي مجرد مظهرها فتجد كراسي معوجة ومكسرة وغير نظيفة واحيانًا كثيرة.. الصالات غير مكيفة وهذه مشكلة كبيرة حيث انها واجهتنا السودانية بالخارج.. هذه السفارة وبهذا الشكل لا تشرفنا وتعطي صوره غير لائقه لشعبنا، اما في الموانئ مثل ميناء سواكن تحديدًا وهذه ايضًا واجهة لنا كسودانيين فالعاملون بها يتعاملون بصورة غريبة وفظة وهذا سلوك مشين، والامر الآخر نجد الاسعار باهظة في كل شيء فهم لا ينظرون للمغترب على أنه مواطن راجع لبلده الطيب بشعبه فقط، بل ينظرون إليه كأنه كومة من ذهب وهم لا يعرفون أين البئر وغطاؤها وهذا السبب لسوء المعاملة..